يقدّم آدم شيروين، ملخصاً في صحيفة "الإندبندنت"، يوم الأربعاء (4 يونيو/حزيران 2014)، لحدث فوز الروائية الأيرلندية إيمير ماكبرايد بجائزة "بيليز" للأدب النسائي عن روايتها " الفتاةُ شيءٌ بنصف هيئة"، والظروف التي سبقت نيل الجائزة من رفض بعض دور النشر طباعتها.
تعد إيمير ماكبرايد، التي ولدت في ليفربول العام 1976 لأبوين أيرلنديين، وانتقلت العائلة إلى ايرلندا عندما كان عمرها ثلاث سنوات؛ حيث أمضت طفولتها في توبيركوري، سليغو، ومايو كلينيك. وفي سن السابعة عشرة انتقلت إلى لندن لبدء دراستها في مركز الدراما، الروائية الأولى التي تفشل في نشر كتابها لفترة تقارب العقد من الزمن لأنه كان يعتبر ضمن "تيار الوعي التجريبي"، وكانت مفاجأة فوزها بجائزة بيليز عن روايتها الأولى "الفتاةُ شيءٌ بنصف هيئة".
قصة الرواية حول فتاة تعيش حياتها في ظل الاعتداء الجنسي وإصابة أخيها بورم في المخ منذ الطفولة، اختطفت الجائزة المرموقة من بين يدي الكاتبة دونا ترات المفضّلة من قبل دور النشر وصاحبة قصة "السمكة الذهبية" في منافسة مع رواية "أمريكانا" للنيجيرية تشيماماندا نجوزي، وكذلك رواية "طقوس الدفن" في مرحلة التصفيات النهائية للجائزة.
كتبت قصتها بوحي من تجربتها الخاصة بعد وفاة شقيقها دوناغ الذي عاش لمدة 23 عاماً وهو يعاني من ورم في الدماغ.
ومع رفض نشر مخطوط رواية مكبرايد، وهي ممثلة سابقة، من قبل أكثر من دار نشر، تركت المخطوط قابعاً في أحد الأدراج.
إلا أن ماكبرايد أحيت النص بعد أن التقى زوجها المخرج المسرحي ويليام غالينسكي صاحب متجر للكتب في نورويتش الذي كان يستهل النشر المستقل، متطلّعاً إلى أن يحمل متجره علامة نشر الكتاب.
قامت مكبرايد بحذف 8000 كلمة من المخطوطة لروايتها التي حصدت الجوائز بعد نشرها من قبل "جالي بيغير"، مشجعة دار "فبر" لاقتناص حقوق النشر.
وُصفت الرواية بأنها "صادمة وتحوي بصيرة وحميمية في الأفكار في تحريك المشاعر والعواطف، وبما تحويه من "فوضوية جنسية" لبطل الرواية الشاب المنعزل "آخذة عالم الأدب إلى حالة من العصْف، والفوز بـ 10 آلاف جنيه إسترليني قيمة جائزة "غولد سميث" ومجموعة كيري لجائزة رواية العام.
وقالت الكاتبة، إنها تأمل أن يساهم نجاحها "في تشجيع الكتاب على أن يكونوا مغامرين". وإنها "لم تكن تنوي في البداية الكتابة عن شقيقها ولكن وفاته "كانت واحدة من الخبرات الأكثر تدميراً في حياتي، وأصبح مجرد قصة كان عليّ أن أكتبها".
فترة رفض روايتها، أشارت ماكبرايد إلى أن "إحدى وكالات النشر المرموقة قالت لها إنهم "قد يحققون حضوراً لها إذا ما تمّت إعادة كتابتها بحسب مواصفات محدّدة من قبلهم، فيما قال ناشر آخر، إنه مهتم إذا ما استطاع بيعها باعتبارها مذكرات".
وضمن ردود الأفعال تلك، قال لها أحد كبار الناشرين الأميركيين إن "الرواية رائعة، ولكنها قد تواجه صعوبات في السوق" لأن القرّاء لم يعودوا بذلك الاتساع في الأفق بما فيه الكفاية.
وأشادت رئيسة لجنة التحكيم هيلين فريزر بالرواية بالقول: "إن الرواية مذهلة وتكتنز بالطموح. أعجبت أعضاء اللجنة لما تحويها من إبداع وطاقة. هذه رواية تحمل صوتاً جديداً وغير عادي. الرواية ستجد طريقها إلى دهشة القارئ".
وبحسب صحيفة الغارديان" البريطانية قالت فريزر "إن ماكبرايد استحقت هذا الفوز لأنها صوت أصيل. هذا العام كان مميزاً لأدب النساء؛ حيث ظهر تميّزهن في كل من القصص الطويلة والقصيرة"، فيما وصفت الأديبة الأيرلندية، آن إنريت، ماكبرايد بالـ "عبقرية".
وفي تصريح لصحيفة "الاندبندنت"، قالت فريزر: "شعرنا أن كتاب ماكبرايد استعاد بروزه - في إشارة إلى رفضه من قبل عديد من دور النشر – إنه عمل بخلاف أي شيء آخر. إنها رواية يومنا هذا حول فتاة تحاول إيجاد حياة ذات معنى في عالم مُقيّد بالأسرة والدين".
الناشرون الذين اتخذوا قرار عدم نشر الرواية، ربما عمدوا إلى ركل أنفسهم بعد الذي حدث.
وأضافت فريزر "ربما قاموا بقراءة الصفحات الأولى منها واعتقدوا (يا للسماء. هذا العمل صعب بعض الشيء)". قائلة: "لكنه عمل يتطوّر بسرعة إلى قصة مقنعة وأسلوب لم يحلْ دونه أي طريق مهما كان صعباً. كما أنه عمل مضحك جداً، ومحليّ في أيرلنديته، وتجعلك الرواية تفكّر في الدور الذي قامت به الكنيسة الكاثوليكية وأثرها على الحياة الأيرلندية".
وقال القضاة، إن الرواية تتضمّن "قوة مذهلة" من خلال وصولها إلى القائمة المختصرة التي أثبتت القيمة المستمرة للجائزة التي تستحقها الكاتبات"، كل الجوائز تتضمّن قيوداً. وهذا الأمر يحدث هذه المرة كونها جائزة للمرأة".
بقي القول، إنه على رغم حصول الرواية على إعجاب النقاد الشديد، فإن الجمهور انقسم حولها، وحصلت الرواية على أقل تقييم من الجمهور على موقع أمازون بين الكتب الأخرى المرشّحة للجائزة.
وفي سياق الجوائز نفسها، ذكر الموقع الالكتروني لهيئة الإذاعة البريطانية، أن منظمي جائزة ديزموند إليوت المرموقة، أعلنت القائمة النهائية للروايات الثلاث المرشّحة للفوز بالجائزة، التي تمنح للروايات الأولى لكتّابها. وتضمّ قائمة الترشيحات النهائية رواية "ذا ليتر بيرر" (حامل الرسالة) للكاتب البريطاني روبيرت أليسون، وكتاب "أ غيرل إز أهاف فورمد ثينغ" للروائية الأيرلندية الأصل إيمير مكبرايد، ويتنافس معهما أيضاً كتاب "باليستيكس" للكاتب الكندي دي دبليو ويلسون.
وسيجري إعلان الكتاب الفائز في الثالث من يوليو/ تموز المقبل، ليتسلم الفائز جائزة قدرها 10 آلاف جنيه إسترليني، وهي الجائزة التي فاز بها في السابق الكاتبتان آنجالي جوزيف ونيكيتا لالواني.
يذكر، أن الجائزة سمّيت باسم الناشر المعروف ديزموند إليوت، وهي تغطّي الأعمال الأدبية المكتوبة باللغة الإنجليزية التي تنشر للمرة الأولى في بريطانيا.
وأسّس إليوت دار النشر التي كانت ترعى كُتّاباً من أمثال، جيلي كوبر وآنتوني هورويتز، وتوفي العام 2003 عن عمر يناهز 73 عاماً.