وعدتُّكم أصدقائي أن أنقل لكم بالصور رحلة «مناهل الوسط» في إمارة الشارقة عاصمة الثقافة الإسلامية 2014، وعليه سنبدأ اليوم معاً جولتنا من نقطة البداية، من «اكسبو الشارقة»، حيث أقيم في الفترة من 15 إلى 25 أبريل/ نيسان الماضي مهرجان الشارقة للطفل القرائي، تحت شعار: «اكتشف أصدقاء العمر». وقد شارك فيه أكثر من 124 دار نشر من 17 دولة، وأكثر من 175 ضيفاً من الشخصيات الأدبية والفكرية والثقافية والأكاديمية والفنية، العربية والأجنبية، الذين شاركوا في 1694 فعالية نظمها المهرجان على مدار 11 يوما.

افتتح المهرجان حاكم إمارة الشارقة الشيخ سلطان بن محمد القاسمي، الذي رُحب به بفقرات استعراضية قدمتها «زهرات» روضة البراري في الشارقة، حيث تراقصت الصغيرات على أنغام أغنية ترحيبية في لوحة ملونة جمَّلها ديكور واجهة المعرض، حيث تمايلات «الزهرات» بين علامات الشدة والضمة والسكون التي كانت تجلس على أرجوحة من الزهور في مدخل «الأكسبو».

بعد عرض «الزهرات»، عرج الشيخ سلطان لافتتاح معرض «ألف اختراع واختراع»، وهو أضخم معرض عالمي جوال يؤرخ لإنجازات الحضارة الإسلامية في ألف عام، استقطب أكثر من أربعة ملايين زائر حول العالم، وقد استضافته الشارقة ضمن مهرجان الطفل القرائي لهذا العام.

«ألف اختراع واختراع»، يهدف إلى تعزيز الوعي بإنجازات الحضارة الإسلامية في عصرها الذهبي وكيفية إسهام المعارف العلمية والثقافية في وضع أسس الحضارة الحديثة.

تنقسم هذه الفعالية إلى قسمين: الأول عبارة عن قاعة عرض سينمائية يعرض فيها فيلم مدته لا تتجاوز 12 دقيقة، حيث تأخذك هذه المادة الفيلمية المليئة بالإثارة والشبيهة في تصويرها بسلسلة أفلام «هاري بوتر»، إلى مكتبة تاريخية حيث يأتي ثلاثة أطفال (صبيان وفتاة) بحثاً عن العصور المظلمة، ليخبرهم أمين المكتبة بأنه لا يوجد عصر بهذا الاسم، لكنه يدعوهم ليتعرفوا على شيء مشابه عله يغير من طريقة تفكيرهم... من هنا يبدأ الأطفال الثلاثة رحلة إلى عالم الخيال ليلتقوا بعضاً من رواد العلم في العصر الذهبي للحضارة الإسلامية ويتعرفوا على منجزاتهم التي بنيت عليها الاختراعات، ويكتشف بأنفسهم ذلك الماضي الجميل. وباستمرار لقائهم بالعلماء المسلمين، تتغير وجهة نظرهم ويصبحون في شوق لمعرفة المزيد عن هذا العصر، إلا أن رحلتهم انتهت في الفيلم، واختتمت بعبارة «وتستمر رحلتنا».

ومع هذه العبارة تظن أن برنامج «ألف اختراع واختراع» انتهى، إلا أنه لم ينته بعد، إذ تفاجأ بفتح بوابة ضخمة كبوابات القلاع، فتنقلك للقسم الثاني من البرنامج، والذي هو عبارة عن المعرض التفاعلي، حيث يمكنك في هذا القسم أن تلتقي بأكثر من 25 عالماً وعالمة مسلمين وتتعرف على إنجازاتهم من خلال عارضين شباب يجسدون تلك الشخصيات. كما يقدم المعرض نماذج من الاختراعات الميكانيكية والابتكارات الطبية، الفلكية، والهندسية التي أنجزها العلماء من الحضارة الإسلامية حيث سيتم عرضها بطريقة تفاعلية جذابة.

الإثارة في هذا البرنامج لم تنته، وليتفاعل الأطفال مع أولئك العلماء وتتجلى لهم روعة ما قدموا، تم تطبيق نظريات غالبية العلماء على شكل ألعاب تفاعلية يمكن للطفل أن يجربها فيخلط التسلية بالمعرفة.

وسعيا من القائمين على البرنامج لتعريف الزوار بأكبر عدد من العلماء المسلمين، فإنهم استعانوا بالتكنولوجيا، ليضعوا لك لوحات تفاعلية، يظهر بها أشخاص يدعونك بلغة الإشارة إلى الاقتراب منهم، وما أن تقترب، حتى يطلبوا منك رفع سماعة الهاتف، ليعرفوك على أنفسهم وأهم إنجازاتهم.

رحلتنا انتهت مع برنامج «ألف اختراع واختراع» ونترككم مع الصور، لكنها لم تنته بعد في الشارقة عاصمة الثقافة الإسلامية، فانتظروا المزيد عن رحلتنا في الأعداد المقبلة.