تبدو غانا جاهزة لمعركة جديدة في كأس العالم لكرة القدم البرازيل 2014 بعدما صدمت عشاق اللاعب بمشاركتيها السابقتين.
وقع منتخب "بلاك ستارز" (النجوم السوداء) في مجموعة قد تكون الاصعب في المونديال البرازيلي الى جانب المانيا والبرتغال والولايات المتحدة، لكن مجرد القاء نظرة على نتائجها في مشاركتيها الاخيرتين والوحيدتين في الحدث العالمي، يضعها في طليعة المرشحين لاحراز لقب مفاجأة الدورة.
في مشاركتها الاولى في مونديال 2006، اسقطت تشيكيا والولايات المتحدة قبل ان تخرج امام البرازيل في الدور الثاني.
لكن مشوار 2010 أذهل المتابعين، فعادلت افضل انجاز افريقي للكاميرون والسنغال ببلوغها ربع النهائي.
ودعت النهائيات بشرف وحسرة من ربع النهائي امام الاوروغواي بركلات الترجيح، في اكثر المباريات دراماتيكية بتاريخ المونديال، بعدما حرمت يد لويس سواريز كرة اسامواه جيان ورفاقه ثم ركلات الترجيح من بلوغ المربع الذهبي لاول مرة في تاريخ القارة السمراء
قائد المنتخب اسامواه جيان (العين الاماراتي) الذي شارك في النسختين يرى ان غانا سترفع من مستواها في البرازيل: "عندما تلعب غانا امام منتخب كبير كانت ترتقي في مستواها. هذا ما حصل عندما ذهبنا الى مونديالي 2006 و2010، وهذا ما حصل في مواجهة مصر الفاصلة في التصفيات عندما شارك الجميع. واعقد ان هذا الامر سيتكرر في كأس العالم".
حسمت غانا مجموعة صعبة في التصفيات ضمت زامبيا بطلة افريقيا السابقة والسودان، ولم ترحمها قرعة الدور الفاصل عندما وقعت مع مصر، لكن النجوم السوداء سحقوا الفراعنة 6-1 ذهابا و7-3 بمجموع المباراتين وحلقوا نحو النهائيات.
تخوض غانا المونديال بتشكيلة اكثر خبرة مع عودة مايكل ايسيان صاحب الخبرة الرهيبة في الملاعب الاوروبية، وسيحصل المدرب كويسي ابياه على خيارات هجومية اضافية مع تواجد عبد المجيد واريس (فالنسيان الفرنسي) وكريستيان اتسو (فيتيس الهولندي).
حصل ابياه، الذي كان مساعدا في مونديال 2010، على ثقة لاعبيه برغم تكهنات استبداله بمدرب اجنبي.
تفتتح غانا، بطلة افريقيا اربع مرات في 1963 و1965 و1978 و1982 والوصيفة اربع مرات ايضا، مغامرتها البرازيلية بلقاء الولايات المتحدة في ناتال في 16 حزيران/يونيو، ولن تكون مواجهة عادية بل ثأرية لخصمها الذي هزمته مرتين بنتيجة 2-1 في 2006 و2010 بعد التمديد.
تنصب الترشيحات على تأهل المانيا بطلة العالم ثلاث مرات عن المجموعة، لذا يتوقع ان تدخل غانا بمنافسة قوية مع البرتغال ثم الولايات المتحدة على البطاقة الثانية، فهي تلتقي المانيا في مباراتها الثانية في الدور الاول في 21 الحالي في فورتاليزا ثم برتغال كريستيانو رونالدو في 26 منه في برازيليا.
رأى قائد المنتخب السابق ستيفان ابياه ان غانا لن يكون لديها اي عقدة نقص امام المنتخبات الكبرى: "نواجه المانيا، الولايات المتحدة والبرتغال في مجموعتنا، لكن لا يمكن التقليل من قيمة او اعطاء الاهمية لاي فريق. كل المنتخبات قوية لكن لن نخشاهم لاننا اظهرنا قدرتنا في التصفيات".
برزت في وسط منتخب غانا اسماء رهيبة في الاونة الاخيرة، مع ايسيان وسالي مونتاري (ميلان الايطالي) كودادوو اسامواه (يوفنتوس الايطالي) وكيفن برينس بواتنغ (شالكه الالماني)، لكن الدفاع طالته انتقادات.
عاد ايسيان (32 عاما) الغائب عن نسخة 2010 بسب الاصابة، عن اعتزاله بعد حملة وطنية قادها الفيس افريي انكراه وزير الشباب والرياضة بشخصه لان "البلد يحتاج اليه اكثر من اي وقت"، فكانت دعوته لمواجهة زامبيا في ايلول/سبتمبر 2013 مفاجئة.
لم يخض نجم تشلسي الانكليزي السابق وميلان الايطالي مباريات كثيرة هذا الموسم (14)، لكن افضل لاعب في افريقيا في 2008 وفي فرنسا 2005 مع ليون وبطل اوروبا 2012 مع تشلسي يبدو جاهزا بعد سلسلة من الاصابات دفع صاحب 9 اهداف في 58 مباراة دولية ثمنها بقطع في الرباط الصليبي مرتين في 2008 و2011 واصابة قوية في فخذه في 2010.
يؤكد المدرب كويسي ابياه الذي يقود بلاده لاول مرة في كاس العالم انه سيقوم بذلك على طريقته الخاصة.
المدافع السابق البالغ 53 عاما صنع التاريخ عندما اصبح اول مدرب محلي يقود غانا الى المحفل العالمي.
يقول ابياه الذي عمل مساعدا للصربي ميلوفان رايفاتش عندما بلغت غانا ربع نهائي 2010: "منذ استلمت مهمتي، كنت صاحب القرار. اذا تركت احدهم يؤثر على قرارك لن تنال الاحترام. تقوم بالامور على طريقتك عندما تقود الفريق، واذا لم تنجح تتحمل المسؤولية، واذا حصل العكس تنال التقدير".
اختبار ابياه الاول بعد تعيينه في نيسان/ابريل 2012 ، بعد لعبه دور المساعد بين 2007 و2012، كان في كأس أمم افريقيا 2013 في جنوب افريقيا، لكن الفريق المدجج بالنجوم توقف عند عتبة نصف النهائي امام بوركينا فاسو.
يؤكد ابياه ان فريقه استفاد من تجربة جنوب افريقيا: "بالنسبة لي لست نادما على اية خطوة قمت بها. السبب الوحيد لعدم فوزنا هو صغر سن عدد كبير من اللاعبين وكنا نبني الفريق هناك".
وتابع المدرب الذي مدد له الاتحاد الغاني عقده سنتين الشهر الماضي: "خرجنا من المسابقة ومعنا العديد من الوجوه التي خاضت مسابقة لاول مرة وستساعدنا في المستقبل".
في التصفيات المونديالية، حققت غانا علامة كاملة، فنال ابياه جائزة بقيمة 300 الف دولار اميركي لتأهله.
يرى قائد منتخب غانا السابق ستيفان ابياه ان مدافع اشانتي كوتوكو السابق هو الرجل المناسب لقيادة بلاده الى المجد في البرازيل: "اظهر لاعبوه مع الوقت التزامهم تجاهه. اعتقد ان هذه علامة جيدة ستقودهم نحو النجاح. هناك تحفيز في الفريق وهو قائد للمجموعة".
سيلعب اسامواه جيان (39 هدفا في 77 مباراة دولية) دورا رئيسا في حلم غانا ببلوغ مراحل اكثر تقدما في المونديال المقبل نظرا لخبرته في المسابقة وحسه التهديفي المرهف.
يرى قائد غانا السابق سي كي اكونور ان قيمة اسامواه بالنسبة لغانا يمكن مقارنتها بتواجد ديدييه دروغبا مع ساحل العاج: "مستواه رائع مع غانا وسيلعب دورا رئيسا مجددا معهم بحال ارادوا تحقيق رحلة ناجحة في المونديال".
ودعم المدافع صامويل اينكوم جيان (28 عاما) للتألق في البرازيل: "كان دائما على الموعد مع غانا واعرف انه سيكرر ذلك في البرازيل. كان جيدا في المانيا، افضل في جنوب افريقيا، وسيكون رائعا في البرازيل".
لم ينس العالم دموع اسامواه جيان بعد ركلة جزاء ارتدت من عارضة الاوروغواي في الثواني القاتلة واضاعت حلم بلوغ نصف نهائي المونديال.
عن تلك اللحظة يقول اسامواه الذي اهدر ايضا من نقطة الجزاء امام زامبيا في نصف نهائي كأس افريقيا 2012: "تركنا المسابقة الاخيرة بنتيجة رائعة، ولو كانت النهاية بظروف غريبة. لم ينس الجمهور ما حصل، لذا اعتقد انهم سينتظرون لرؤية ما يمكننا فعله هذه المرة. كنا قريبين من ان نصبح اول منتخب افريقي يبلغ نصف النهائي لكن الخروج كان مؤلما. نحن متحمسون لتحقيق نتيجة افضل".
انتقد بعد افريقيا 2012 فترك المنتخب، لكن والدته توسلت اليه للعودة من دون تنفيذ ركلات الترجيح.
بعمر المراهقة، أوصلت الموهبة ابن العاصمة اكرا الى القارة الاوروبية، فحمل الوان اودينيزي ومودينا في ايطاليا، ثم رين الفرنسي قبل ان يترك بصمته في البرمير ليغ بانتقاله الى سندرلاند مقابل 13 مليون جنيه.
لكن المفاجأة كانت بتخلي جيان عن مشواره الاوروبي بعمر السادسة والعشرين فقط واعارته في 2011 الى العين الاماراتي قبل انتقاله الكامل براتب خيالي فقادت اهدافه "البنفسجي" الى لقب الدوري مرتين.
اشتهر عاشق الموسيقى برقصة اسامواه جيان، التي تعرف عليها الجمهور في مونديال 2010، وفضلا عن البوماته، يملك "بيبي جيت" الحزام البني في رياضة الجوجيتسو القتالية، يعمل في تسويق مباريات الملاكمة في بلاده، كما يهوى جمع السيارات الكلاسيكية.