تشهد سوريا الشهر المقبل انتخابات رئاسية يصفها كثيرون بأنها مسرحية هزلية.. لكن فوز بشار الأسد المؤكد فيها يضع تركيا أمام حقيقة مرة هي أن توقعها بسقوطه سريعا كان خطأ غاليا في الحسابات.
فمع سيطرة جماعات مسلحة مرتبطة بتنظيم القاعدة على مساحات من الأراضي عبر حدود تركيا الجنوبية واستمرار تدفق اللاجئين الذي يتوقع أن يتجاوز عدد المسجلين منهم مليون لاجيء في غضون شهور.. تمثل الحرب السورية التي تفجرت منذ أكثر من ثلاث سنوات عبئا ماليا متزايدا وخطرا أمنيا متصاعدا بالنسبة لتركيا.
دارت في مارس آذار معركة بالأسلحة النارية حينما داهمت قوات خاصة مكانا في اسطنبول كان يشتبه في أنه يأوي جماعة إسلامية متشددة تنشط في سوريا وذلك في واقعة أبرزت الخطر الذي يمكن أن تواجهه تركيا من قبل آلاف الجهاديين الأجانب الذين شدهم الصراع وبعضهم دخل سوريا عبر الحدود التركية.
ومن ناحية أخرى أشار إحراق مبنى يأوي لاجئين سوريين في أنقرة هذا الشهر إلى الغضب من التكلفة الاجتماعية والاقتصادية المتزايدة للاستجابة الإنسانية التي تقدمها تركيا والتي اقتربت تكلفتها بالفعل من ثلاثة مليارات دولار.
ومن غير المرجح أن تهدأ مثل هذه التوترات قريبا بينما لا يواجه الأسد تحديا يعتد به في الانتخابات المقررة في الثالث من يونيو حزيران والتي وصفها خصومه الغربيون والعرب وكذلك المعارضة السورية بأنها استعراض مضحك للديمقراطية.
قال عثمان بهادر دينسر الخبير في الشأن السوري بمؤسسة يوساك للأبحاث "يمكن أن نصف السياسة التركية إزاء سوريا بأنها ورطة. التزمنا بالكثير جدا وتكلمنا كثيرا جدا."
وأضاف "في البداية لم تقدر تركيا حجم المشكلة الإنسانية تقديرا صحيحا. لم تكن تركيا جاهزة وأعتقد أن نفس الشيء يمكن أن ينطبق على أمن الحدود."
ظن رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان في البداية أن مكانته في الشرق الأوسط وعلاقته مع الأسد قد تمكنانه من إزاحة الزعيم السوري عن الصراع. وفي المراحل المبكرة من الانتفاضة السورية عام 2011 اتصل إردوغان بالأسد لحثه على الاستفادة من دروس الربيع العربي والتنحي.
ويقول بعض المقربين من إردوغان إنه اعتبر عدم استجابة الأسد لنصيحته إهانة شخصية وفي غضون عامين كان يقود النداءات المطالبة بتدخل عسكري دولي لإنهاء حكم حليفه السابق.
وقال فادي هاكورا الخبير بشؤون تركيا في مركز تشاتام هاوس للأبحاث ومقره لندن "أظهرت سياسة تركيا إزاء سوريا حدود نفوذها في الشرق الأوسط... هذه علامة واضحة للولايات المتحدة والشركاء الآخرين على أن تركيا لاعب مهم لكنها ليست نجما صاعدا بالمنطقة."
* "استهزاء بالعالم"
بعد أن أعلنت سوريا في أبريل نيسان عن إجراء انتخابات سارعت تركيا برفض أي انتخابات معتبرة إياها "باطلة". واتهم وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو هذا الشهر سوريا "بالاستهزاء بالعالم" بتنظيمها هذه الانتخابات.
ولم تتطرق السلطات السورية إلى كيفية إجراء الانتخابات في بلد نزح فيه ستة ملايين نسمة عن ديارهم وخرجت مناطق من البلاد عن سيطرة الحكومة.
وعززت قوات الأسد قبضتها حول دمشق ووسط سوريا وهي تبسط سيطرتها على المحافظات العلوية على ساحل البحر المتوسط. ويسيطر مقاتلو المعارضة على معظم أراضي الشمال والشرق لكن الاقتتال الداخلي ينال منهم.
وتجاهد تركيا للتأقلم مع تأثير الصراع عليها.
قال مسؤول حكومي كبير طلب عدم نشر اسمه "حتى وإن وضعت جنديا كل متر سيظل من المستحيل السيطرة ما لم تكن هناك سيطرة على ما يحدث على الجانب الآخر من الحدود."
وأضاف "تركيا هدف دائما أبدا. لكن لدينا هذه المرة عددا أكبر من هؤلاء المتشددين بجوار حدودنا وهذا خطر إضافي."
ويخشى دبلوماسيون وخبراء أمنيون أن يتم تطبيق الخبرات القتالية التي اكتسبها المسلحون داخل سوريا -مثل استخدام أنواع جديدة من المتفجرات- في تركيا أو حتى بلد أبعد.
وشهدت اسطنبول تفجير سيارات في هجمات استهدفت القنصلية البريطانية وفروعا لبنك إتش.إس.بي.سي منذ ما يزيد عن عشر سنوات. وتعتبر هي والمنتجعات التركية المطلة على بحر إيجه والبحر المتوسط والتي تمتليء بالسائحين الأوروبيين من الأهداف المحتملة.
ويقول منتقدو إردوغان إن هرولة حكومته لدعم مقاتلي المعارضة سمحت بتدفق الأسلحة والمقاتلين الأجانب على المتطرفين. وهو ما تنفيه تركيا بشدة.
قال نهاد (32 عاما) الذي يقيم في أنقرة بإقليم هاتاي التركي الحدودي "القاعدة والنصرة معروفتان ومدعومتان من قبل الحكومة (التركية). ألم تر الشاحنات" مشيرا إلى قوافل تعبر الحدود.
وكان إردوغان قد قال إن إمكانية لجوء مثل هذه الجماعات في تركيا مسألة "غير واردة" وشدد مرارا على أن بلاده ستستمر في استبعادهم من تأييدها الأوسع للمعارضة السورية المعتدلة.
وصادرت تركيا أسلحة على الحدود أكثر من مرة.
وجاءت المداهمة التي قامت بها القوات الخاصة في مارس آذار على الموقع الذي كانت تشتبه أنه قاعدة في اسطنبول لجماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام بعد أسبوع من مقتل اثنين من قوات الأمن في إقليم نيجدة الجنوبي برصاص مهاجمين يشتبه أن لهم صلات لجماعات متطرفة داخل سوريا.
وقال دبلوماسي مقره أنقرة "سنشهد زيادة في خطر الإرهاب المناهض لتركيا والمناهض للغرب لسنوات طويلة" مضيفا أن رد فعل الحكومة بطيء إزاء ضرورة تشديد الأمن على الحدود.
وطيلة الصراع كانت استطلاعات الرأي تشير إلى أن غالبية الأتراك تعارض تورط تركيا بشكل أكبر في سوريا.
ورغم أن جهود أنقرة الإنسانية لقيت إشادة كبيرة من قبل شركائها الدوليين فقد بدأت التوترات الاجتماعية في الظهور مع تزايد أعداد اللاجئين وإدراك أن كثيرين منهم ربما جاءوا ليبقوا.
والأتراك الذين يعيشون قرب الحدود يعبرون عن خيبة أملهم لأن حوالي ثلاثة أرباع اللاجئين السوريين يعيشون الآن خارج المخيمات ويضيقون عليهم في العمل والسكن. وجاء إحراق المبنى الذي يأوي لاجئين سوريين هذا الشهر بعد أحاديث عن أن رجلا سوريا ضرب مواطنا تركيا. ولزم الأمر تدخل قوات الأمن.
وأوردت دراسة نشرتها مؤسسة يوساك في نوفمبر تشرين الثاني الماضي أن أسعار السلع الأساسية مثل البندورة (الطماطم) زادت لثلاثة أمثالها بينما ارتفعت الإيجارات لخمسة أمثالها. وفي اسطنبول حيث أسعار الأراضي في تزايد حاد بالفعل قالت المؤسسة إن الإيجارات في بعض الأحياء الأفقر التي تأوي أعدادا كبيرة من اللاجئين السوريين تضاعفت إلى 750 دولارا شهريا.
وتقدر الأمم المتحدة عدد اللاجئين السوريين في تركيا بنحو 750 ألف لاجيء لكن مسؤولين أتراكا يقولون إن العدد أقرب إلى المليون غالبيتهم العظمى تعيش خارج مخيمات اللاجئين التي أقيمت قرب الحدود ويزيد عددها عن 12 مخيما.
وقال رئيس قسم تركيا بالمديرية العامة للمعونة الإنسانية والحماية المدنية التابعة للمفوضية الأوروبية، جون كريستوف بجون: "الفوضى سمة عملية التسجيل. لديهم تقدير جيد جدا لعدد الناس في تركيا لكن هل يعرفون بالضبط من هم وما يحتاجونه؟ لا."
قال داود أوغلو في مقابلة مع رويترز هذا العام إن الحرب السورية تشكل خطرا على كل الدول بسبب طبيعة حكم الأسد "الشمولي" واجتذابها جهاديين من بقاع مختلفة من العالم.
وتغامر تركيا بتحمل وطأة الصراع السوري في غمار سعيها الحثيث للظهور في صدارة عملية تنسيق رد الفعل.
ابو حافظ
ان كان للمجد عنوان فهي سوريا الاسد ،،
(غيرك مااااااا بنريد ،،، بشاااااار بالتحديد)
خبزاً
خبزاً خبزته يااردوغان اكله بروحك. وانت اكبر دكتاتوريه من بعض الحكام والاسد
ألثمن
لكل شيء ثمن ودعم جماعات ارهابية متطرفة من كل بقاع الارض وتسهيل دخولهم وخروجهم بحجة انهم معارضة (سورية) له ثمنه الباهض الذي ستدفعه تركيا اكثر من الجيران الاخرين لسوريا
م.و