ترشح التوقعات البرازيل للفوز على المكسيك في لقائهما بالجولة الثانية من دور المجموعات في كأس العالم لكرة القدم اليوم (الثلثاء) في فورتاليزا إلا أن الفريق الضيف أيضا يملك كل أسباب الثقة في النفس وفي القدرة على الصمود في مواجهة أصحاب الأرض.
وسبق للمكسيك التفوق على البرازيل في مباريات كبيرة مثل الفوز 4/3 في نهائي كأس القارات في 1999 وفي نهائي دورة الألعاب الاولمبية في لندن قبل عامين 2/1.
وشارك في المباراة الاولمبية عدة لاعبين يتوقع مشاركتهم الثلثاء مثل نيمار واوسكار وتياغو سيلفا من البرازيل ومهاجم المكسيك اوريبي بيرالتا الذي لعب دورا بارزا في فوز فريقه في العاصمة البريطانية.
ولابد أن البرازيل تفكر في كل ذلك بينما تسعى لتحقيق فوزها الحادي عشر على التوالي.
وفي القاعدة التدريبية لمنتخب البرازيل السبت قال لاعب الوسط اوسكار الذي تألق في فوز فريقه 3/1 على كرواتيا في مباراة الافتتاح: «نحن نعرف أن منتخب المكسيك فريق جيد وهو دائما ما يسبب صداعا لمنتخب البرازيل والأمر لن يختلف عندما يلتقي الفريقان في المباراة القادمة».
وأضاف لاعب تشلسي الانجليزي قوله: «لاعبو المكسيك يجيدون التقدم والهجوم وهم في منتهى السرعة في الهجمات المرتدة. التدريبات التي سنجريها هذا الأسبوع استعدادا للقاء المكسيك ستكون مختلفة عن تدريباتنا التي سبقت مواجهة كرواتيا لان المكسيك تلعب بطريقة مختلفة تماما عن كرواتيا».
وستخوض المكسيك مباراتها المقبلة بروح معنوية عالية بعد فوزها 1/صفر على الكاميرون في بداية مسيرتها في البطولة الجمعة الماضي وبعد التشجيع الكبير من جانب جماهيرها المرافقين.
أما البرازيل ففازت 22 مرة خلال 38 مواجهة مع المكسيك كان آخرها بنتيجة 2/صفر قبل عام بالتمام والكمال وفي الاستاد نفسه ضمن كأس القارات.
ويتوقع أيضا أن يركز الفريقان والمشجعون حول العالم على أداء الحكم واللاعبين على حد سواء.
وحصلت البرازيل على ركلة جزاء مثيرة للجدل في توقيت حساس في مباراتها الأولى ما أثار حديثا عن تحيز لصالح أصحاب الأرض في حين أظهرت الإعادة التلفزيونية إلغاء هدفين للمكسيك قبل أن تحرز هدف الفوز في شباك الكاميرون.
ولطالما كانت المواجهات بين الطرفين حماسية وهناك علاقة تاريخية بين الفريقين تعود إلى العام 1970 عندما توجت البرازيل بطلة للعالم على حساب ايطاليا (4/1) وبمؤازرة هائلة جدا من الجمهور المكسيكي الذي اجتاح الملعب بعد صافرة النهاية ليحتفل مع بيليه ورفاقه بالتتويج.
وقد عرفت الكرة المكسيكية نجاحات مميزة على حساب نظيرتها البرازيلية بدءا من الكأس الذهبية العام 1996 حين قرر المسئولون البرازيليون الاعتماد على الفريق الاولمبي.
وشهدت موقعة النهائي بمدينة لوس انجليس فوز المكسيك بقيادة لويس غارسيا وكواتيموك بلانكو 2/صفر، وتكرر السيناريو ذاته في المسابقة نفسها العام 2003، إذ أضاع روبينهو وكاكا وأصدقاؤهما اللقب، وانهزموا بملعب ازتيكا بالهدف الذهبي.
ولا يتوقف هذا الأمر على مسابقة الكأس الذهبية إذ كان ملعب ازتيكا شاهدا على نهائي كأس القارات 1999 حين تفوقت المكسيك على كتيبة ديدا واليكس ورونالدينيو ورفاقهم 4/3، وكانت هناك موقعة نهائي كأس العالم تحت 17 سنة في البيرو العام 2005 حين خرجت المكسيك فائزة بثلاثية نظيفة بوجود نجم المنتخب الحالي جيوفاني دوس سانتوس.
وكان الانتصار الملفت الأخير للمكسيك على البرازيل في صيف 2012 حين مني «اوريفيردي» بخيبة أمل جديدة في الألعاب الاولمبية وفشل في إحراز ذهبيته الأولى على رغم وجود نيمار واوسكار وهولك، وذلك بخسارته 1/2 على رغم افتقاد «تريكولور» إلى جيوفاني دوس سانتوس بسبب الإصابة.
وصرح المدرب المكسيكي لويس فرناندو تينا بعد ذلك التتويج: «يكون أداء فريقينا أفضل ضد المنتخبات الكبرى، وهذا ما حدث اليوم. وينطبق هذا الأمر بشكل خاص على البرازيل، إذ يلجأون عادة إلى اللعب المفتوح، مما يزيد من حماسنا ويساعدنا.»
بينما أثنى المدير الفني البرازيلي السابق مانو مينيزيس على زميله بالقول: «واجهونا من دون خوف لسبب بسيط، وهو أنهم يمتلكون القدرة على ذلك. لديهم جيل موهوب، كما ساعدهم وجود 3 لاعبين مجربين (كارلوس سالسيدو وخوسي كورونا وجيوفاني دوس سانتوس) على التطور بشكل أفضل. لقد تطور هذا البلد كثيرا في العقود الأخيرة، وأضحى اليوم قوة كروية على الصعيد العالمي.»
وقد تحدث مدرب المكسيك ميغيل هيريرا عن العلاقة التي تربط بلاده بالبرازيل، قائلا لموقع الفيفا: «كنا شاهدين على سحر البرازيليين في غوادالاخارا (خلال نهائيات 1970)، كما شجعهم المكسيكيون في 1986. يحظى سيليساو عندنا بإعجاب خاص بسبب البطولتين العالميتين اللتين خاضهما على أرضنا»، وأضاف «انه لشرف كبير لنا أن نلعب في بلاد السامبا لكن من الصعب أن يشجعونا بسبب تواجدنا في المجموعة نفسها. سيكون من الرائع أن يحجز الفريقان تذكرة العبور إلى الدور الثاني. لا شك بأن الجمهور البرازيلي سيدعمنا بعد خوضنا مباراة الجولة الثانية (ضد البرازيل) كما سنحظى أيضا بتشجيع جماهيرنا التي ستتوافد بأعداد غفيرة».
وعن المباراة ضد البرازيل، قال هيريرا: «لا اشك بأننا نرفع مستوانا أمام المنتخبات القوية، وهذا ما أثبتناه دائما. عندما تتواجه المكسيك مع البرازيل فوق أرضية الملعب تحاول دائما الظهور بمستوى جيد. في المباراة الأخيرة في بطولة كأس القارات خسرنا بنتيجة صفر/2 لكن الهدف الثاني جاء في وقت متأخر. لعبنا مباراة جيدة وكنا على وشك تحقيق التعادل في العديد من المناسبات».
واعتبر هيريرا إن نيمار يشكل التهديد الأكبر لفريقه، مضيفا «انه اللاعب الأكثر موهبة في البرازيل ونجم الفريق الأول والبطولة تقام أمام جماهيره. هنا يعشقونه تماما. يجب أن نكون حذرين للغاية عند مراقبة لاعب من هذا الحجم. يجب أن نمنع وصول الكرة إليه. هذه هي أفضل طريقة (لإيقافه). عندما تكون الكرة بحوزته يمكن أن يصنع الفارق. بإمكانه التخلص من لاعب أو لاعبين أو حتى 3 لاعبين بمراوغاته السحرية. لهذا يجب علينا منع حدوث ذلك وتجنب وصول الكرة إليه، هذا الأمر من أولوياتنا».
العدد 4301 - الإثنين 16 يونيو 2014م الموافق 18 شعبان 1435هـ
النجم الاول للبرازيل
المنتخب البرازيلي يعتبر المرشح الاول للفوز بالبطولة تحت قيادة نيمار وجوزيف سيب بلاتر! الاول يمكن مراقبته والحد من خطورته, اما الثاني فيستحيل مراقبته تحت اي ظرف لانها يتحرك بدون كرة ويستبب في فتح ثغرات خطيرة كما فعل في ركلة جزاء الغريبة والهدف الثالث الاغرب في مباراة كرواتيا!!!