بدعم من المملكة العربية السعودية، يقوم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بتسليم مئات العائلات الفلسطينية منازل بديلة عن بيوتها التي هدمت من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي.
بعد معاناة استمرت لأكثر من اثني عشر عاما، قام برنامج الأمم المتحدة الانمائي في غزة، بتسليم مئات العائلات الفلسطينية منازل بديلة، لبيوتها التي هدمت على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي قبل العام 2006 في بيت لاهيا شمال قطاع غزة ورفح جنوب القطاع، وذلك بتمويل سخي من المملكة العربية السعودية.
وفي حفل أقيم في مقر الأمم المتحدة الانمائي في غزة، حضره بعض المستفيدين وشخصيات اعتبارية ورسمية، أجريت قرعة بين المستفيدين لتوزيع ثلاثمائة وحدة سكنية في رفح جنوب قطاع غزة، وخمسين وحدة أخرى في بيت لاهيا شمال القطاع.
من جانبه، أعرب الممثل الخاص لمكتب الأمم المتحدة الإنمائي في غزة فرود مورينغ عن سعادته بهذا الانجاز الذي من شأنه أن يخفف كثيرا من معاناة تلك العائلات معربا في الوقت ذاته عن أمله في أن يتم إكمال المشروع وبناء ستمائة وحدة سكنية جديدة للعائلات الأخرى المتضررة التي تنتظر دورها في البناء.
وأضاف: "350 وحدة سكنية في رفح وبيت لاهيا سيتم بناؤها وتوزيعها على المستفيدين لمن هدمت بيوتهم منذ عام 2001 و 2002 وتكلفة المشروع تبلغ حوالي 35 مليون دولار، بدعم من المملكة العربية السعودية. التأخير في تنفيذ هذا المشروع كان بسبب إغلاق غزة وعدم التمكن من إدخال مواد البناء. ولكن منذ 2010 و2011 تمكننا أخيرا من إدخال المواد لإنهاء المشروع."
وقال إن كافة الوحدات السكنية المنجزة ستكون مزودة بالكهرباء والمياه وشبكة اتصالات ومحطة للصرف الصحي وكافة البنى التحتية إضافة إلى مدرستين ومسجد.
وأعرب المستفيدون عن فرحتهم الشديدة بتسلم الوحدات السكنية الجديدة خاصة بعد معاناة متواصلة لسنوات عديدة.
وقال جاسر أبو صالح أحد المستفيدين، من رفح، يعيل أسرة مكونة من تسعة أفراد، هدم بيته قبل اثني عشر عاما، تحدث لإذاعة الأمم المتحدة عن مشاعره في لحظات تسلم بيته الجديد: "شعور بالفرحة الغامرة، نشعر اننا ولدنا من جديد، أصبح الآن لدينا سقف يأوينا ولنا بيت، نثمن دور UNDP كمؤسسة راعية لهذه الفئة خصوصا اننا نتحدث عن فترة طويلة، اثنتي عشرة سنة من المعاناة والتنقلات وعدم القدرة على توفير الإيجارات، وعدم الاستقرار في العمل وعدم الاستقرار الاجتماعي، وعدم استقرار الأطفال في مدارسهم، حتى أننا بعض الاحيان كنا نلمس نوعا من العدوانية عند أطفالنا."
وفي نفس السياق، أعرب ممثل لجنة المستفيدين من المشروع في رفح ابراهيم أبوشتات عن شكره العميق للملكة العربية السعودية ولبرنامج الأمم المتحدة الانمائي على هذا الانجاز الكبير، متحدثا في الوقت ذاته عن المشاكل التي لازالت قائمة وتحتاج إلى حلول سريعة.
وقال: "الكهرباء لم تدخل والشوارع لم ترصف بعد للأسف الشديد، أرجو من الجميع الدفع في هذا الاتجاه للتسريع ، لاسيما وأننا على أبواب شهر رمضان المبارك، ومن الصعب على الناس أن تنتقل للعيش في البيت بدون كهرباء في شهر رمضان المبارك، أيضا هناك مشكلة أخرى وهي أن عدد من هدمت بيوتهم يبلغ حوالي 900 أسرة، واليوم يتم البناء لـ 300 أسرة فقط، ويبقى هناك 600 أسرة بلا مأوى"
من جانبه، قال وكيل وزارة الإسكان في غزة ناجي سرحان، إن جهودا كبيرة بذلتها وزارته بالتعاون مع منظمات الأمم المتحدة والمنظمات الأهلية من أجل التصدي لعمليات هدم البيوت على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي والتي تواصلت لأكثر من عقد مضى.
وأضاف: "حرب 2008 أدت ألى هدم ما يقرب من 3500 بيت إضافة إلى خمسين ألف بيت بشكل جزئي، إضافة إلى ما هدم قبل ذلك مثل المباني التي نحن بصددها اليوم، ما يزيد عن ألف وحدة سكنية في رفح بشكل عام، قمنا في وزراة الأشغال العامة والإسكان بالتعاون مع شركاءنا مثل اليو إن دي بي والأونروا والمؤسسات الخاصة بإعادة بناء ما هدم"
تسليم البيوت الجديدة لمئات العائلات غير اللاجئة والتي عانت لأكثر من عشر سنوات من التشريد يُبرز بلا شك الدور الكبير للأمم المتحدة في رعاية سكان القطاع بلاجئيه ومواطنيه.