أفاد تقرير صادر عن بعثة الأمم المتحدة في أفغانستان بأن السبب الرئيسي لوقوع قتلى ومصابين بين المدنيين خلال العام الحالي هو القتال بين أطراف الصراع على الأرض.
ومع زيادة عدد الضحايا خلال الستة أشهر الأولى من العام الحالي مقارنة بنفس الفترة من عام 2013 دعت مديرة وحدة حقوق الإنسان في بعثة الأمم المتحدة في أفغانستان جورجيت غانيون جميع الأطراف إلى حماية المدنيين والامتثال لالتزاماتها وفق القانون الإنساني.
وما يلي نص الحوار مع جورجيت عانيون:
غانيون: للأسف وجدنا أن الصراع هنا اتخذ منعطفا خطيرا للمدنيين بزيادة عدد الضحايا منهم بنسبة أربعة وعشرين في المائة بالمقارنة مع الأشهر الستة الأولى من عام 2013. وللمرة الأولى نوثق أن العدد الأكبر من الضحايا وقع من جراء التقاتل على الأرض بين أطراف الصراع. في السابق كان العدد الأكبر من الضحايا المدنيين يقع من جراء العبوات المنفجرة.
هل تمكنتم من توثيق السبب وراء هذا التغير؟
غانيون: نعم، تفيد تحليلاتنا أن ذلك يعود إلى الطبيعة المتغيرة للصراع هنا في أفغانستان، هناك مزيد من القتال على الأرض وخاصة بين القوات الأفغانية والمتمردين، ويحدث هذا في أماكن أكثر في المناطق المأهولة بالمدنيين قرب ملاعب الأطفال والأسواق. يرتبط هذا الأمر أيضا بانسحاب القوات الدولية وعدم توفر القصف الجوي و أنواع الذخيرة الأخرى. لذا أصبح القتال قرب المنازل باستخدام قذائف الهاون وقنابل الدفع الصاروخي والأسلحة الصغيرة.
هل أصبح المدنيون مستهدفين بشكل أكبر أم أن القتال قد انتقل إلى المناطق المدنية؟
غانيون: إنه مزيج من الأمرين معا، إن المتمردين يستهدفون المدنيين بشكل متعمد، وقد اعترفوا بذلك في تصريحات علنية على موقعهم الإلكتروني. أيضا ينتقل القتال بشكل متزايد إلى وسط المدن، ويشكل المتمردون مجموعات هجومية كبيرة تحاول اختراق وسط المدن التي تحاول القوات الأفغانية الحفاظ عليها.
ذكر التقرير أن الأطفال والنساء يتحملون عبء الصراع، كيف تجسد هذا على الأرض؟
غانيون: نعم، لقد رأينا زيادة كبيرة لمقتل وإصابة النساء والأطفال هذا العام، غالبيتهم كانوا عالقين في الاشتباكات المتبادلة على الأرض.
ما الذي يقوله هذا الاتجاه عن المستقبل في أفغانستان، وما هي توصياتكم؟
غانيون: على أطراف الصراع، وخاصة المتمردين، فعل المزيد لحماية المدنيين وعدم إطلاق قذائف الهاون وقنابل الدفع الصاروخي بشكل عشوائي على المساجد وملاعب الأطفال وأيضا عدم استخدام العبوات المنفجرة العشوائية وغير القانونية التي تعد السبب الثاني الرئيسي لوقوع الضحايا. يتعين على جميع الأطراف فعل المزيد للامتثال لالتزاماتها وفق القانون الإنساني لحماية المدنيين.
