مارتن آميس، إيان مكوان، زادي سميث، أولئك لا يستحقون مكاناً في أرفف مكتبة بينيت.
هكذا تبدأ كتابة آدم شيروين، في صحيفة "الإندبندنت" يوم الثلثاء (6 مايو/ أيار 2014)؛ إذ كشف الكاتب المسرحي البريطاني آلان بينيت، بأنه يفضّل الكتَّاب الأميركيين على نظرائهم من البريطانيين المعاصرين له؛ لأنه يعتقد أن بعض معاصريه لديهم القليل مما يمكن قوله.
"أنا سيّء القراءة، وأعرف أن ذلك يبدو تواضعاً جمّاً، ولكنها الحقيقة"، ذلك ما قاله بينيت لمدير المسرح الوطني، السير نيكولاس هايتنير، في مقابلة مع القناة الرابعة لقناة بي بي سي، بمناسبة احتفاله بالذكرى الثمانين لميلاده. أضاف "أنا أحب الأدب الأميركي أكثر من الأدب الإنجليزي المعاصر. أنا أحب فيليب روث، على سبيل المثال. أنا لا أشعر بأن أياً من الذين يكتبون في إنجلترا يمكنه أن يخبرني بالكثير، قد يبدو ذلك غير منصف".
روث البالغ من العمر 81 عاماً وصاحب كتاب "وصْمة الإنسان"، تم اعتباره في العام الماضي (2013)، أعظم روائي في أميركا. وفي العام 2011، فاز بجائزة مان بوكر الدولية لإنجاز العمر لإثرائه الخيال في المسرح العالمي.
بينيت دخل في الكشف عن بعض خطط عمله على امتداد مقابلته مع "راديو تايمز"؛ إذ ناقش حياته الجنسية وتعافيه من مرض السرطان الذي تم تشخيصه.
وقال الكاتب، الذي تولّى أنتوني بلانت، لعب دور في مسرحيته "جاسوس كامبريدج" في العام 1998، إنه يتعاطف مع الشيوعيين السريين الذين خانوا بلدهم.
"أحببت فكرة (جواسيس كامبريدج) بخيانة قومهم وفئاتهم. إنه شيء لا أستطيع أن أضع له حلاً في ذهني؛ يمكنني أن أفعل ذلك عن طريق الكتابة في الموضوع نفسه. إنه الغموض عن إنجلترا، أيضاً: ما يجري، في نواح كثيرة، متحفظة جداً عن إنجلترا، ولكن مع معرفة أن هناك الكثير من الخطأ في هذا الشأن".
وأضاف بينيت "يمكنك أن تجد عذراً للتجسس. هو قابل للعذر والتبرير، الجواسيس يعتقدون أنهم يفعلون شيئاً لتحسين الأمور، وأنهم من الناحية الأخلاقية إلى جانب الحق. لا أحد من الجواسيس في المسرحية يقوم بذلك العمل مقابل المال. إنهم جميعاً يفعلون ذلك عن قناعة - لا علاقة لذلك العمل بالكسب المادي. الخيانة التي من المفترض أنهم ارتكبوها، لا تبدو لي في الوقت الحاضر بأنها جريمة ذات أهمية خاصة؛ فيما يتعلق بإدوارد سنودن وتسريبه وثائق تضرّ بالأمن القومي الأميركي، أنا إلى جانبه بشكل كامل".
يناقش مؤلف "تاريخ الصبية" ماضيه الذي عزف عن كشفه بإعلان تفاصيل عن حياته الجنسية. "لا يهمني ما يعتقده الناس عني. كان لي اعتراض على الناس في أن يعرفوا مزيداً عن الحياة الخاصة لشخص ما، والتي لم أكن أريد أن أوضع فيها، تماماً كما أجد نفسي مضطراً أن أكون حبيس مكان شبيه ببرج الحَمَام. لم أكن أريد أن أُوصف بأنني (مثلي) وذلك ما كان عليه الأمر. أردت أن يكون لي (...) الخاص".
كان بينيت قادراً على مواصلة الكتابة وهو يعاني من السرطان بحسب التشخيص، والتي لم يتم اكتشافه لسنوات.
وأضاف أنه "حين تم تشخيص مرضي في العام ١٩٩٧ (بسرطان القولون) قيل لي أنه لدي فرصة للبقاء على قيد الحياة بنسبة 50 في المئة. كانت لدي في الحقيقة فرصة واحدة من كل خمس فرصة. لذلك كنت محظوظاً جداً، والأطباء الذين عالجوني كانوا جيدين جداً. بحلول الوقت الذي وصلنا إليه بكتابة (تاريخ الصبية) في العام 2004، كان الظل ينحسر (يعني هنا تبعات وآثار ذلك المرض). أعتقد أن بعضاً من ذلك منحني حياة متجددة مليئة بالحيوية، وبكلمة في هذا الشأن: كنت متعاوناً مع نفسي، وذلك ما أتاح لي تغذية ورفْد عملي (تاريخ الصبية)".
في مقابلة بينيت كرر دعوته لإلغاء التعليم الخاص. وأضاف "أعتقد بقوة، بأن واحدة من الأشياء القليلة التي أنا متحمس لها، أن التعليم الخاص هو خطأ. سيكون الأمر أفضل عندما نتعلم جميعاً وفق نظام تعليمي واحد".