العدد 4301 - الإثنين 16 يونيو 2014م الموافق 18 شعبان 1435هـ

محققون بالأمم المتحدة يحذرون من حرب طائفية أوسع نطاقا في العراق وسوريا

قال محققون متخصصون في قضايا حقوق الانسان بالأمم المتحدة في تقرير صدر اليوم الثلثاء (17 يونيو / حزيران 2014) إن الشرق الأوسط يبدو على حافة حرب طائفية أوسع نطاقا تشمل العراق وسوريا مع قيام مقاتلين متشددين بعمليات خطف وتعذيب وقتل للمدنيين.

وأخرج مقاتلو تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام -الذي يستلهم نهج القاعدة- الجيش العراقي من شمال العراق في الأسبوع الماضي وضم المنطقة إلى مساحة كبيرة من الأراضي سيطر عليها في شرق سوريا خلال الحرب الأهلية الدائرة هناك.
وقال فيتيت مونتاربورن خبير القانون الدولي الذي شارك في التحقيق "توقعنا منذ فترة طويلة مخاطر امتداد الصراع على الجانبين وهو ما يتحول الآن إلى صراع إقليمي."
وأضاف "ربما نكون على أعتاب حرب اقليمية وهذا أمر يقلقنا للغاية."
وقالت نافي بيلاي مسؤولة حقوق الانسان بالأمم المتحدة أمس الاثنين (16 يونيو 2014) إنه يكاد يكون من المؤكد ارتكاب قوى متحالفة مع تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام جرائم حرب بإعدام مئات الرجال غير المقاتلين على مدى الأيام الخمسة الماضية.
وجاء في تقرير قُدم لمجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة اليوم الثلاثاء أن أموالا ومتشددين سنة أجانب تدفقوا على سوريا حيث ترتكب فصائل مناهضة للحكومة ومن بينها تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام عن عمد انتهاكات بحق مدنيين في مناطق تسيطر عليها.
وقال التقرير فيما يتعلق بسوريا إن أعدادا متنامية من المقاتلين المتشددين لا يستهدفون السُنة فحسب في المناطق التي يسيطرون عليها لكنهم يستهدفون أيضا الشيعة والعلويين والمسيحيين والأرمن والدروز والأكراد.
ويشير التقرير إلى استهداف المتشددين السُنة لمدنيين سُنة من خلال أمور منها إجبار النساء على ارتداء الحجاب وفرض تفسيرهم لأحكام الشريعة والانتقام من السنة الذين خدموا في الجيش السوري.
والأقلية العلوية الشيعية التي ينتمي لها الرئيس السوري بشار الأسد هي الطائفة التي تهيمن على مقاليد الحكم في البلد منذ عشرات السنين.
ذكر التقرير أن تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام خطف ما يقرب من 200 مدني كردي في هجوم على مدينة حلب في نهاية مايو أيار.
وأجرى الفريق الذي ضم نحو 20 محققا من الأمم المتحدة مقابلات مع ثلاثة آلاف سوري داخل سوريا أو في دول مجاورة عبر سكايب.
وحصل فريق التحقيق على آلاف الصور التي نشرت في يناير كانون الثاني وسربها مصور سابق بالشرطة العسكرية السورية قال إنها تظهر أشخاصا يعذبون ويقتلون في مراكز احتجاز تديرها الحكومة.
وقال كبير المحققين البرازيلي باولو بينيرو للصحفيين في جنيف "تلقينا في الآونة الأخيرة وبدأنا تحقيقا بشأن الآف الصور لجثث أشخاص يزعم أنهم قتلوا في منشآت عسكرية حكومية بسوريا. كثيرون في حالة هزال وكلهم تقريبا تبدو عليهم آثار انتهاكات مروعة مثل الخنق والبتر والجروح المفتوحة والحروق والكدمات."
وذكر المحققون أنهم وثقوا جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية ارتكبتها جميع الأطراف ووضعوا أربع قوائم سرية بأسماء المشتبه بهم لاستخدامها في أي ملاحقات قضائية مستقبلا.
وقالت عضو فريق المحققين كارلا ديل بونتي "العدالة..لا تظهر. لا أحد. نعم نتحدث عن العدالة لكننا في الواقع نؤدي عملنا لكننا نحفظ بياناتنا.. نحفظ أدلتنا ولا يحدث شيء. وهذا بالنسبة لي يمثل مأساة للعدالة على الصعيد الدولي."





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً