نعيش ليالي رمضان الذي يهل هلاله بالخير والبركة على جميع الأمة الإسلامية، فالأجواء الرمضانية لها طابع خاص لدى الجميع، وحول كيفية استقبال هذا الشهر المبارك يتفنن فيها جميع المسلمين في كافة أقطار العالم الإسلامي، ففي البحرين تكون الأجواء الرمضانية لها مذاق خاص ومختلف، واستكمالاً منا لاستعراض أبرز اللوحات الرمضانية الجميلة في محافظات مملكتنا الغالية .

وبهذه المناسبة أشار محافظ الشمالية علي عبدالحسين العصفور ان الأجواء الرمضانية تختلف اختلافًا كبيرًا عن باقي الشهور فهو شهر طاعة وعبادة تكثر فيه مجالس الذكر والقرآن حيث يبتهل فيه المسلمين طلبًا للمغفرة والرحمة والعتق من النيران، وهذا الشهر له قدسية عظيمة فهو الشهر الذي انزل الله فيه القرآن وفيه ليلة خير من ألف شهر .
وكما تفتح في هذا الشهر المجالس الأهلية للقاءات والتزاور لزيادة الترابط وصلة الرحم، وفيه تكثر الغبقات الرمضانية والجلسات، فالأجواء في شهر رمضان لها طعم خاص ورائع مختلف عن باقي الشهور في السنة.
وقال نظراً للتطور السريع في الحياة اليومية بالنسبة للفرد والمجتمع فقد طبع ذلك على الشهر، فنرى ان العادات والتقاليد التي يحاول المجتمع البحريني بقدر المستطاع المحافظة عليها ، قد دخل عليها الكثير من المتغيرات من جميع النواحي، والسبب قد يكون العادات الدخيلة التي تنقلها المحطات التلفزيونية المختلفة وتجذب الجمهور من المشاهدين والمتابعين.
وحول دور المجالس الرمضانية فقد أوضح بان المجالس الرمضانية والديوانيات تعتبر بمثابة برلمانات يومية حيث يستطيع الجميع الأدلاء برأيه في كافة الممارسات الحياتية من النواحي السياسية والاقتصادية وغيرها من أمور تهم المجتمع المحلي، كما أنهم يرون في تجمعهم فرصة للتلاقي وتبادل الآراء ووجهات النظر التي تساهم في عملية البناء والتطور بالنسبة للمجتمع البحريني والذي فيه تتجاوز كل التعقيدات والرسميات حيث يستطيع الصغير الاستزادة من الأفكار والطروحات التي يبديها الكبار من أصحاب التجارب والخبرات، وبدون شك ان التواصل واللقاءات في الشهر الفضيل تزيد من التقارب في وجهات النظر ويعزز تأكيد النسيج الاجتماعي ولم الشمل، وقد حرصت المحافظات مؤخراً على تخصيص أيام في الأسبوع للمجالس الرمضانية وذلك لاستقبال الأهالي والتعرف على احتياجاتهم وأرائهم في البرامج التي تقدمها هذه المحافظات مما يسهم في تطويرها وعمليات الارتقاء بها.
وتابع المحافظ بان المحافظة بدأت في تنظيم الفعاليات لشهر رمضان هذا العام قبل فترة من دخوله، وذلك عن طريق إصدارها كتيب المجالس الرمضانية الأهلية في قرى ومناطق المحافظة، حيث قامت بطباعته وتوزيعه على كافة الجهات الرسمية والمجالس الأهلية لتوفر فرصة للجمهور للتعرف على مقاصدهم ووجهاتهم اليومية للتزاور والتلاقي، من ناحية أخرى قام فريق مختص بالإعداد للعديد من البرامج والفعاليات في إطار المناسبات الدينية ، بالإضافة إلى تنفيذ الإستراتيجية كلنا شركاء في السلام.
وكما يمكننا القول أن أهم وأبرز الفعاليات التي تنظمها المحافظة الشمالية هذا العام خلال شهر رمضان الكريم هو المجلس الرمضاني الأسبوعي الذي نستقبل فيه أهالي المحافظة بشكل أسبوعي ونتبادل معهم الأحاديث حول فوائد هذا الشهر الكريم، ونستمع إلى طلباتهم والمشاكل التي يواجهونها في الفترة الحالية من أجل إيجاد الحلول المناسبة لها، وكذلك يتم خلال المجلس تقديم المحاضرات الصحية بالتعاون مع مستشفى البحرين التخصصي.
وأيضا احتفلت المحافظة هذا العام بليلة القرقاعون لذوي الاحتياجات الخاصة والمصابين بمتلازمة داون بالتعاون مع مجمع النخيل بمنطقة سار، بالإضافة إلى مهرجان آخر خاص بالقرقاعون بالتعاون مع مجمع الكونتري مول، وفي الشهر الفضيل أيضاً لم ننسى أصحاب المشاريع الصغيرة حيث عملنا على تنظيم السوق الرمضاني للصناعات البحرينية المتناهية الصغر بالتعاون مع اونست هايبرماركت بمدينة حمد، كما توجت هذه البرامج بلقاء أهالي المحافظة مع جلالة الملك، حيث حضر هذا اللقاء لفيف من الأهالي والأعيان من قرى ومناطق المحافظة لتقديم احتياجاتهم وتأكيد التلاحم بين القيادة والشعب الوفي المخلص.
وقد اختتم محافظ المحافظة الشمالية حديثة بالدعوة الصادقة لاغتنام هذا الشهر، فهو شهر التسامح والمحبة والآلفة، شهر عند الله من أفضل وأعظم الشهور، نسأل الله ان يوفق الجميع لصيامه وقيامه وان يعيده على البحرين قيادة وحكومة وشعباً وهم في عز ورخاء وأمن وأمان واستقرار بفضل القيادة الحكومة لجلالة الملك وحكومته، وكل عام والجميع بخير.