العدد 4326 - الجمعة 11 يوليو 2014م الموافق 13 رمضان 1435هـ

البرازيل تبحث عن فوز معنوي لمصالحة الجماهير

في مباراة لا تريدها هولندا واعترض عليها فان غال

بعد الهزيمة المذلة للبرازيل أمام ألمانيا فإن أي شيء غير الفوز السبت في مباراة تحديد المركز الثالث أمام هولندا سيزيد من أوجاع وآلام الدولة المضيفة لكأس العالم لكرة القدم.

وخسرت البرازيل 7/1 أمام ألمانيا لتتحطم آمالها في التتويج باللقب للمرة السادسة في تاريخها والأولى على أرضها وهو ما تسبب في أجواء كئيبة في كافة أرجاء البلاد.

وما قد يزيد من أوجاع جماهير البرازيل أن الأرجنتين جارتها وغريمتها التقليدية يمكنها أن تنتزع اللقب عندما تخوض النهائي الأحد أمام ألمانيا في ريو دي جانيرو.

وإذا كان احتلال المركز الثالث في نهائيات كأس العالم يعتبر انجازا كبيرا لمنتخبات مثل أميركا (1930) والسويد (1950 و1994) والنمسا (1954) وتشيلي (1962) وبولندا (1974 و1982) أو كرواتيا (1998) وتركيا (2002)، فانه يعتبر فشلا بالنسبة للمنتخبين البرازيلي المضيف والهولندي وصيف النسخة الماضية.

ولطالما كانت مباراة المركز الثالث هامشية بالنسبة للكبار لكن أنظمة البطولة تنص على إقامة مباراة ثالثة كان مدرب هولندا لويس فان غال من معارضيها تماما بعد خروج فريقه من الدور نصف النهائي أمام الأرجنتين بركلات الترجيح، مشيرا إلى انه طالب بإلغاء هذه المباراة منذ 10 أعوام!

وعلى رغم أن المركز الثالث ربما يمثل تعويضا ضئيلا لكثيرين فإن البرازيل ومدربها لويز فيليبي سكولاري يجب عليهما التعامل بجدية بالغة مع المباراة، لكن مدرب هولندا لويس فان غال أشار إلى عدم جدوى مباراة المركز الثالث وهو ما يزيد من الضغوط الواقعة على البرازيل. وبعد الهجوم الشديد عليه من وسائل الإعلام المحلية بسبب الهزيمة القاسية أمام ألمانيا وصف سكولاري ما حدث بأنه أسوأ يوم في حياته ومن المتوقع بقوة رحليه مع جهازه المعاون سواء فازت البرازيل على هولندا أم لا. وقال سكولاري: «يوجد عقد بيننا. حتى مباراة السبت وبعد ذلك ربما سنجتمع من أجل ترتيب الأمور»، وأضاف «سأواصل حياتي وسيواصل اللاعبون مشوارهم من أجل الفوز ويجب علينا أن نستمر»، وتابع «يجب على التاريخ تسجيل أن البرازيل وصلت إلى قبل النهائي للمرة الأولى منذ 2002».

ونال فان غال انتقادات بعدما فشلت هولندا في تسجيل أي هدف في دور الثمانية أمام كوستاريكا أو قبل النهائي أمام الأرجنتين على رغم أن الفريق استهل مشواره في البطولة باكتساح اسبانيا حاملة اللقب 5/1.

وفازت هولندا على كوستاريكا بركلات الترجيح لكنها خسرت بالطريقة نفسها أمام الأرجنتين التي تصدى حارسها سيرجيو روميرو لمحاولتين.

وأعلن فان غال في مؤتمر صحافي انه «من المفترض عدم إقامة» مباراة تحديد المركز الثالث وأشار إلى انه كان يقول الأمر نفسه منذ 10 سنوات.

وقال فان غال الذي سيتولى مسؤولية مانشستر يونايتد الانجليزي بعد كأس العالم: «لكن أعتقد أن أسوا شيء هو أن يخسر المرء مرتين متتاليتين»، وأضاف «وفي بطولة ظهر فيها الفريق بشكل جيد للغاية سيعود إلى دياره وهو مهزوم لأنه ربما يخسر آخر مباراتين وهذا ليس له علاقة بالرياضة من وجهة نظري»، وتابع «لذلك فإنه من المفترض عدم إقامة مباراة تحديد المركز الثالث وخصوصا في بطولة لكرة القدم لأنه توجد جائزة واحدة مهمة وهي التتويج باللقب».

ولم يسبق لهولندا الفوز بكأس العالم على رغم صعودها إلى النهائي 3 مرات. وخسرت هولندا أمام ألمانيا الغربية في 1974 ثم أمام الأرجنتين في 1978 وأمام اسبانيا قبل 4 سنوات في جنوب إفريقيا.

وإذا كان فان غال يرى بان المركز الثالث «مضيعة للوقت»، فان هناك غالبية ساحقة من المنتخبات «الصغيرة» التي تحلم به وتعتبره انجازا كبيرا لو تحقق على غرار تركيا التي فاجأت الجميع العام 2002 بوصولها إلى نصف النهائي ثم إحرازها المركز الثالث على حساب مفاجأة أخرى متمثلة بكوريا الجنوبية، شريكة الضيافة مع اليابان حينها.

فلهذه المباراة قصتها «العزيزة» بالنسبة لمنتخبات مثل يوغوسلافيا السابقة التي تعتبر نفسها «مظلومة» لعدم ذكرها مع أميركا كصاحبة المركز الثالث في النسخة الأولى العام 1930 والتي لم تشهد مباراة لتحديد صاحب المركز الثالث.

وحصل هناك لغط كبير حول المركز الثالث لمونديال 1930 الذي توجت به الاوروغواي على حساب الأرجنتين (4/2)، إذا ذكرت عدة مصادر بينها تقرير للاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» العام 1984 وبشكل خاطئ إن يوغوسلافيا فازت بالمركز الثالث بتغلبها على الولايات المتحدة 3/1. لكن تم تصحيح هذه المعلومة لاحقا من دون ذكر من الطرف الذي نال المركز الثالث.

وتحدث البعض عن انه كان مقررا إقامة مباراة المركز الثالث في تلك النهائيات التي استضافتها الاوروغواي بمشاركة 13 منتخبا (7 من أميركا الجنوبية و4 من أوروبا و2 من أميركا الشمالية وزعت على 4 مجموعات وتأهل بطل كل منها إلى نصف النهائي)، لكن يوغوسلافيا رفضت اللعب لأنها كانت مستاءة من التحكيم في مباراة نصف النهائي مع الاوروغواي (1/6).

وفي نهاية البطولة، نال كل من قائدي المنتخبين الأميركي (توم فلوري) واليوغوسلافي (ميلوتين ايفكوفيتش) ميدالية برونزية، لكن التقرير الصادر عن اللجنة الفنية في الفيفا العام 1986 خلال مونديال المكسيك صنف الولايات المتحدة ثالثة ويوغوسلافيا رابعة ولا يزال هذا التصنيف قائما حتى اليوم.

وبالتالي ستكون مباراة السبت الرابعة للبرازيل على المركز الثالث بعد 1938 (فازت على السويد 4/2) و1974 (خسرت أمام بولندا صفر/1) و1978 (فازت على ايطاليا 2/1)، والثانية فقط لهولندا بعد 1998 (خسرت أمام كرواتيا 1/2) حين تغلبت على البرازيل بالذات في الدور ربع النهائي بركلات الترجيح 4/2 بعد تعادلهما 1/1 في الوقتين الأصلي والإضافي بهدف لرونالدو (46)، مقابل هدف لباتريك كلويفرت (87) مساعد المدرب حاليا.

العدد 4326 - الجمعة 11 يوليو 2014م الموافق 13 رمضان 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً