كتب النادي الأهلي سطرا جديدا في سجله التاريخي المرصع بالبطولات والإنجازات على المستوى المحلي والإقليمي بفوز شاق على باربار في المباراة النهائية لبطولة كأس فاست لينك لكرة اليد للكبار بنتيجة 29-26 (14-12 الشوط الأول)، إذ عزز موقعه في عدد مرات الفوز بهذه البطولة بـ 20 بطولة ليتفوق على غريمه التقليدي النجمة ببطولتين، والأهم من ذلك هو أنه بات الأكثر تتويجا بالبطولات المحلية (الدوري والكأس) بفكه حالة التعادل مع الغريم ليصبح في الزعامة بـ 37 بطولة.

وأوفت المباراة النهائية بين الفريق الأهلاوي والبارباري بكل وعودها، وجاءت سجالا بين الطرفين منذ البداية حتى النهاية، وفشل الفريق البارباري في الشوط الأول في ترجمة حالة التكافؤ بسبب إهداره للفرص أمام المرمى والتصويبات العشوائية أحيانا، غير أن الصورة تغيرت كليا في الشوط الثاني بالتألق الكبير لمحمد المقابي بينما كان نجم الشوط الأول صادق علي الحل الهجومي الأهلاوي الأوحد.

ووضع الفريق البارباري حدا للهجوم الأهلاوي مطلع الشوط الثاني بوضع صادق تحت الرقابة ونجح خلال 15 دقيقة من أخذ موقعا مستحقا في المقدمة في الوقت الذي أضاع الأهلي فرصا سانحة للتسجيل في الهجوم الخاطف، غير أن الأهلي تماسك والمباراة تدخل دقائقها الأخيرة وساعده خروج المقابي مصابا لدقائق وكذلك تألق عبدالله رضي بتصديه لثلاث كرات مهمة على التوالي وعاد لحسمها بخبرته وقيادة صانع ألعابه الفنان حسين فخر، ودفع باربار ثمن العقوبات التصاعدية باهضا في الدقائق السبع الأخيرة.

وبالعودة لأحداث المباراة، فقد بدأ الأهلي مدافعا بطريقة 6/صفر على قوس الستة أمتار، فيما باربار بطريقة 6/صفر بين قوسي الستة والتسعة أمتار، وحملت البداية أفضليلة مطلقة للفريق الأهلاوي الذي تقدم بثلاثة أهداف مقابل لا شيء خلال الدقائق الست الأولى بفضل تصويبات الخط الخلفي وقبل ذلك تألق محمد عبدالحسين في الحراسة.

وبعد مرور 6 دقائق من الانطلاقة سجل محمد المقابي لباربار الهدف الأول في الهجوم الخاطف ثم محمد حبيب من الخط الخلفي ليدخل أجواء المباراة بقوة، وشهدت الدقيقة 10 إشهار أول عقوبة إيقاف لمدة دقيقتين لعلي حسين غير أن تألق حسن السماهيجي الهجومي أعاد فارق الـ 3 أهداف 6-3 وبذلك لم يستغل باربار النقص العددي.

ونجح الفريق البارباري في فرض الأفضلية بالدفاع القوي والتحول السريع في الهجوم الخاطف وتمكن من الوصول للتعادل 6-6 مع الدقيقة 15، إلا أنه سرعان ما تراجع بسب وقوعه في الأخطاء الهجومية ولعدم التغطية الدفاعية المناسبة لحسن السماهيجي في الجناح الأيمن، وتحولت النتيجة لـ 8-6، وبقي فارق الهدفين 9-7 رغم خروج محمد عمار للإيقاف.

وشهدت الدقيقة 21 تسجيل الهدف رقم 10 للأهلي بواسطة صادق علي الذي عوقب بالإيقاف مباشرة مع حسن منصور لاحتكاكهما، ووسط ذلك قاد المقابي ومحمود عبد القادر الفريق البارباري لتقليص الفارق إلى هدف 10-9، ولم يأت الدفع بحسين فخر بدلا من علي حسين لقيادة الهجوم الأهلاوي بالكثير من الفعالية، ثم تحولت النتيجة لـ 13-11 مع الدقيقة 27 ويدين الأهلي بالفضل لصادق علي وباربار لمحمد المقابي، وأنتهى الشوط بعد ذلك 14-12.

وبدء الفريق البارباري الشوط الثاني بداية مثالية جدا توجها بالتعادل 16-16 وكان مؤهلا للتقدم لأول مرة أيضا، وجاءت هذه البداية بفضل التألق الملفت لتيسير محسن في الحراسة الذي تصدى لثلاثة انفرادات متتالية وكذلك محمد المقابي في الهجوم الخاطف والمنظم بالإضافة إلى خروج محمد ميرزا للإيقاف لمدة دقيقتين.

وشهدت الدقيقة 9 و10 خروج محمد حبيب ومهدي سعد للإيقاف لمدة دقيقتين وتمكن الفريق البارباري وسط تألق المقابي من التقدم لأول مرة 18-17 مع الدقيقة 11 لذلك طلب مدرب الأهلي الوقت المستقطع لمعالجة المشكلة الهجومية التي تسببت بها طريقة دفاع الـ 5/0/1 تجاه صادق علي، وقام مدرب الأهلي بوضع المقابي تحت الرقابة غير أنه لم يتمكن من إيقاف باربار عن التسجيل والفضل في ذلك لتصويبات محمد حبيب المركزة.

وتحسنت وضعية الأهلي الهجومية بقيادة حسين فخر الذي نجح في الاختراق لأكثر من مرة، وصارت النتيجة 22-21 مع الدقيقة 16، ثم استفاد الأهلي من خروج محمد عمار للإيقاف وتمكن من التعادل 23-23 مع الدقيقة 19، وعاد للمقدمة 24-23 مع الدقيقة 21 عبر مهدي سعد في الهجوم الخاطف، وبعد ذلك 25-24 مع الدقيقة 24 التي شهدت خروج علي ميرزا للإيقاف لمدة دقيقتين.

وحافظ الأهلي على فارق الهدف 26-25، وقبل أن تكتمل صفوفه عوقب محمد عمار بالإيقاف وتبعه بعد دقيقة حسن منصور، وسجل علي حسين الهدف 27 من علامة الـ 7 أمتار، ورد محمد حبيب سريعا، ثم أعاد محمد ميرزا فارق الهدفين من الدائرة مع الدقيقة 29، ثم حسمها الأهلي بنتيجة 29-26.

عسكر: عشت أجواء التصفيات وأطمئن لاعبي المنتخب الوطني

أشاد أمين عام اللجنة الأولمبية البحرينية عبدالرحمن عسكر بالمستوى الذي قدمه الفريقان في المباراة النهائية، وقال “قلت أثناء المباراة بأنها أعادتني بالذاكرة للأجواء الجميلة والمثالية في تصفيات كأس العالم، لقد كانت مباراة مثالية بكل ما تحملها الكلمة من معنى على مستوى المستوى الفني والالتزام السلوكي سواء من اللاعبين والجمهور، لقد كان نهائيا يعكس تطور ومستوى كرة اليد البحرينية وهذا الأمر الرائع”.

وأجاب عسكر عن سؤال “الوسط الرياضي” بشأن مستجدات ملف لاعبي المنتخب الوطني العاطلين بعد طلب السير الذاتية “هناك توجيه مباشر من سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة وأمين عام المجلس الأعلى للشباب والرياضة الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة لإيجاد حلول لهذا الملف واللجنة الأولمبية تعمل في كافة الاتجاهات من أجل ذلك، هؤلاء اللاعبون أبناؤنا ودورنا كلجنة أولمبية أن نساندهم، أريد أن أطمئنهم بأن العمل قائم وآمل التوفيق”.

لقطات من القمة الأهلاوية الباربارية

الشيخة حياة وعسكر والعقل وجمهور عريض

رعى المباراة النهائية عضو اللجنة الأولمبية البحرينية ورئيس اتحاد تنس الطاولة الشيخ حياة بنت عبدالعزيز آل خليفة وأمين عام اللجنة الأولمبية البحرينية عبدالرحمن صادق عسكر وعضو اللجنة الأولمبية البحرينية ورئيس اتحاد اليد علي عيسى.

- شهدت المباراة حضورا جماهيريا غفيرا من أنصار الفريقين بالأخص جمهور النادي الأهلي الذي ملأ المدرج المقابل للمنصة الرئيسية بالكامل، وبدأ توافده قبل نحو ساعة من الانطلاقة ووصل العدد القياسي مع البداية، وكان الجمهورين قمة في الإلتزام.

- في مشهد مثالي، قام لاعبو الفريق البارباري بعد انتهاء المباراة بتحية الجمهور الأهلاوي، وقام بعد ذلك لاعبو الفريق الأهلاوي بعد انتهاء أفراحهم بالتوجه للجمهور البارباري لتحيته أيضا.

- شهد المباراة النهائية الممثل الكويتي المعروف عبد الرحمن العقل وقام بالتقاط الصور التذكارية مع لاعبي الفريق الأهلاوي في المنصة وبعد ذلك على أرضية الملعب وأستغل الجمهور تواجده لالتقاط الصور التذكارية.

- قام لاعبو النادي الأهلي لكرة الطائرة المتوجون بـ “الثنائية” الدوري وكأس سمو ولي العهد بالتواجد والوقوف خلف فريق كرة اليد، بعد ذلك التقطوا صورة جماعية مع الفريق.

تيسير والتاجر: الخبرة وإصابة المقابي هزمتنا

أشار حارس باربار تيسير محسن إلى أن إصابة محمد المقابي منتصف الشوط الثاني وعدم تمكن محمود عبدالقادر من المشاركة في هذا الشوط السبب الرئيسي وراء فقدان التقدم في الدقائق الحاسمة، مضيفا “أكملنا المباراة بلاعبينا الشباب الذين لا يملكون الخبرة على العكس من الأهلي، لقد كانت المباراة قوية والظروف لم تخدمنا أبدا ولكن لابد من الإشادة بزملائي اللاعبين على ما قدموه فقد كانوا قريبين جدا من الكأس”.

من جانبه، قال المدرب المساعد أحمد التاجر “ما حدث في الدقائق الأخيرة لنا طبيعي جدا، خسرنا المقابي في الوقت الهام، تمكنا من إيجاد بديل محمود عبدالقادر في الشوط الثاني ولكن المقابي تعويضه صعب في تلك الدقائق، بعد خروج المقابي كان هناك خطأين عكسيين ضدنا أعاد الأهلي للتعادل، كجهاز فني راضين كل الرضا عن الأداء وسعدا بأداء لاعبينا رغم الخسارة”.

صلاح: احترقت خارج المستطيل الأخضر

قال حارس الأهلي المصاب صلاح عبدالجليل الذي لم يشارك لإجرائه عملية الرباط الصليبي بأنه “أحترق” وهو يتابع المباراة خارج المستطيل الأخضر، مضيفا “لأول مرة في حياتي مع النادي أجد نفسي في هذا الموقف أن أكون بعيدا في مباراة هامة كهذه، المباراة كانت ممتعة ولم تأت بسهولة لنا، لقد كان زملائي أوفياء لي فقد وعدوني بأنهم لن يخرجوا من النهائي إلا بالكأس ليهدوه لي، أشكرهم على المجهود الذي بذلوه وهو ليس بغريب عليهم فالأهلي لا يستطيع أن يلعب النهائي من دون أن يحقق الذهب، هم رجال المواقف الصعبة وأنا فخور بهم وأبارك للجماهير ومنتسبي النادي”.

مجدي ميرزا: النهائي مثالي في كل شيء

شدد رئيس جهاز النادي الأهلي مجدي ميرزا على أن المباراة النهائية كانت مثالية في كل شيء، موضحا “المستوى الفني والروح العالية للاعبي الفريقين والحضور الجماهيري كان مميزا جدا، المباراة كانت سجالا بيننا وبين باربار ونجح لاعبونا ولله الحمد في حسمها في الوقت المناسب لخبرتهم في التعامل مع مثل هذه الظروف، ليس المهم أن نتقدم طوال المباراة، المهم هو أن نحسمها وكيف نحسمها، الفريق مر بمرحلة من التراجع بداية الشوط الثاني بسبب إضاعة الفرص والإيقافات ولكنه تماسك وهذه قيمة الفريق الحقيقية، شكرا للاعبين على ما قدموه وأبارك لجميع الأهلاوية التتويج بـ (الثنائية)”.

البرنس: كانت أصعب مباريات الموسم

رفض حارس الأهلي الدولي محمد عبدالحسين أن يكون الأهلي قد أدى مباراة دون المستوى فنيا، موضحا “هناك من يعتقد بأن الأهلي إذا لم يتقدم بفارق 10 أهداف فهو بعيد عن مستواه، الواقع أننا لعبنا مباراة نهائية أمام فريق يلعب بروح عالية لم يصل لهذه المرحلة منذ سنوات ويريد أن يكون بطلا وهذا حق مشروع له، لا يمكن أن نلعب طوال المباراة بالمستوى الأفضل، من الطبيعي أن ينخفض الأداء، ولكن المعيار الحقيقي هو قدرتنا على العودة وهذا ما يثبت معدن الفريق وإمكانياته العالية، أبارك لجميع الأهلاوية بالأخص الذي وقف معنا من بداية الموسم”.

محمد ميرزا: أحرجنا أنفسنا ولكن

أكد لاعب الأهلي الدولي محمد ميرزا أن فريقه أحرج نفسه بنفسه بإهداره الفرص مطلع الشوط الثاني، وقال أيضا “لو استغلينا تلك الفرص لكانت مسيرتنا في المباراة مختلفة كليا، استغل باربار تلك الأخطاء واستطاع التعادل ثم التقدم بفارق هدفين، الفريق أثبت كعبه العالي وإمكانياته لذلك في الوقت الذي كان من المفترض أن يعود لحسم الأمور عاد بكل قوة وتمكن من العودة للمقدمة والحسم قبل الدقيقة الأخيرة، أبارك للوالد والوالدة ولزوجتي ولكل الأهلاوية هذا التتويج المستحق”.