العدد 4306 - السبت 21 يونيو 2014م الموافق 23 شعبان 1435هـ

كيري: أمريكا تريد عراقا لا يقصي أحدا لكنها لن تختار حكامه

قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري اليوم الأحد (22 يونيو / حزيران 2014) إن الولايات المتحدة تريد أن يجد العراقيون قيادة لا تقصي أحدا لاحتواء حملة يقودها مقاتلون متشددون سنة لكن واشنطن لن تنتقي أو تختار من يحكم في بغداد.

وكان كيري يتحدث في بداية جولة بالشرق الاوسط بعد محادثات في القاهرة مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تناولت المخاوف الغربية بشأن حملة الحكومة المصرية على جماعة الاخوان المسلمين وتداعيات الأزمة في العراق.
وتشعر حكومات في الشرق الأوسط وخارجه بالقلق من السرعة التي طرد بها المقاتلون قوات رئيس الوزراء الشيعي نوري المالكي من اجزاء كبيرة من شمال وغرب العراق وتقدمهم نحو العاصمة.
وقررت الولايات المتحدة إرسال 300 مستشار عسكري أمريكي إلى العراق مما دفع الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي لاتهام واشنطن بمحاولة استعادة السيطرة على البلد الذي احتلته ذات يوم وأن يحكمه من يكون "طوع أمرهم" وهو اتهام نفاه كيري.
وقال كيري "الولايات المتحدة ليست مشاركة في انتقاء أو اختيار او الدفاع عن أي فرد او مجموعة من الأفراد لتقلد قيادة العراق." وأضاف "يرجع هذا للشعب العراقي وقد أوضحنا ذلك منذ اليوم الأول. الأمر يرجع لشعب العراق في اختيار قيادتهم المستقبلية."
وأضاف أن الولايات المتحدة لاحظت رغم ذلك استياء الأكراد والسنة وبعض الشيعة من القيادة الحالية في العراق وانها تريد أن يجد العراقيون قيادة " مستعدة ألا تقصي أحدا وأن تتقاسم السلطة."
وفي مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية المصري سامح شكري دافع كيري أيضا عن التدخل الأمريكي في الشرق الأوسط لدى سؤاله عما إن كانت السياسة الأمريكية تسببت في العنف الحالي في العراق وليبيا.
وقال "ما يحدث في العراق لا يحدث بسبب الولايات المتحدة فيما يخص الأزمة الحالية. الولايات المتحدة بذلت الدماء وعملت بجد على مدى سنوات لتوفير الفرصة للعراقيين لتكون لهم حكوماتهم الخاصة بهم."
وقال مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأمريكية إن من المتوقع أن يتوجه كيري إلى العراق قريبا بناء على طلب الرئيس باراك أوباما وانه سيبحث مع الدول الخليجية المنتجة للنفط هذا الاسبوع احتمالات تعطل الإمدادات جراء الصراع العراقي.
وقال وزير الخارجية المصري "مصر والولايات المتحدة بيشتركوا في القلق البالغ فيما يتعلق بالاوضاع الحالية في العراق ومن الاهمية ان يتم التنسيق بين البلدين والشركاء في الخليج لمواجهة التحديات والمخاطر."
وكيري أكبر مسؤول أمريكي يزور مصر منذ انتخاب السيسي في مايو أيار بعد نحو عام من إعلان قيادة الجيش عزل الرئيس السابق محمد مرسي المنتمي لجماعة الاخوان إثر احتجاجات حاشدة على حكمه.
تأتي الزيارة بعد يوم من حكم أصدرته محكمة مصرية بإعدام 183 من اعضاء ومؤيدي جماعة الاخوان المسلمين من بينهم محمد بديع المرشد العام للجماعة في قضية تتعلق بأعمال عنف اندلعت بمحافظة المنيا بصعيد مصر عقب عزل مرسي وقتل خلالها شرطي.
وقالت الولايات المتحدة إنها تتطلع للعمل مع حكومة السيسي لكنها عبرت أيضا عن قلقها ازاء انتهاكات واسعة لحقوق الانسان وقيود على حرية التعبير.
وقال كيري بعد وصوله بوقت قصير "هذه لحظة حرجة من التحول في مصر (و) التحديات الجسيمة."
وأضاف "هناك قضايا مثيرة للقلق... ولكننا نعرف كيفية التعامل معها."
ووفقا لبيان صادر من الخارجية المصرية أبلغ شكري نظيره الأمريكي بأن العلاقات بين الولايات المتحدة ومصر يجب أن تستند إلى "‭‭‭‭‭الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة وعدم التدخل في الشئون الداخلية‬‬‬‬‬."
وقال مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأمريكية إن واشنطن تشعر بالقلق من استخدام السلطات المصرية لأساليب سياسية وأمنية قاسية والتي قال إنها تحدث حالة من الاستقطاب داخل المجتمع المصري.
وأضاف للصحفيين خلال الرحلة إلى القاهرة "إنهم بطريقة ما يتسببون في اتجاه جوانب معينة من المجتمع المصري الى التطرف بطرق لا تدعم الاستقرار العام في مصر."
ومع ذلك أضاف المسؤول أن هناك "عددا قليلا من المؤشرات الواضحة على التحرك الايجابي" خلال الأسابيع الأخيرة ومن بينها اخلاء سبيل صحفي بقناة الجزيرة وخطوات لبدء التصدي للعنف الجنسي ضد المرأة ودعوة السيسي خلال الاجتماع الأول لحكومته لإعادة النظر في قانون حقوق الإنسان.
وكانت الولايات المتحدة تعتمد على مصر لعقود كحليف وثيق في الشرق الأوسط عقب اتفاقية السلام التي ابرمتها مع اسرائيل عام 1979 لكنها جمدت بنودا من مساعدات عسكرية سنوية لمصر قيمتها نحو 1.3 مليار دولار عقب عزل مرسي.
وقال المسؤول الكبير بالخارجية الأمريكية إن واشنطن افرجت عن مساعدات مالية معلقة قدرها 575 مليون دولار على مدى الأيام العشرة الماضية وستستخدم في سداد الالتزامات المتعلقة بالعقود الدفاعية الحالية.
كما قالت واشنطن إنها ستسلم عشر طائرات هليكوبتر هجومية من طراز أباتشي لمساعدة الجيش المصري على مواجهة المتشددين في شبه جزيرة سيناء.
وأضاف المسؤول إن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما أوضحت أن بقية الأموال التي تتطلب موافقة من الكونجرس على صرفها ستسلم إلى مصر بمجرد ظهور دليل على أن حكومة السيسي تتخذ مزيدا من الاجرات نحو الديمقراطية.
وقال المسؤول "القضاء رد فعل على المناخ السياسي الذي صنعته الحكومة".
وأضاف أن الولايات المتحدة لا تعتقد أن جماعة الاخوان المسلمين تشكل تهديدا أمنيا لمصر ولم تصلها أي معلومات عن وجود صلة مثبتة بينها وبين الجماعات الارهابية.
وتابع "نعتقد أن الحكومة المصرية تحتاج بالمعنى العام إلى أن يكون لديها منهج سياسي شامل ما يعني أنها بحاجة إلى إشراك الإخوان المسلمين وايجاد سبل للتواصل معهم."





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً