العدد 4297 - الخميس 12 يونيو 2014م الموافق 14 شعبان 1435هـ

مونديال 2014: كاراغونيس يجسد الروح القتالية والقلب النابض لليونان

ريو دي جانيرو – أ ف ب 

تحديث: 12 مايو 2017

صحيح ان المنتخب اليوناني يفتقد الى اللاعبين المهاريين الموجودين في غالبية المنتخبات الاخرى المشاركة في مونديال البرازيل 2014، لكنه يتميز بروحه القتالية العالية التي يجسدها القائد يورغوس كاراغونيس.

وسترتدي نهائيات البرازيل اهمية مضاعفة للاعب وسط فولهام الانكليزي البالغ من العمر 37 عاما وصاحب الرقم القياسي بعدد المباريات الدولية مع ابطال اوروبا 2004 (135 مباراة حتى الان)، اذ ستكون مشاركته الاخيرة مع بلاده وسيسعى جاهدا لكي يودع "ايثنيكي" بافضل طريقة من خلال قيادته الى الدور الثاني على اقله وللمرة الاولى بعد انتهت مشاركتيه السابقتين في الدور الاول عامي 1994 و2010.

وتبدو الفرصة سانحة امام اليونان لكي تحقق هذا الامر بعد ان وقعت في مجموعة "مقبولة" هي الثالثة الى جانب ساحل العاج واليابان وكولومبيا التي ستكون خصمتها الاولى غدا السبت.

وفي وقت يتطلع فيه اليونانيون الى كوستاس ميتروغلو اللاعب الذي سيؤمن لهم الاهداف، فان زميله في فولهام الانكليزي كاراغونيس الذي دافع عن الوان باناثينايكوس وانتر ميلان الايطالي وبنفيكا البرتغالي، يعتبر روح الفريق.

"كان من المهم جدا بالنسبة لنا بان نتأهل الى كأس العالم"، هذا ما قاله كاراغونيس الذي يعتبر من اللاعبين القلائل في المنتخبات الاوروبية الذين كانوا متواجدين في كأس اوروبا 2014، مضيفا "من المهم جدا ان نجعل اليونانيين فخورين وان يستمتعوا بمشاهدة بلادهم تلعب على المسرح العالمي".

النجاح بالنسبة لكاراغونيس لا يحمل صفة شخصية بل يتمثل بجعل بلد باكمله فخورا بالمنتخب الوطني، كما فعل عندما سجل الهدف الوحيد في المباراة الهامة جدا ضد روسيا في كأس اوروبا 2012 التي وصلت فيها بلاده الى الدور ربع النهائي حيث انتهى مشوارها ومن دونه (بسبب الايقاف لحصوله على انذارين في دور المجموعات) على يد المانيا في مباراة حملت اهمية كبرى لليونانيين الذين حملوا المستشارة الالمانية انغيلا ميركل مسؤولية الشروط الاوروبية القاسية التي فرضت على بلدهم من اجل تجنيبه الانهيار الاقتصادي.

ما ينقص كاراغونيس نتيجة قصر قامته يعوضه بقدرته على الاحتفاظ بالكرة وعدم استسلامه امام الخصم.

وقد برز نجم هذا اللاعب بعد ان قاد المنتخب اليوناني الى نهائي كأس اوروبا لدون 21 سنة عام 1998، قبل ان يخوض مباراته الدولية الاولى مع المنتخب الاول بعد عام منذ ذلك الانجاز وعقب توقيعه مع باناثينايكوس.

ورغم انه لم ينل مع ناديه الجديد اي لقب هام، الا انه تألق على المستوى القاري بسلسلة من العروض النارية بما فيها ربع نهائي دوري ابطال أوروباعام 2002.

اما المحطة الابرز في مسيرة هذا اللاعب المخضرم فهي دون شك كأس اوروبا 2004 التي افتتح فيها التهديف بكرة منخفضة من مسافة بعيدة في شباك البرتغال المضيفة.

لكن نجم وسط انتر ميلان حينها كان على موعد مع ضربة مؤلمة في نصف النهائي عندما رفعت بوجهه بطاقة صفراء في اللقاء امام تشيكيا ما ادى الى استبعاده عن موقعة الحسم التي جمعت بلاده بالبرتغال مجددا.

وتمكن رجال المدرب الالماني الفذ اوتو ريهاغل ورغم غياب القلب النابض كاراغونيس من الفوز على اصحاب الارض ونيل أول لقب من هذا المستوى في تاريخ الكرة اليونانية.

ومنذ ذلك التتويج التاريخي، اصبح كاراغونيس اللاعب الاكثر مشاركة مع منتخب بلاده، متجاوزا ثيو زاغوراكيس بعدد المباريات الدولية التي خاضها والتي بلغت 121 في اللقاء امام البوسنة والهرسك في تشرين الاول/اكتوبر 2012 ضمن تصفيات كأس العالم 2014 والتي رفعها حتى الان الى 135 مباراة.

رغم تراجع عدد المرات التي يظهر فيها ضمن التشكيلة الرئيسية، الا ان الأثر الذي يتركه ابن السابعة والثلاثين لا يزال حاضرا وبقوة في المعسكر اليوناني وفي خطط المدرب البرتغالي فرناندو سانتوس الذي سبق وتعامل مع كاراغونيس في صفوف بنفيكا، ولا يزال يكن لكثير من الاحترام للاعب خط الوسط المخضرم الذي صرح خلال تصفيات البرازيل 2014: "نتمتع بالثقة وندرك ان بوسعنا التغلب على اي خصم".

وكاراغونيس شخص شغوف ومندفع ويشعر بما يمر به اهل بلاده في ظل الازمة الاقتصادية: "انا محظوظ اكثر من معظم اليونانيين... عندما ترى رفاقك والبسمة غائبة عن محياهم لانهم لا يملكون ما يكفي من اجل اطعام عائلاتهم وشراء الطعام من السوبر ماركت، لا يمكنك ان تعيش حياتك بشكل طبيعي وانت تعلم بانهم يعانون في موطنك. الوضع قائم ولا يمكن تجاهله او الهرب منه".

ويأمل كارغونيس ان ينسي مواطنيه ما يعانون منهم في بلادهم واعادة البسمة الى محياهم من خلال قيادة المنتخب الوطني الى الدور الثاني على اقل تقدير.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً