العدد 4254 - الأربعاء 30 أبريل 2014م الموافق 01 رجب 1435هـ

ملك أسبانيا يعتبر زياته تأسيساً هاماً لمزيد من لبنات التنسيق والتعاون في مختلف المجالات

اعتبر صاحب الجلالة الملك خوان كارلوس ملك مملكة أسبانيا الزيارة التي يقوم بها حالياً لمملكة البحرين - تلبية لدعوة عاهل البلاد حضر صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة - تأسيساً هاماً لمزيد من لبنات التنسيق والتعاون الفاعل في مختلف المجالات الحيوية التي تهم البلدين الصديقين.

و في كلمة لجلالته خلال المنتدى الأسباني البحريني بقصر الشيخ حمد في القضيبية بحضور ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، أعرب جلالته عن سعادته بالقيام بهذه الزيارة الهامة التي يرافقه فيها وفد رسمي رفيع المستوى و نخبة من ممثلي قطاع الأعمال في أسبانيا، منوهاً بما تم عقده من اجتماعات هامة و توقيع اتفاقات هامة تمهد الطريق و تفتحه واسعاً لتحقيق الطموحات المقترنة بالمسار المميز للعلاقات البحرينية الأسبانية الوثيقة و الوطيدة.

و أشار جلالته لاهتمام و حرص بلاده لتعزيز العلاقات مع دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، و في هذا السياق أكد على ما تحوزه مملكة البحرين من أهمية في هذا الإطار نظراً لما تحوزه من موقع في قطاعات الأعمال والأنشطة والمصرفية المالية الخدمات. مضيفاً جلالته أنه ومع تنامي مستويات التبادل التجاري بين البلدين بشكل ملحوظ إلا أن هناك تطلعاً للوصول إلى مستويات أعلى من العلاقات و التنسيق.

و أعرب جلالته عن الرغبة في تشجيع الشركات و المؤسسات الأسبانية لتعزيز حضورها في مملكة البحرين وتسخير خبرتها العريقة للتبادل الفعال في مختلف المجالات ومنها الطاقة والمياه وتقنية المعلومات والبنى التحتية.

وقال جلالته إن أسبانيا قد أدت بجهودها الدءوبة إلى التعامل الفعال مع مختلف المتغيرات و المتحديات مما أدى لتعزيز موقعها الاقتصادي و ما تستطيع تقديمه في مختلف القطاعات الحيوية.

و أكد جلالته على قرب أسبانيا من العالم العربي وإدراكها لقضاياه وشؤونه وتشجيعها لنجاحه ونمائه، مشيراً إلى أن الشراكة بين أسبانيا كعضو في الاتحاد الأوروبي و مملكة البحرين كعضو في مجلس التعاون لدول الخليج العربية هو ما يستوجب أن تستمرا في العمل معاً إلى جانب المجتمع الدولي في التعامل الجاد مع القضايا التي تهم العالم العربي، منوهاً في هذا المجال بالدور الذي يضطلع عاهل البلاد و ثقته برؤيته القيادية في هذا المجال.

ثم ألقى ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة كلمة أشار فيها إلى ما تشكله العلاقات الثنائية الوطيدة الممتدة بين مملكة البحرين ومملكة أسبانيا من أرضية خصبة لتفعيل المزيد من فرص وإمكانيات النماء والفوائد المتبادلة، مما لا يرتكز فقط على البعد السياسي بل يمده كذلك بالدعم و الإسناد التواصل على الصعيدين الثقافي و الإنساني وترفده العلاقات و الاقتصادية بشريان حيوي من التنسيق و التعاون المشترك البنّاء.

ورحب سموه مجدداً بمقدم جلالة الملك خوان كارلوس ملك أسبانيا لمملكة البحرين، واعتبر سموه في كلمته خلال المنتدى القطاع الخاص في البلدين الصديقين عنصراً محورياً في تدعيم أسس هذه العلاقات والإسهام بشكل ملموس في تلبية الطموح لرفع مستويات العلاقات الثنائية، في إطار ما تدركه قيادتي البلدين من جدوى بناء جسور العمل المشترك و التنسيق.

و تطرق سموه خلال الكلمة إلى مسار العلاقات الثنائية منذ تأسيسها قبل أكثر من أربعين عاماً بين مملكة البحرين ومملكة أسبانيا و ما شهدته من النماء مستمداً من أسس الصداقة العزيزة ومسار التعاون و التنسيق المشترك عوامل تعزز تواصل تطوره منذ ذلك الحين في عدد من المحطات وصولاً إلى عام 2008 إذ تم توقيع اتفاقية لحماية التعاون الاقتصادي و التجاري و قد نتج ذلك عن أمثلة كثيرة للشراكة البحرينية الأسبانية مصحوبة بتجاوز التبادل التجاري قيمة المائتي مليون دولار أميركي، و لكن مع كل ما تحقق تبقى هناك أفق واسعة تحمل فرصاً و حوافز أكبر.

و قال سموه إن انعقاد هذا المنتدى اليوم كإحدى جوانب زيارة جلالة الملك خوان كارلوس يؤكد على الدور الهام للاقتصاد و العلاقات التجارية للانتقال إلى مرحلة أكثر فاعلية و أوسع نطاقاً من تحقيق المصالح المشتركة للبلدين على مستويات أعلى أثراً و تأثيراً مما يضفي المزيد من الحيوية و الديناميكية لمردود تعزيز جسور التواصل معها.

و اعتبر سموه إن الاهتمام المتبادل المتمثل في هذا الجمع بين البلدين الصديقين يحفزه إدراك مشترك للإمكانات والفرص التي تحملها أفق العلاقات الثنائية من احترام و تقدير للمكانة الحضارية والتاريخية والثقافية للبلدين وما يجمعهما من إقبال على الانفتاح والتواصل البنّاء في جميع المجالات.

و أكد سموه أن مملكة البحرين تثمن قيمة الشراكات مع الأصدقاء مثل أسبانيا، التي برهنت أن قوة الأوطان لا تكمن في تفادي الصعوبات و حسب بل في كيفية التعامل الفعال معها حال حدوثها.

و أشار سموه إلى أن البلدين على إطلاع بما يمكن أن يؤدي إليه حضور التطرف في المجتمعات من آثار مؤسفة تعجز حتماً عن تحقيق أي مردود يفيد الأوطان، لكن البلدين بتجربتهما الحضارية الراسخة ملميّن أيضاً بالمردود المثمر لمد جسور التوافق والتواصل والتفاهم لتدعيم الوحدة والأطر الوطنية و سيادة القانون، مع الأخذ بعين الاعتبار ان احترام الاختلاف و الفروقات يثري الأمم.

و قال سموه إن مملكة البحرين مستمرة في خطاها نحو المزيد من تحقيق الرؤى التي ينشدها الوطن بقيادة عاهل البلاد الرامية لمستويات أكثر تقدماً من الازدهار والتنمية في مختلف المجالات.

واعتبر سموه إن ذلك يتحقق بعزم جاد من القيادة يقوي إقدامه ما يتحلى به البحرينيون من مسؤولية وطنية تشجعهم على مزيد من الإنتاجية و إثبات قدراتهم في مختلف المواقع العامة و الخاصة، مشيراً سموه في هذه الصدد إن مسيرة التطور في مملكة البحرين التي كانت أول دولة خليجية يكتشف فيها النفط استوعبت أهمية التركيز على قوة الموارد البشرية إلى جانب استثمار الموارد الطبيعية.

كما تناول سموه في كلمته الدور المؤثر الذي اضطلع به الراحل رئيس الوزراء الأسباني السابق أدولفو سواريز غونزالز إسهاماً في بناء أسبانيا الحديثة بمقوماتها المتينة المشهود لها، مشيراً سموه في ختام كلمته إلى تطلعه أن يتم تبادل الزيارات بين الجانبين بزخم أكبر ينسجم مع المستوى المتقدم للعلاقات بين البلدين.

ثم شهد المنتدى كلمات من وزير شؤون الدفاع الفريق طبيب الشيخ محمد بن عبدالله آل خليفة ووزير الدفاع الأسباني بيدرو مورينيس ايولات ووزير الصناعة و الطاقة و الاقتصاد خوزيه مانويل سوريا لوبيز و وزير الصناعة و التجارة حسن عبدالله فخرو ووزيرة الأشغال العامة و المواصلات آنا ماريا باستور جوليان ووزير الأشغال عصام خلف ومحافظ مصرف البحرين المركزي رشيد محمد المعراج ، تم فيها تناول معطيات و آفاق التعاون و التنسيق في القطاعات التي ضمن مسئولياتهم.

ثم جرت جلسة نقاش في مجال الأعمال و الاستثمار ضمت كلا من نائب رئيس مجلس إدارة غرفة البحرين للتجارة و الصناعة جواد الحواج و رئيس مجلس إدارة عبدالله يوسف فخرو وأولاده عصام فخرو ورئيس شركة البحرين للبتروكيماويات عبدالرحمن جواهري والرئيس التنفيذي لممتلكات محمود الكوهجي والمدير التنفيذي لشركة بي اف جي انترناشيونال سامر الجشي و من الجانب الأسباني رئيس شركة اندرا خافيير مونزون ورئيس شركة انيكو بابلو فزكويز فيغا والرئيس التنفيذي لشركة اف سي سي خوان بيجار.

و اختتم المنتدى بمداولات بين ممثلي قطاعات الأعمال في البلدين.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً