قالت وكيلة وزارة الصحة عائشة مبارك بوعنق إن هناك تزايداً في السنوات الاخيرة في أعداد المصابين بمرض التصلب المتعدد وخاصة في الفئة العمرية ( ٢٠-٤٠) سنة أي الفئة الشبابية المنتجة في مملكة البحرين ودول الخليج العربي والدول العربية، مضيفة أن وزارة الصحة قامت بتوفير الأدوية والعقاقير المناسبة والفعالة لعلاج هذا المرض والسيطرة عليه، مثل حقن الإنتر فيرون ومستحضر الجيلينيا وكذلك توفير أحدث الأجهزة التشخيصية ففي مجمع السلمانية الطبي يوجد أول جهاز من نوعه لتشخيص المرض هو جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي MRI 3T.

جاء ذلك لدى رعايتها وبالتعاون مع رابطة حقوق الإنسان البحرينية عقدت الجمعية البحرينية لمرضى التصلب المتعدد لقائها الدوري لمناقشة مستجدات علاج المرض اليوم السبت (31 مايو/ أيار 2014) بفندق الكمبنسكي وذلك بحضور مرضى التصلب المتعدد وأسرهم.

وأضافت: " لقد افتتح قسم العلوم العصبية في مجمع السلمانية الطبي وحدة للعناية اليومية في جناح ٣٥ بمرضى التصلب المتعدد للعناية بهم إضافة إلى خدمة الممرض المتدرب التي أصبحت متاحة منذ اربع سنوات وتقدم هذه الخدمات لجميع المواطنين والمقيمين على حد سواء ".

وأشادت بوعنق بجهود القائمين على هذا اللقاء مؤكدة أن أبواب المسئولين في وزارة الصحة مفتوحة للمرضى وأهاليهم لسماع شكواهم وآرائهم من أجل تقديم خدمات صحية ذات جودة عالية.

بعد ذلك انطلق اللقاء الدوري بمناقشة مجموعة من الموضوعات الهامة منها التطور الكبير الحاصل في مجال علاج مرض التصلب المتعدد والأعراض المصاحبة له إضافة إلى مناقشة أنواع الفحوصات والعلاجات المتوفرة له حاليا.

ومن المحاور أيضا التي تم مناقشتها أثر التدخين على المرض والمرضى، والطفرة الحاصلة في الأدوية المعالجة إذ أشار رئيس لجنة التصلب المتعدد في الرابطة البحرينية للعلوم العصبية عيسى الشروقي خلال الاجتماع إلى أنه تم طرح 3 أدوية جديدة في الأسواق أثبتت فعاليتها في علاج المرض.

وفي هذا الصدد، أكدت بوعنق على أن الوزارة ستعمل على توفير هذه الأدوية بعد مناقشة فعالية هذه الأدوية مع قسم دائرة العلوم العصبية بمجمع السلمانية الطبي والأطباء المتخصصين في هذا المجال.

ومن خلال هذا اللقاء الدوري طرح مرضى التصلب وأهاليهم سؤالا على المختصين عن كون هذا المرض وراثياً أم لا؟ وقد افاد الشروقي بأن ليس للوراثة أي دور في حدوث المرض، موضحا أن مرض التصلب اللويحي أو تصلّب الأنسجة المتعدّد هو مرض التهابي يأتي على شكل هجمات تؤثّر على النظام العصبي المركزي ويمكن أن يتسبّب بالعديد من الأعراض، من ضمنها تغيّر في الإحساس ومشاكل بصرية وضعف في العضلات وكآبة وصعوبات بالتنسيق والخطاب وإعياء حادّ وضعف إدراكي ومشاكل بالتوازن وارتفاع درجة الحرارة وألم.

كما طرح المرضى سؤالاً آخر بشأن العلاجات الجديدة وقلقهم من عدم توفر بعض الأدوية التي يستخدمونها حاليا في مجمع السلمانية الطبي، وفي هذا الشأن طمأنت وكيل وزارة الصحة المرضى وأهاليهم بأن وزارة الصحة لن تتوانى عن توفير أي دواء كفيل بعلاجهم وأنها ستعمل على توفير الأدوية الجديدة المطروحة في السوق.

كما وبين عيسى الشروقي في الرد على هذا السؤال من أنه قد حصل خلال العام الماضي تأخير في توفير أدوية التصلب المتعدد وذلك بسبب بعض العقبات ولكن ولله الحمد فقد تم التغلب عليها كما سيتم أيضا العمل والتنسيق من أجل توفير الأدوية الجديدة دونما أي تأخير.

هذا وقد أشار الشروقي إلى وجود دراسة يعمل عليها مجمع السلمانية الطبي هدفها قياس حجم انتشار مرض التصلب المتعدد في مملكة البحرين.

كما وبحث اللقاء الدوري لمرضى التصلب المتعدد موضوعات مرتبطة بأهمية النظام الغذائي المتزن، واتباع نمط حياة صحي وممارسة الرياضة بشكل منتظم حتى يستطيع مرضى التصلب من العيش بشكل طبيعي إلى جانب ذلك تم خلال اللقاء استعراض تجارب بعض المرضى الشخصية حول تعايشهم مع المرض وكيفية السيطرة عليه.

وقد أشار رئيس جمعية مرضى التصلب المتعدد البحرينية عبدالله بوجيري إلى أن مثل هذه اللقاءات تتيح الفرصة للمرضى للتفاعل المباشر مع أطباء المخ والأعصاب وطرح همومهم ومشاكلهم والتحديات التي تواجههم في مجابهة هذا المرض ومناقشة أفضل السبل للتعايش مع مرض التصلب اللويحي المتعدد إضافة أنها تسهم وتساعد على التفاعل الإيجابي بين المرضى ونقل تجاربهم وتقديم العون والمساندة النفسية لبعضهم البعض، مؤكدا أهمية وضرورة تنظيم مثل هذه اللقاءات بين الحين والآخر من أجل الإسهام في رفع الوعي الصحي بين المرضى ولدى الجمهور العام بما يتعلق بأمراض الجهاز العصبي المختلفة.