العدد 4284 - الجمعة 30 مايو 2014م الموافق 01 شعبان 1435هـ

مونديال 2014: فرنسا تعول على "حظ" ديشان

بعد أربع سنوات من فضيحة كنيسنا في جنوب افريقيا عندما اضرب لاعبوها، تخوض فرنسا مونديال 2014 بطموحات حذرة لكن مع نية استعادة ثقة جمهورها وبناء تشكيلة تمهد الطريق قبل كأس اوروبا 2016 التي تستضيفها على ارضها.

فتحت فرنسا صفحة جديدة عندما سمت قائدها السابق ديدييه ديشان مدربا في 2012 خلفا للوران بلان، فنجح في مسار التصفيات واخمد نيران فترة امضاها ريمون دومينيك مدربا بين 2004 و2010، خلقت توترات شديدة بين اللاعبين والجماهير والاعلام ونتائج سيئة في البطولات الكبرى الاخيرة لدرجة انها لم تفز اي مرة في الدور الاول من كأس العالم 2010.

لم تعد فرنسا ذاك الفريق المرعب الذي ضم زين الدين زيدان، تييري هنري، وديشان، ودافيد تريزيغيه، ولوران بلان ومارسيل دوسايي وليليان تورام وغيرهم من تشكيلة ايميه جاكيه التي احرزت مونديال 1998 على حساب البرازيل بثلاثية تاريخية، ثم توجت بلقب اوروبا 2000، فتراجع تصنيفها الدولي الى المركز 16.

لكن ديشان استطاع استدعاء تشكيلة متوازنة بين النجوم على غرار فرانك ريبيري (بايرن ميونيخ الالماني) وكريم بنزيمة (ريال مدريد الاسباني)، وبعض الوجوه الشابة القادرة على منحها السرعة والنشاط، وان تكون معه نواة الفريق الذي سيشارك في البطولة القارية المقبلة على ارضه.

استفاد "دي دي" من جيل 1993 بطل العالم تحت 20 سنة والفريق الاولمبي، فظهرت اسماء جديدة على الساحة على غرار لاعب الوسط بول بوغبا نجم يوفنتوس الايطالي الصاعد بسرعة الصاروخ، لوكاس ديني (باريس سان جرمان)، انطوان غريزمان (ريال سوسييداد الاسباني)، كليمان غرونييه (ليون) والياكيم مانغالا (بورتو البرتغالي) وقلب الدفاع مامادو ساخو (ليفربول الانكليزي) الذي منحه ديشان دورا اضافيا وعينه قائدا في المباريات التجريبية الاخيرة لادائه داخل وخارج الملعب، في ظل غياب الحارس هوغو لوريس.

لكن اجواء ديشان تعكرت بعد استبعاده لاعب الوسط سمير نصري بطل انكلترا مع مانشستر سيتي الانكليزي لعدم تقبله لعب دور البديل، فتقدم بشكوى ضد صديقة الاخير بعد ان وجهت اليه الشتائم لعدم اختياره، اذ كتبت انارا اتانيس على موقع تويتر "فرنسا الى الجحيم، ديشان الى الجحيم.. بئس المدرب"، قبل ان تعود وتقدم اعتذارها.

يعلق ديشان على تشكيلته: "سنحاول تقديم افضل كاس ممكنة، لكن تواجدي في هذا المنصب يجبرني على التفكير بما قد يحصل في 2016".

لم يكن هامش الخطأ واردا في التصفيات بعد ان وقعت مع اسبانيا حاملة اللقب وضمن مجموعة من خمسة منتخبات، فانزلقت مرة واحدة امام لا روخا لكنها كانت كافية لفقدان الصدارة والبطاقة المباشرة.

تجاوزت قطوع الملحق بمعجزة، بعد سقوطها امام اوكرانيا ذهابا بهدفين، فقدمت اداء رائعا وملتهبا ايابا (3-صفر) لتبلغ النهائيات مرة ثانية على التوالي من باب الملحق.

لم ينفك نجم المنتخب السابق ورئيس الاتحاد الاوروبي الحالي ميشال بلاتيني عن القول ان "الحظ" رافق ديشان طوال حياته المهنية، فقد عرف كيف يدير لاعبيه من دون اي شائبة ولديه حس تكتيكي خارق.

لطالما فرضت فرنسا احترامها على الساحة الدولية بفضل لاعبين اسطوريين، على غرار ريمون كوبا وبلاتيني وزيدان. اقتربت من التتويج عدة مرات، واخفقت في المربع الاخير في 1982 و1986، لكنها انتظرت حتى 1998 على ارضها حتى تحرز لقبها العالمي الاول، اتبعته بكأس اوروبا 2000. كادت تكرر فعلتها في 2006 لكن ركلات الترجيح في النهائي امام ايطاليا ونطحة زيدان مهدتا لفضيحة جنوب افريقيا 2010.

في البرازيل 2014، وقعت بطلة اوروبا 1984 في مجموعة بالغة السهولة على الورق مع سويسرا الاكوادور وهندوراس، وبحال صدارتها يتوقع ان يكون مشوارها في الدور الثاني اسهل حيث تواجه وصيف المجموعة الخامسة التي تضم الارجنتين والبوسنة والهرسك وايران ونيجيريا.

فرنسا افتقدت لحارسها الثاني ستيف مانداندا بعد تعرض حارس مرسيليا لاصابة واضطراره لوضع واق للرقبة والاخلاد للراحة لمدة 3 اسابيع، فاستدعى ديشان حارس سانت اتيان ستيفان روفييه من الاحتياطيين السبعة وعينه حارسا ثانيا وراء هوغو لوريس (توتنهام الانكليزي)، فيما ابقى المخضرم ميكايل لاندرو (باستيا) حارسا ثالثا.

المدرب: ديدييه ديشان

قائد مجموعة، عامل لا يكل، وتكتيكي من الدرجة الاولى، هكذا يمكن اختصار ديدييه ديشان مدرب منتخب فرنسا بعد 20 سنة من عطاءات جعلته يجسد "ثقافة الفوز" بالاضافة الى ملاك حارس يكون الى جانبه دوما مع منتخب الديوك.

في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، كادت مغامرة الرجل الذي وصف بـ"والد انتصار 1998" تنتهي بعد خسارة ذهاب الملحق امام اوكرانيا صفر-2، لكن ابن الخامسة والاربعين نجح في لملمة جراح فريقه وضرب بقوة ايابا بمساعدة من هدفي المدافع ساخو، ذكرا بهدفي تورام في نصف نهائي مونديال 1998 امام كرواتيا.

بعد تحقيق التعادل على ارض اسبانيا بطلة العالم في تشرين الاول/اكتوبر 2012 بهدف قاتل من اوليفييه جيرو، قال عنه بلاتيني: "نابوليون كان يقول انك بحاجة لجنود جيدين وللحظ كي تنتصر بالمعارك. وديدييه هكذا، كنت اسأل نفسي دوما اذا سقط في جرن ماء مقدس بعد ولادته".

لكن من المجحف الصاق الحظ بمسيرة القائد الفرنسي الوحيد الذي رفع كأس العالم بعد مسيرة رائعة بدأها بعمر السابعة عشرة مع نانت واحرز خلالها لقب الدوري المحلي مرتين مع مرسيليا ودوري ابطال اوروبا 1993، ثم الدوري الايطالي ثلاث مرات مع يوفنتوس ودوري ابطال اوروبا 1996، ثم كأس انكلترا مع تشلسي في 2000 ووصافة دوري الابطال مع فالنسيا في 2001، قبل ان يستهل مشواره التدريبي مع موناكو ويقوده الى وصافة دوري ابطال اوروبا 2004 ثم ينتشل يوفنتوس من محنته بعد اسقاطه الى الدرجة الثانية (2007) ويمنح مرسيليا لقبه الاول في الدوري بعد 18 سنة من الفشل (2010).

مقابل هذه النجاحات، عرف ديشان بعض الخيبات على غرار خسارة نهائي دوري الابطال في 1997 و1998 و2001 والاهم من ذلك فشل التأهل الى مونديال 1994 بعد الخسارة التاريخية امام بلغاريا في التصفيات.

يلخص ديشان تفسيره للعبة كرة القدم: "لا استمتع باللعب، بل استمتع بالفوز"، وهذا ما ينتظر منه الفرنسيون تحقيقه في البرازيل.

نجم الفريق: فرانك ريبيري

بعد سقوطه في معركة الكرة الذهبية الاخيرة مع البرتغالي كريستيانو رونالدو والارجنتيني ليونيل ميسي، ظهر تأثر فرانك ريبيري نفسيا من خلال تراجع ادائه على ارض الملعب، لكنه يبقى العلامة الفارقة في المنتخب الازرق.

قدم ريبيري موسما رائعا في 2013 حيث ساهم في منح بايرن ميونيخ ثلاثية تاريخية، وتابع مشواره الناجح هذا الموسم محليا، لكن مع خروج بايرن المؤلم امام ريال مدريد الاسباني من دوري الابطال وحسم الفريق البافاري البوندسليغا مبكرا، لم يعد "فرانكي" الجناح المتوهج، فبدا ابن الحادية والثلاثين ظلا للاعب الهب عشاق المستديرة في اخر سنتين.

انكسر شيء ما في 13 كانون الثاني/يناير الماضي في زيوريخ عندما كان ريبيري يعتقد نفسه المؤهل لحمل الكرة الذهبية لافضل لاعب في العالم، لكن الجناح الايسر اكتفى بافضل لاعب في القارة الاوروبية، وهو يعول للتعويض مع بلاده في المونديال بعدما حمل الوانها 81 مرة وسجل 16 هدفا.

لم تسعف الحالة البدنية ريبيري بعد ذلك، فخضع لجراحة لازالة ورم دموي في اسفل ظهره مطلع شباط/فبراير الماضي وغاب لفترات مع بايرن، لكن مدربه الاسباني جوسيب غوادرديولا كشف في نيسان/ابريل ان مشكلة ريبيري "في رأسه وليس في قدميه".

اعلن ريبيري انه سيخوض موندياله الثالث والاخير بعدما قدم مستوى خارقا في 2006 ساهم بالوصول الى النهائي قبل السقوط امام ايطاليا، قبل ان يشارك في فضيحة كنيسنا 2010 ويوقف ثلاث مباريات.

ريبيري المرتبط اسمه بفضيحة "زاهية" الجنسية قبل تبرئته، اصبح العنصر الاول في تشكيلة لوران بلان بين 2010 و2012 وعزز موقعه مع ديشان (6 اهداف و12 تمريرة حاسمة).

نشأ ريبيري في منطقة فقيرة في بولونيي سور مير، عانى في طفولته حادث سير مع عائلته لا تزال تشويهاته بادية على وجهه حتى الان، متزوج من وهيبة الجزائرية الاصل، اشهر اسلامه مطلقا على نفسه اسم بلال، وتمت ملاحقته لفترة طويلة مع زميله كريم بنزيمة بتهمة ممارسة الجنس مع قاصر.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً