يتخوف السودانيون من ان تحرمهم ظروفهم الاقتصادية الصعبة من مشاهدة مباريات كأس العالم التي تنطلق اليوم الخميس (12 يونيو / حزيران 2014) في البرازيل، خصوصا في ظل ارتفاع اسعار البطاقات الخاصة بأجهزة استقبال القنوات الناقلة للحدث الرياضي الاهم في العالم.
وقال اسلام محمد بابكر (28 عاما) وهو عاطل عن العمل: "قطعا لن اشاهد كل مباريات المونديال لأن تكلفة الجهاز وبطاقات فك التشفير (للقنوات الناقلة لمباريات كأس العالم) تبلغ ثلاثة الاف جنيه (310 دولارات) ونحن كأسرة لا نستطيع تحمل هذا المبلغ".
والوضع نفسه ينطبق على فوزيه مبارك صالح (45 عاما) وهي موظفة، إذ انها اكدت ان ارتفاع كلفة اجهزة الاستقبال سيحرمها من مشاهدة "المونديال"، كما انها لن تتمكن من متابعة المباريات في اندية المشاهدة لأنها "لا تخصص اماكن للنساء" اضافة الى "العبء المالي" الذي تمثله هذه الاندية.
من جهته اكد صاحب محل لبيع البطاقات الخاصة بأجهزة استقبال قنوات "بي إن سبورتس" صاحبة الحق الحصري في نقل مباريات كأس العالم في كرة القدم في المنطقة العربية، أن الاقبال على شراء البطاقات اقل من المتوقع.
وقال عبد القادر محمد حسن لوكالة فرانس برس "ساعات تفصلنا عن المونديال وحتى الان الاقبال على شراء الاجهزة اقل مما كنا نطمح اليه، والسبب يعود الى ارتفاع قيمة الاجهزة وضعف قيمة الجنيه السوداني في مقابل الدولار، فنحن نسدد للقناة قيمة الاجهزة بالدولار لذلك نعادل قيمتها بسعر الدولار في السوق السوداء".
وقد سجل الصرف للجنيه السوداني في مقابل الدولار الخميس 9,4 جنيهات للدولار الواحد.
في المقابل يعتبر اصحاب اندية المشاهدة ان المونديال فرصة لهم لجني الارباح.
واشار عبد القادر محمد حسن صاحب نادي مشاهدة في منطقة فقيرة في جنوب الخرطوم الى ان "كأس العالم يتكرر مرة كل اربعة اعوام ويستمر لشهر وهذه فرصة طيبة لنا ولذا سنرفع قيمة تذكرة مشاهدة المباراة الي خمسة جنيهات (اكثر من نصف دولار) بعدما كانت في السابق جنيهين لمشاهدة مباريات البطولات الاوروبية".
وتوقع "اقبالا كثيفا" من الجمهور السوداني على اندية المشاهدة بسبب ارتفاع اسعار بطاقات اجهزة الاستقبال للقنوات الناقلة للمونديال.
وقررت حكومة العاصمة الخرطوم ان تحدد اماكن للمشاهدة المجانية لمباريات كاس العالم.
ونقل المركز السوداني للخدمات الصحافية القريب من جهاز الامن والمخابرات: "قرر مجلس وزراء ولاية الخرطوم انشاء مئة مركز لمشاهدة مباريات كأس العالم مفتوحة للجمهور بالمجان".
حتى ان احزابا سياسية معارضة قررت ان تضع شاشات داخل مقارها وتفتح ابوابها للمشاهدة من دون مقابل.
ويعاني الاقتصاد السوداني من ارتفاع معدلات التضخم وتراجع قيمة العملة السودانية.
وبحسب تقرير حكومي صدر نهاية العام الماضي عن وزارة الرعاية الاجتماعية فإن الفقر يطاول 46 بالمئة من السكان.