العدد 4297 - الخميس 12 يونيو 2014م الموافق 14 شعبان 1435هـ

(رسالة مواطن)... جيل شبابي رائد ...ذو حس نهضوي خالد

تعتبر مرحلة الشباب مرحلة ذات قابلية للارتقاء بالمحاور الاجتماعية والنفسية والتعليمية، إضافة إلى القدرة على تعزيز روح الابتكار والمشاركة الفعالة في خلق التطوير والتغيير في المجتمع .

و لعل الخدمة التطوعية أضحت مطلوبة، لتقويم مجالات ذات أهمية على الأصعدة الاجتماعية والثقافية والإنسانية، كما وأنه توجد حاجة ماسة لزيادة عدد الأفراد لتقديم خدماتهم كمتطوعين و ذلك يتطلب تيسيراً أكثر للعمل التطوعي و تسويقاً أكبر لمثل تلك الخدمات.

بعد الفراغ من الاطلاع على دراسة أجرتها طالبة بغرض نيل درجة الماجستير بعنوان"محددات مشاركة الشباب في العمل التطوعي"هدفت إلى البحث عن مشاركة الشباب في العمل التطوعي ومعرفة دور المؤسسات المختلفة في التوعية بالعمل التطوعي، وسبل تفعيل مشاركة النشء في مؤسسات المجتمع المدني، باختيار عينة حجمها 3000 شاب وفتاة في الفئة العمرية 16_35 سنة من مختلف البيئات.

تجد أن خلاصة الدراسة تكمن في المحاور التالية ذكرها:

إن 69.7 في المئة من أفراد العينة وجهة نظر أسرهم إيجابية نحو العمل التطوعي، و 73.1 في المئة ممن يرون للأسرة العربية دوراً قالوا أن الأسرة يمكن أن تربي أفرادها على العمل التطوعي من خلال غرس قيم التعاون.

و يرى 53.2 في المئة أن هناك دوراً كبيراً لرجال الدين في تشجيع وتوعية أفراد المجتمع بأهمية العمل التطوعي وذلك يتمثل في خطب الجمعة و المناسبات، ولا يمكن أيضاً تهميش دور الدروس الدينية والإعلام والنصائح الدينية .

فيما يرى 18.2 في المئة أن للمؤسسة التعليمية دوراً كبيراً في الحث على العمل التطوعي متمثلاً في الأنشطة التشجيعية .

أما عن وجهة نظر الشباب في المعوقات التي تصدهم عن المشاركة، فكانت أهمها هي عدم وجود وقت الفراغ بنسبة 38 في المئة ، كذلك سيطرة الفكر المادي على جميع السلوكيات بنسبة 31 في المئة ،وعدم وجود وعي لدى الشباب بأهمية العمل التطوعي.

وما أجده هو إن الدافع الأسمى للانخراط في العمل التطوعي، هو نيل رضا الله تعالى، يعقبه الاقتناع بأهمية العمل التطوعي و الإحساس بالمسئولية نحو المجتمع ومساعدة أفراده، ويعتبر العائد الأكبر منه هو خلق روح التعاون والتكافل بين أفراد المجتمع.

على سبيل الإشادة - يمثل مضيف الزهراء (ع)بقرية سار –الحائز مؤخراً على المركز الأول في مشروع ارتقاء - مثالاً و شاهدً حياً على الروح الواعدة المخلصة العاشقة للعمل التطوعي، يتمثل ذلك في تشييد المضيف لأركان مختلفة في البيئة المقام عليها، خُصِص الجزء الأعظم من مساحتها لاستقبال الوفود المشاركة في مناسبات القرية وتوفير صنوف الأطعمة لهم في الجزء المستقطع من مشاركتهم في المناسبة المقامة وقتها، أما الجزء الآخر من بيئة المضيف فقد تضمنت ركناً للمحاضرات التوعوية يشرف عليه رجال مخلصون عشقوا العمل التطوعي، فكانت المحاضرات المطروحة على الطاولة هي من واقع حياتهم التجريبية التي عاشوها.

نقطة أخرى-ييقن أهل البحرين إن قرية سار باحتوائها أضخم صرح ديني محلياً متمثلاً في مأتم سار، هي نقطة لتلاقي مختلف بيئات البحرين منتهزين فرصة المناسبات الدينية و الاجتماعية للاجتماع المركزي، لذا عمد المضيف على تقمص شخصية الجندي المجهول الذي جعل من مساحته محطة استراحة لاستقبال الوفود.

وإننا من هذا المنبر نثمن جهود القائمين على المضيف حيث أوجدوا حراكاً مغايراً، فلم تتأخر قياداته في توجيه الشباب إلى إظهار مواسم السنة بمظهر حضاري، من خلال تعميق الممارسات البيئية المختلفة.(و يبقى الهدف الأسمى للعمل التطوعي ليس الحصاد المالي، بل إبراز طابع حضاري للمواسم المختلفة).

زينب الجمري





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً