العدد 4280 - الإثنين 26 مايو 2014م الموافق 27 رجب 1435هـ

150 مدرسة عربية في لندن .. أكاديمية الملك فهد من أبرزهم

إنه الخوف من المستقبل، شعور مروع يسيطر على كل العائلات المغتربة في بريطانيا وهي تراقب أبناءها يكبرون في أجواء وقوانين تمنحهم كل الحريات. تعيش هذه العائلات على وقع كابوس مغادرة الأبناء لمنزل العائلة فور بلوغهم سن الرشد. ولذلك تظل اللغة العربية والبحث عن مدرسة عربية هاجس العائلات العربية المغتربة في بريطانيا.

فما يخشاه أولياء الأمور هو فقدان أولادها للغتهم الأم. وما ينجر عن هذه الخسارة من إشكاليات تتعلق بالإندماج، ومواصلة التعليم عند عودتهم إلى بلدانهم، بالإضافة إلى انعدام أهم وسيلة للتواصل مع الأبناء، وهي اللغة.

مجهودات كبيرة قامت بها الجاليات والسفارات العربية لإيجاد حل لهذه الهواجس، نتج عنها وجود ما يقارب 150 مدرسة عربية في بريطانيا، منها من يعمل بدوام كامل مثل "أكاديمية الملك فهد بلندن"، وهي أبرزها. ومنها من يعتمد الدوام الأسبوعي - بمعنى تخصيص يوم واحد في الأسبوع للتدريس - وهي ما يتعارف على تسميته بـ" المدارس السبتية".

وتهدف هذه المدارس إلى تعليم أبناء الجاليات العربية اللغة والثقافة العربية، وغرس المبادئ الإسلامية، وتعريفهم ببلدانهم الأصلية.

وفي ماعدا " أكاديمية الملك فهد بلندن" التي يعود تأسيسها إلى بداية الثمانينات والمدارس الليبية التي بلغ عددها 21 مدرسة وتمتد على عدد كبير من المدن البريطانية، تتركز أغلب المدارس العربية في "لندن"، حيث تعتمد نظام الدوام الجزئي.

وتشير أحدث الإحصائيات إلى وجود ما يقارب الـ25 مدرسة "سبتية"، غالبيتها بإدارة لبنانية وعراقية، إلا أن انتشار هذا النوع من المدارس يفتح المجال أمام التساؤل عن المناهج التعليمية التي توفرها هذه المدارس، ومدى استفادة الطلبة منها، خاصة وأنها تتزامن مع عطلة نهاية الأسبوع، وتعمل على تقديم اكبر قدر من المعلومات للطالب في يوم.

وتعمد أغلب المدارس العربية في بريطانيا الرسمية منها وغير الرسمية إلى تدريس نفس المناهج التعليمية المعتمدة في بلدانهم، كل حسب جنسيته، وذلك في محاولة لتقريب الثقافة العربية والإسلامية إلى الطفل المغترب.

وكانت الملحقية الثقافية السعودية في بريطانيا وإيرلندا قد حسمت هذا الجدل حول مدى نجاعة هذه المدارس منذ سنوات، وقامت بإغلاق كل المدارس السعودية التي كانت تعرف ب"مدارس الأندية"، وهي مدارس كانت توفر دروساً نهاية الأسبوع واعتبرتها مدارس غير رسمية، وحولتها إلى مجامع للتقوية، مع إحالة كل الطلاب فيها إلى نظام الإنتساب. وتعتبر المدرسة السعودية بلندن أهم هذه المجامع، اذ أنها تقوم بتدريس المنهج التعليمي السعودي بجميع مواده الدراسية، مع التركيز على مواد التربية الإسلامية، واللغة العربية. ويخضع المنتسبون لهذه المدرسة لإمتحانات تشرف عليها الملحقية الثقافية بالمملكة المتحدة وايرلندا.

وعلى الرغم من مطالبات الجاليات العربية في إنشاء المزيد من المدارس العربية في بريطانيا، البلد الأوربي الذي يضم نحو ربع مليون عربي، يتمركز 110 آلاف منهم في العاصمة لندن بحسب احصائيات حكومية، فإن عددا كبيراً من هذه المدارس يفشل في الحصول على تشجيع الأولياء ودعمهم، حيث تطغى الصيغة الربحية على الصيغة التعليمية والتثقيفية.

ومع ازدهار الصفوف التعليمية للغة العربية التي تشرف المراكز الإسلامية ومنظمات الجاليات والقطاع الخاص على أغلبها، أدخلت اللغة العربية ضمن إحدى الخيارات للطلاب الدارسين في المرحلة الثانوية في المدارس البريطانية، كما أنها ساعدت الكثير من الطلاب على القبول في الجامعات البريطانية، وبالتالي أصبح تعلم اللغة العربية بالإضافة إلى أهميته الثقافية والإجتماعية مطلباً أكاديمياً، خصوصاً فيما يتعلق بالتخصصات السياسية والإقتصادية.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 9 | 7:19 ص

      انا مستشارة تربويه ومعلمة لغه عربيه من فلسطين. واجيد اللغه الانجليزيه. هل يمكنني العمل بالاكاديميه؟

    • زائر 8 | 2:00 م

      انا استاذ تعليم ابتدائي من تونس اختصاص لغة عربية
      الخبرة:13 سنة
      هل من الممكن انتدابي للعمل في الاكادمية؟
      شكرا

    • زائر 6 | 2:25 م

      انا معلمة صعوبات تعلم لغة عربيه ، خليجية مقيمه في لندن
      هل يمكنني الالتحاق بالأكاديمية والعمل بها.

    • زائر 5 | 9:56 م

      مدرس لغة عربية وأدابها هل أستطيع الألتحاق بهذه المدرسة العريقة علماً بأني أجيد اللغة الأنجليزية نوعاً ما

    • زائر 1 | 2:23 م

      خالدة درويشة

      السلام عليكم
      أنا مدرسة لغة انكليزية سورية مقيمة في تركيا عملت في تدريس اللغ الانكليزية لفترة طويلة وعندي حب كبير لتدريس الصغار اللغة العربية وعندي أفكار رائعة حتى انني امتلك تصورا لمنهاج صف اول رائع ولكنني أحتاج لمن يساعدني ويتبنى أفكاري و اتمنى ان استطيع ان أساعد بأفكاري
      الآنسة خالدة درويشة

اقرأ ايضاً