قدم المخرج العراقي محمد الدراجي العرض الأول لفيلمه الروائي الطويل "في رمال بابل" في بغداد نهايات شهر مارس/ آذار 2014 وذلك في مناسبة الاحتفال بالذكرى الثالثة والعشرين للانتفاضة الشعبانية.
ويتذكر العراقيون في هذه المناسبة جميع من ضحوا بحياتهم خلال انتفاضة العام 1991 التي اندلعت في العراق ضد نظام صدام حسين. وتمثل الانتفاضة الشعبانية حدثاً مهماً في تاريخ العراق، وضع المسمار الأول في نعش نظام البعث الذي اقترف انتهاكات بشعة لحقوق الإنسان، وفرض على الشعب العراقي سنوات من القمع والرعب والتنكيل.
ويأتي عرض الفيلم ضمن برنامج احتفالي كبير أقيم تحت عنوان "الانتفاضة الشعبانية: الانطلاقة الحقيقية للتغيير" وذلك إحياءً لذكرى انتفاضة العام 1991. والبرنامج جاء عن مبادرة قامت بها وزارة حقوق الإنسان ووزارة الثقافة والمركز العراقي المستقل للأفلام IIFC واللجنة البرلمانية للشهداء، واللجنة البرلمانية للثقافة، والهيئة الوطنية العليا للمساءلة والعدالة، ومؤسسة السجناء السياسيين ومؤسسة الشهداء.
في "رمال بابل"، يعود الدراجي الحائز على عدة جوائز في الإخراج، ليروي قصة تدور حوادثها في نهاية حرب الخليج العام 1991. بطل القصة جندي عراقي يدعى إبراهيم، يهرب من الكويت حين يهزم الجيش العراقي. يواجه رحلة محفوفة بالمخاطر في طريق عودته للوطن، إذ يتوجب عليه عبور الصحراء الجنوبية؛ الصحراء المجهولة التي لم تطأها قدم بشر والمتنازع عليها بين نظام صدام حسين وقوات التدخل الأميركي. وفي الوقت الذي تنتشر فيه الاضطرابات في جميع أنحاء البلاد، يقع ابراهيم في قبضة الحرس الجمهوري ويلقى في سجون صدام سيئة الصيت، بتهمة الخيانة.
في العام 2013 وفي محاولة من المخرج للبحث عن إجابات من الماضي، يواجه الدراجي ثلاثة من الناجين من الانتفاضة. مصور يحمل سراً مؤلماً، ومزارع يخفي جراحه لينسى، وسجين سابق انتزعت منه إنسانيته بكل وحشية.
ومع كشف الفيلم للأسرار الشجاعة والمأساوية لهؤلاء الناجين، يسعى المخرج لكشف الحقيقة من وراء رحلة إبراهيم. وعبر تداخل الماضي والحاضر، الخيال والحقيقة، يعيد الدراجي النظر في أسوأ ما حدث خلال تلك الانتفاضة وذلك عبر زيارته لحقول القتل في بابل. ويتساءل الدراجي بمرارة في فيلمه حول ما إذا كانت الانتفاضة بداية نهاية لجرائم صدام حسين البشعة وتحرير الناجين.
الفيلم فائز بجائزة أفضل فيلم روائي من العالم العربي في مهرجان أبوظبي السينمائي الدولي السابع ADIFF العام 2013 حيث كان العرض العالمي الأول له.