العدد 4309 - الثلثاء 24 يونيو 2014م الموافق 26 شعبان 1435هـ

أمية ناجي جبارة.. بطولة نادرة في مواجهة «داعش»

مستشارة محافظ صلاح الدين أرادت الثأر لأبيها وشقيقها

صورة تتداولها مواقع التواصل الاجتماعي لأمية جبارة
صورة تتداولها مواقع التواصل الاجتماعي لأمية جبارة

بغداد - صحيفة الشرق الأوسط 

تحديث: 12 مايو 2017

لم يحالف الحظ أمية ناجي جبارة في الفوز بانتخابات مجالس المحافظات التي جرت العام الماضي في محافظة صلاح الدين، على الرغم من انتمائها إلى واحدة من كبرى العشائر هناك (عشيرة الجبور).

وبينما بدا أن موقع مستشارة محافظ صلاح الدين لشئون المرأة أقل من استحقاقها طبقا لطموحاتها وجرأتها، فإنها لم تتوان عن اختبار هذه الشجاعة في مواجهة بدت ثأرية مع «داعش» الذي قتل أيام كان اسمه «القاعدة» عددا من أفراد عائلتها وفي مقدمتهم والدها الشيخ ناجي جبارة الذي اختطفه التنظيم بعد عودته من أداء فريضة الحج وقتله عام 2006.

وبينما مثّل موت أمية مفارقة لم تكن محسوبة على صعيد مواجهة شهدت الكثير من الاختلال في التوازن حتى في بعده العسكري، حيث الانكسار الذي بدت عليه المؤسسة العسكرية العراقية في معركتي الموصل وتكريت، فإنه من جانب آخر جاء في وقت حفز فيه الجميع على إعادة النظر في مفاهيم المواجهة والبطولة والموت والتحدي.

وطبقا للحيثيات فإن أمية التي تظهرها الصور تحمل بندقية كلاشنيكوف، التي يجيد العراقيون، بمن فيهم غالبية من النساء، التعاطي معها، وهي تبتسم، جاء مقتلها بعد خوضها معركة وإن بدت الأخيرة بالنسبة لها، إذ لفظت أنفاسها على يد قناص. لكنها وطبقا لأبناء عشيرة الجبور لن تكون الأخيرة خصوصا أن عائلتها لها «ثارات» مع «القاعدة» بالأمس واليوم «داعش».

فبالإضافة إلى والدها الذي كان يشغل منصب رئيس مجلس محافظة صلاح الدين، فإن «القاعدة» سبق أن قتلت شقيقها عبد الله جبارة الذي قتل أثناء الهجوم الذي شنه التنظيم على مبنى مجلس محافظة صلاح الدين عام 2012.

أمية، التي نعاها رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، واصفا موتها بأنه تعبير عن «بطولة أسطورية»، قائلا إن «الشعب العراقي يثبت مرة أخرى قدرته على تسطير الملاحم التاريخية برجاله الشجعان ونسائه اللواتي أذهلن الإرهابيين ومن يقف خلفهم من فقهاء الظلام وشيوخ الفتنة بشجاعتهن النادرة»، حملت معها عدة مفارقات في وقت واحد، أولاها اسمها (أمية) الذي شكل مفارقة علاماتية في صلب المعركة التي يحاول الطائفيون من الفريقين منحها صبغة طائفية دون إرادة من أطلق عليها الاسم ودون إرادتها، حيث وجدت نفسها في حالة مجابهة دائمة مع عدو لا تتناقض مفاهيمه المعلنة على الأقل مع دلالات اسمها قليل الاستعمال في بيئة منقسمة مثل البيئة العراقية.

ولعل المفارقة الأكثر لفتا للنظر في قصة موت أمية هي أنها خاضت معركتها الأخيرة على تخوم ناحية «العلم» التي تنتمي إليها عائلتها وعشيرتها. وكانت نتيجة المعركة هي أنها قتلت ثلاثة من المهاجمين، في مواجهة بدت ثأرية لأبيها وأخيها ولها، بينما قتل المهاجمون سبعة من أفراد حمايتها. وبذلك بدا باب المواجهة الثأرية مفتوحا في مجتمع يجد نفسه في حالة حرب دائمة تكون المرأة ضحيتها الدائمة.      





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 6 | 6:32 ص

      ونعم النساء

      إلى جنات الخلد يا بطله ولعن الله داعش ومن يقف وراءهم من أشباه الرجال

    • زائر 4 | 5:20 ص

      فازت (نساء) إبها ومنها خابت (إرجال)

      والله يا داعش سيقاتلكم الكبار والصغار والرجال والنساء وبالسلاح وبالحجارة والعصي حتى يزول وبائكم عن هذه الأمة

    • زائر 3 | 5:13 ص

      رحمة الله عليها وأخذ الله بثأرك

      المرأة هذه بنت عشيرة معروفة وبنت العراق كله وهي للعلم "سنية" لذالك فلابد ان تعلنوا ان داعس والقاعدة تستهدف الجميع دون تفرقة فلابد من الإتحاد

    • زائر 2 | 3:52 ص

      انا لله وانا اليه راجعون

      الله يفرج عن العراق و تنصلح احوالهم

اقرأ ايضاً