انطلاقاً من السعي إلى المساهمة في خدمة المجتمع، والعمل على تنمية القيم الإجتماعية التي ترسى مفاهيم الأسرة البحرينية في نفوس الشباب، وتقديرا لدور كبار السن في تعليم الشباب كيفية العمل على النهوض بالأسرة البحرينية، والدور الحقيقي الذي يجب أن يلعبه الشاب البحريني في خدمة مجتمعه، إختارت مجموعة من شباب المرحلة الثانوية (دار يوكو لرعاية الوالدين) لقضاء 30 ساعة بينهم، وذلك لإنجاز ساعات الخدمة الإجتماعية المقررة على المرحلة الثانوية، كشريطة للتخرج.
التقت وكالة أنباء البحرين "بنا"، بهذه الشريحة لتتعرف على أسباب إختيارهم لدار يوكو للخدمة الإجتماعية، حيث أكد كل من عامر العتيبي وإسماعيل إسحاق وإبراهيم فزيع الطلاب بالمرحلة الثانوية بمدرستى الهداية والمحرق بمنطقة المحرق أن إختيارهم للخدمة الإجتماعية في دار للمسنين نبع من تقديرهم للدور الذي لعبه المسن في خدمة المجتمع، ورغبتهم في توصيل مفاهيم انسانية لكافة الشباب البحريني بأهمية دور المسن الذي يعد أساس الأسرة البحرينية، والذي أعطى لوطنه ولأسرته الكثير قبل التطور الذي حصده شباب اليوم، والذي كان نتيجة عمل المسنين ودورهم الكبير في المجتمع البحريني.
ويعلق عامر العتيبي " أعرف إنني في يوم من الأيام قد أصبح مسناً ولذلك كان علي أن اتعرف على عالم المسنين وأعرف احتياجاتهم وأخدمهم واتعلم منهم لأنني سأكون يوما في مكانهم"، بينما يؤكد إسحاق أنه تعلم من المسنين الكثير عن التراث البحريني، والتقاليد التي لم تسنح الفرصة للشباب البحريني تعلمها مضيفا" تعلمنا كيفية فنيال القهوة باليد اليمنى والدلة باليد اليسرى"، موضحا أن الشباب اذا لم يخالط المسنين ويجلس معهم ويحاورهم سوف يخسر الكثير.
ويرى فزيع أن المسنين أهل خبرة ومعرفة، مؤكداً أنه تجربة اجتماعهم اليومي بالمسنين والتحدث معهم ، جعلتهم يفهمون الحياة من خلال رؤية جديدة لم يعرفوها من قبل، معلقاً" نحن لا نجلس مع المسنين إلا عندما نزور بيوت أجدادنا، وهذه الزيارات قصيرة وخاطفة ولا تمنحنا الفرصة الحقيقية للتعرف على افكارهم وإحتياجاتهم، هؤلاء الذين بذلوا الكثير في إرساء قواعد القيم الإجتماعية، وحافظوا على الموروثات لهم حقوق علينا جميعا لابد أن نؤديها لهم".
وإذا كانت خدمة المجتمع تحتل مكانة مهمة في سلم التعليم المستمر في المجتمع خاصة، لما تتميز به من خصائص مفيدة وشاملة لشريحة عريضة من المجتمع في مجال التعليم وميدان العمل، وهي تعمل في إطار مجموعة من الأهداف التي توضع لرفع الكفاية الإنتاجية، ومواكبة متطلبات العصر ومواجهة تحدياته وذلك من خلال توظيف الخبرات المتميزة لأعضاء هيئة التدريس من كافة التخصصات في الجامعة لتحقيق هذه الأهداف، إلا أنها أيضا تساهم في ثقل وعي الشباب، وإدراكه بأهمية فئات المجتمع المختلفة، وبالدور المنوط بهم نحو هذه الفئة، ليظل المجتمع البحريني مجتمع محب متعاون ويظل الشباب البحريني يسعى لإرساء القيم المجتمعية الإنسانية.