قال الناطق الرسمي باسم منظمة التحرير الفلسطينية أحمد عساف نحن نعاني من ازمة خطيرة في عملية المفاوضات بسبب الحكومة الاسرائيلية المتعنتة التي ترفض السلام وتصر على التمسك بالاحتلال والاستيطان غير انه تم مواجهتها بصمود وصلابة الشعب الفلسطيني ، رغم الابتزاز والضغوط .
وقال انه تم خلال الفترة الماضية منح مهلة 9 اشهر امام الجهود الأميركية في المفاوضات مقابل الإفراج عن الأسرى القدامى ، والذين تتراوح فترة سجنهم بين 20 وأكثر من 35 عاما ، ووقف الاستيطان غير ان اسرائيل تراجعت عن تعهداتها وافرجت فقط عن 80 اسير فلسطيني ، واستمرت في الاستيطان ، قابلتها السلطة الفلسطينية بالتوقيع على 15 معاهدة واتفاقية تعزز وضعها الدولي بينها اتفاقيات جنيف الاربعة .
وقال عساف خلال لقاء صحفي حول العلاقات الفلسطينية البحرينية، وآخر المستجدات الفلسطينية بحضور السفير الفلسطيني طه محمد عبدالقادر ونقيب الصحفيين الفلسطينيين عبد الناصر النجار، بمقر السفارة بأم الحصم ان فلسطين انتزعت عضويتها في الامم المتحدة بمساندة الدول العربية وفي مقدمتها مملكة البحرين في 29 نوفمبر 2011 ، ما اسفر عن تحديد حدود الدولة الفلسطينية ، وهي ما قبل الرابع من يونيو 1967 ، وعاصمتها القدس المحتلة ، في ظل تأييد دولي غير مسبوق بلغ 180 دولة من اصل 194 ، ومقاطعة الدول الاوروبية للمنتجات الاسرائيلية المصنعة في الاراضي المحتلة ، ومقاطعة 2000 اكاديمي امريكي للجامعات الاسرائيلية ، وهو نتيجة للعمل الدبلوماسي والسياسي الفلسطيني في كافة قارات العالم .
واضاف ان عودة السلطة الفلسطينية الى المفاوضات ترتهن بالإفراج عن الدفعة الرابعة من الاسرى ، ووقف الاستيطان في الضفة الغربية والقدس المحتلة ، ومهلة 3 شهور لترسيم الحدود .
وعن المصالحة الفلسطينية، قال اننا طوينا صفحة سوداء من تاريخينا واعادة اللحمة بين الضفة الغربية وقطاع غزة ، مشيرا الى ان الوضع السابق اعطى مبررا لإسرائيل بالحديث عن ماهية الجهة التي سيتم التفاوض معها ، وكيفية ترسيم الحدود ، مشيرا الى ان انسحاب قوات الاحتلال الاسرائيلي احادي الجانب من قطاع غزة شكل الارضية للانقسام الفلسطيني ، مؤكدا ان عنوان المصالحة هو حكومة واحدة لشعب واحد ستهيئ الاجواء لإجراء الانتخابات المقبلة ، داعيا الى العودة لصندوق الانتخاب وليس صندوق الرصاص.
ونوه الى ان نحو 80 % من إيرادات السلطة الفلسطينية تأتي من الضرائب التي تحصلها اسرائيل لصالح السلطة غير انها اوقفت ذلك حاليا كورقة ضغط على السلطة الفلسطينية للعودة الى المفوضات ، داعيا الى تفعيل شبكة الامان العربية .
واكد عمق العلاقات البحرينية الفلسطينية رسميا وشعبيا منذ عقود ، إذ تساند المملكة شقيقتها فلسطين على كافة المستويات ومختلف المحافل الدولية والاقليمية بصوتها وامكانياتها ونفوذها مع بقية دول العالم ، وقدمت مدارس في قطاع غزة ، ومستشفيات في الضفة الغربية " مستشفى البحرين " من خلال المؤسسة الملكية الخيرية ، وهو ما يقابله الشعب الفلسطيني بكل ترحاب ومودة وتقدير ، مؤكدا ان فلسطين تقف بجانب البحرين ضد جميع المؤامرات التي تحاك ضدها من أي جهة خارجية ، حيث ان البحرين القوية المتماسكة هو سند لدولة فلسطين .
واضاف اننا بحاجة لموقف سياسي واضح ورادع ضد ما يجري في المسجد الاقصى ، وتفعيل قرارات الجامعة العربية تجاه القدس والتي منها دعم 10 قطاعات تحول الاموال مباشرة اليها مثل الصحة والتعليم وغيرها ولا تمر عبر السلطة الوطنية الفلسطينية ، داعيا الى شد الرحال الى المسجد الاقصى المبارك وكسر الحصار الاسرائيلي المفروض على القدس الشريف من قبل المسلمين والمسيحيين .
وعن الخطورة التي يواجهها المسجد الاقصى المبارك أوضح ان اسرائيل تتعامل على 3 مستويات هي البيئة القانونية العنصرية ، و السماح لليهود المتطرفين باقتحام المسجد والتي بدأت بسياح ثم رجال دين وحاليا بوزراء ومسئولين ، والحفريات تحت المسجد على امل ايجاد أي تاريخ حتى يتم تزويره ولن يجدوه ، بالإضافة خلخلة اساسيات المسجد وجعله عرضه للهدم نتيجة زلزال ، او حتى طائرة كبيرة تمر فوقه مباشرة بسرعة كبيرة بحسب احد العلماء .
وأكد ان جميع خيارات المقاومة بما فيها المقاومة المسلحة مطروحة أمام الشعب الفلسطيني لاسترداد حقوقه المشروعة ، بجانب المقاومة الشعبية ، والمقاومة السياسية والتي يجب استخدامها وفقا لمصالح الشعب الفلسطيني حيث قدم تضحيات هي الاعلى في التاريخ إذ قدم نحو 500 الف شهيد طوال مرحلة الصراع داخل فلسطين أو في المناطق القريبة منها ، من اجمالي اكثر من 10 ملايين فلسطيني متواجدين داخل مناطق عرب 48 والقدس والضفة الغربية وقطاع غزة ، واللاجئين في مختلف دول العالم ، ونحو مليون اسرائيل منذ العام 1967 ، يقبع منهم حاليا نحو 6000 الاف اسير في سجون الاحتلال ، و6 ملايين مشرد بين لاجئ ونازح ، قائلا ان الشعب الفلسطيني ينتفض ضد الاحتلال على مدار الساعة ، كما ان ما حدث في بعض البلدان مؤخرا اثر على القضية الفلسطينية .
