تقبع الفرص الواعدة على المدى القريب المتاحة لقطر في الاتحاد الأوروبي، في أوروبا الوسطى/الشرقية، حيث الاعتماد على الغاز الروسي مرتفع نسبياً والمشاعر المعادية للكرملين منتشرة على نطاق واسع.

فعلى رغم أن بولندا تعتمد على روسيا في 60 في المئة من واردات الغاز الطبيعي، تواصل وارسو اتخاذ تدابير جريئة لشراء الغاز من جهات أخرى (بما في ذلك قطر) منذ اندلاع حرب أسعار بين روسيا وأوكرانيا العام 2009، وهي الحرب التي سلطت الضوء على المخاطر الجيوسياسية لاستمرار الاعتماد على الغاز الروسي.

ومن المتوقع أن تبدأ محطة الغاز الطبيعي المسال في «سوينوجسي» في بولندا، في استيراد الغاز القطري في العام 2015.

كذلك، ففي حين تستثمر بلدان أوروبا الشرقية، بما فيها استونيا وليتوانيا، وبكثافة، في البنية التحتية للغاز الطبيعي المسال، أصبح من المرجح أن تكسب قطر فرصاً جديدة نظراً لملكية الدوحة لشركة (Qatargas) التي تعد أكبر شركة لشحن الغاز الطبيعي المسال في العالم.

وعلاوة علي هذا، فعلى رغم أن قطر ليست سوى جزء صغير يمثل مجرد واحد في المئة من حجم روسيا، إلا أن احتياطيات هذه الإمارة الخليجية تبلغ أكثر من نصف احتياطات روسيا، مما يضعها في المرتبة الثانية للدول المصدرة للغاز في العالم، بعد روسيا نفسها.

ومع ذلك، تدرك قطر أنه لا يمكنها تجاوز روسيا كأكبر بائع للغاز الطبيعي المسال في أوروبا، كما ليس من الواضح ما إذا كان لدى الدوحة مصلحة في الصبو إلى مثل هذا الطموح.

فنظراً لحصتها الضخمة في السوق الأوروبية، تتمكن روسيا من بيع الغاز الطبيعي للأوروبيين بسعر 40 - 50 في المئة أقل مما يقدمه القطريون، علما أن ما يقرب من 70 في المئة من صادرات قطر تقصد الصين، والهند، واليابان، وسنغافورة، وكوريا الجنوبية، مما يجعل الاقتصاد القطري الآن أقل اعتماداً على الصادرات المتجهة إلى الاتحاد الأوروبي.

وبالتالي، من المحتمل أن توقع روسيا على صفقات غاز مع أوروبا بأسعار أقل من أي سعر يعتبره القطريون مقبولاً نظراً لفرصهم في الأسواق الآسيوية.

دانيال واجنر، جورجيو كافييرو، وسفيان عزير

وكالة إنتر بريس سيرفس