قالت فرنسا اليوم الخميس (5 يونيو / حزيران 2014) إن عينات جمعتها لبيان ما إن كانت قوات الحكومة السورية استخدمت غاز الكلور في الحرب الأهلية في البلاد قد يثبت أنها غير حاسمة وستحتاج إلى التأكد منها بمضاهاتها مع معلومات أخرى لتحديد استخدامها.
وفتحت منظمة الأسلحة الكيميائية تحقيقا في هجمات الكلور المزعومة التي وردت تقارير عن أكثر من عشرة منها منذ 11 ابريل نيسان في العديد من المناطق.
وكانت فرنسا وهي من أشد منتقدي الأسد القوة الغربية الأولى التي تقدم مساعدة عسكرية غير مميتة لمقاتلي المعارضة. وهي تنتقد بشدة سياسة الولايات المتحدة بشأن سوريا منذ تراجع الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن تنفيذ ضربات جوية عقب الهجمات الكيماوية المشتبه بها العام الماضي.
ووافقت سوريا على تسليم كل مخزونها من الأسلحة الكيماوية بعد مقتل المئات في هجوم بغاز السارين قرب دمشق. لكن الأسد نفى استخدام الأسلحة الكيماوية.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية رومان نادال للصحفيين إن باريس التي تفحص 14 عينة منذ عدة اسابيع ستواصل القيام بذلك بالتنسيق مع دول أخرى.
وأضاف "حيث أن... الكلور الذي يستخدم على نطاق واسع لأغراض مدنية متطاير جدا فقد لا تأتي نتائج التحليل بالضرورة حاسمة وستحتاج إلى استكمالها بمعلومات أخرى."
وقال مصدر دبلوماسي فرنسي إن من بين المعلومات التكميلية التي تجري دراستها الاتصالات بين المسؤولين السوريين وقطعا من الحطام في مناطق هجمات الكلور المشتبه بها وأدلة طبية من أناس قالت تقارير إنهم تأثروا بالغاز.
وقال المصدر "إذا لم يظهر دليل دامغ فإنك تحتاج إلى تجميع كل قطع اللغز جنبا إلى جنب." وأضاف أن باريس تعمل مع حليفتيها الرئيسيتين الولايات المتحدة وبريطانيا لتكوين صورة دقيقة لما حدث.
ووقع هجوم مزعوم آخر بالكلور يوم 22 مايو آيار وهو اليوم الذي استخدمت فيه روسيا والصين حق النقض "الفيتو" ضد قرار صاغته فرنسا لاحالة الوضع في سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية لاحتمال بدء ملاحقة قضائية بشأن جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية.
ومن المرجح أن يكون التأثير المميت للكلور أقل من السارين لكن استخدامه كسلاح غير قانوني بموجب اتفاقية الأسلحة الكيماوية التي وقعتها سوريا.
وينتهك استخدامه أيضا بنود اتفاق أبرم العام الماضي بين واشنطن وموسكو يهدف إلى التخلص من الترسانة الكيماوية السورية. وتجاوز هذا الاتفاق نفسه الآن جدوله الزمني بعدة اسابيع.
ولم تعلن سوريا الكلور كجزء من مخزونها مما يزيد من تعقيد التحرك للتخلص من الأسلحة الكيماوية للأسد.
وقال نادال "يجب أن نزيد ضغطنا على نظام دمشق ومؤيديه لوضع نهاية حاسمة للتهديد الكيماوي الذي يمارسه على سكانه."