الوسط - حسين الدرازي

على رغم ابتعاده عن اللعب لفترة مايقارب من موسمين كاملين، إلا أن نجم الكرة البحرينية اللاعب المعروف طلال يوسف حصل على جائزة أفضل في بطولة سمو الشيخ ناصر بن حمد الرمضانية السابعة لكرة القدم التي اختتمت مساء الاثنين الماضي مع فريقه فيكتوريوس الذي حقق البطولة أيضاً، إذ ظهر (الأنيق) بمستوى متميز في كل المباريات التي شارك فيها وهو ماجعله في طليعة لاعبيها رغم بلوغه سن السابعة والثلاثين، متفوقاً على الجميع.

وأيضاً من المستجدات بخصوص النجم طلال يوسف انه بات قريباً من ارتداء القميص الأبيض لنادي النجمة ليعود اللعب بشكل رسمي بعد انقطاع، وسيكون النجمة المحطة الخامسة للاعب بعد أن بدأ مشواره مع مدينة عيسى ثم الرفاع فالكويت الكويتي فمواطنه القادسية قبل أن يعود للرفاع، وطبعاً هو غني عن التعريف بالنسبة لمشاركته مع هذه الأندية والمنتخب الوطني وكان أحد (رموز) المنتخب في فترته الذهبية.

«الوسط الرياضي» التقى النجم (الأنيق) طلال يوسف في (حوارات رمضانية) وطرح عليه بعض الأسئلة، واللقاء مُقسم على أجزاء ومنها خوضه بطولة (ناصر7) وكذلك اقترابه من النجمة وعن الرفاع وخِتاماً عن المنتخب الوطني، وإليكم الحوار كاملاً:

لم أتوقع الأفضلية

بعد الغياب لسنتين تقريباً عن اللعب، هل توقعت الظهور بهذا المستوى المتميز والحصول على جائزة أفضل لاعب في ناصر7؟

- بصراحة لم أكن أتوقع ذلك، فأنا متوقف عن لعب كرة القدم بشكل شبه تام، ولكن بما أنني أعطيت الأخوان كلمة فقد بدأت معهم الإعداد قبل أسبوعين فقط من البطولة وبدأت تدريجياً أستعيد حساسية المباريات وهذا كله كان بتعاون اللاعبين وبتوجيهات الجهاز الفني وجميع من له يد في الفريق.

لكن ألم تكن هنالك صعوبة في التأقلم مع أجواء المباريات من جديد؟

- الصحة والعافية غير موجودة بحكم العمر «قالها وهو يضحك»، لكن الخبرة والفكر الكروي موجود، فأنا لعبت هذه البطولة بالخبرة ولذلك الفرق التي كانت تملك هذا العامل تفوقت على خيرها، ولولا الخبرة لما قدمت هذا المستوى وحصلت على جائزة أفضل لاعب في البطولة!.

لياقة عالية

طلال، لاحظنا لياقتك البدنية العالية في البطولة بعيداً عن الأمور الفنية، هل كنت تتدرب باستمرار خلال فترة التوقف؟

- كنت أتدرب في صالة رياضية فقط للمحافظة على لياقتي وصحتي دون لعب كرة القدم كما ذكرت، ولكن لم أكن ملتزماً تماماً، إذ أتدرب بشكل متقطع، ولكن عندما بدأت الإعداد للبطولة مع فيكتوريوس كنت ملتزماً بالتدريبات اليومية وهذا الأمر ساعدني على الظهور كما يجب.

كيف وجدت مستوى المنافسة في ناصر7 بعد أول مشاركة فيها؟

- هي بطولة كبيرة وتحمل اسماً غالياً على الجميع ولها أهدافها، وفي الحقيقة بالدور التمهيدي لم نواجه فرقاً قوية ولذلك كنا نتغلب بسهولة بالستة والخمسة، ولكن في الدور الثاني اختلف الوضع، فالمباريات كانت قوية للغاية رغم أننا فزنا بالثلاثة في دور الثمانية والأربعة بقبل النهائي، لكن تحس أن هنالك فرقاً متميزة تلعب ضدك والنهائي كان صعباً، ومايُميز البطولة كذلك إن بها لاعبين صغار السن ونشيطين ومن الممكن أن تستفيد منهم الأندية في السنوات القادمة.

عدت من أجل شريدة

هنالك تفكير جدي منك الآن للعودة للملاعب من بوابة النجمة، ما السبب الذي دعاك للعودة؟

- البعض يعتقد أن عودتي من أجل المال، لكنني أنفي ذلك تماماً، ولو كنت أسعى لهذا الأمر لما انقطعت عن اللعب، وأنا عندما انقطعت لم أكن أفكر بالعودة كلياً بسبب التقدم بالعمر والرغبة في إعطاء الفرصة للآخرين بالإضافة إلى عدم الرغبة في الالتزام بالتدريبات اليومية، ولكن من تحدث معي للانضمام للنجمة هو مدربهم الحالي الأخ الكبير سلمان شريدة، وفي الحقيقة شخص مثل سلمان لا أستطيع أن أرفض له أي طلب إطلاقاً مهما يكن، فهو أكثر من أخ بالنسبة لي، ودربني كثيراً في مشواري الكروي.

...وكيف كانت ردة فعلك في أول اتصال منه وأنت أصلاً لم تكن ترغب في العودة للعب؟

- سلمان شريدة تحدث معي وقال إنه يرغب في الاستفادة من خبرتي وخبرة اللاعبين الآخرين وإمكانات باقي اللاعبين لمساعدة النجمة على العودة للدرجة الأولى وأنا تفاجأت كوني مُبتعدا ولا أرغب في العودة ولكن أخجل أن أقول لا لأخ مثل سلمان شريدة، فطلبت منه مُهلة للتفكير، فقال لي لاتوجد لديك دقيقة للتفكير، فأنا طلبتك ولابد أن تقف معي، ولذلك أعطيته الموافقة (سلمان يخليك توافق غصب) لكنني لم أوقع معهم إلى الآن، رغم أن كل الأمور جاهزة من عقد وغيره من الأشياء الرسمية.

أعشق المغامرة والتحدي

هل ترى أن العودة للعب مُغامرة بعد توقف سنتين؟، وفي ظروف قاهرة لنادي النجمة من خلال التواجد في الدرجة الثانية؟

- إذا كنت تسميها مُغامرة فأنا أعشق المغامرات دون خوف، وإذا كنت تُسميها تحدياً فأنا أعشق التحديات أيضاً، وسأخوض هذه المغامرة والتحدي ومن المُمكن أن يصعد الفريق لأن هنالك عمل كبير من النادي والمدرب شريدة، وبالتالي حينها سيُكتب ذلك انجازاً لنا وننجح في هذه المغامرة!.

كنت مبتعداً نهائياً

نعلم ان مشوارك مع الرفاع انتهى بمشكلة أو سوء فهم، فلو كان الرفاع قد عرض عليك العودة هل ستلعب لهم من جديد؟

- كما ذكرت سابقاً، لم أملك رغبة في العودة لا للرفاع ولا غيره، فأنا ابتعدت نهائياً، ولكن أكرر أن شخص مثل سلمان شريدة لا أستطيع أن أرفض له طلباً فلذلك عدت، وبالنسبة للرفاع فقد عرضوا علي أكثر من مرة أن أكون مع الفريق مع الجهاز الإداري أو الفني بحكم قربي من اللاعبين وعلاقتي معهم لكنني لم أكن أرغب في ذلك.

الرفاع بعد التعاقدات الجديدة مع المحليين والمحترفين، هل تعتقد أنه سيسطر على البطولات المحلية الموسم القادم؟

- الفريق يملك إمكانات كبيرة من الأساس، والتعاقدات كانت على درجة عالية، فاللاعبون مميزون كثيراً، وبالتالي فإن الفريق من المفترض أن يسيطر على البطولات، وألا يكتفي بذلك بل ينظر للبطولات الخارجية أيضاً، وطبعاً كل شيء مرتبط بالتوفيق.

تدربت على يد البرتغالي جاريدو في القادسية الكويتي ثم في الرفاع، كيف ترى عودته للرفاع من جديد؟

- جاريدو مدرب جيد، ولم أر منه أي شيء خطأ، وهو يملك فكراً كروياً بالإضافة للتكتيك، ولكن موضوع التوفيق أمر هام، فلو تجلب أفضل مدرب في العالم ولا تتوفق معه والأمثلة على ذلك كثيرة في كل العالم.

لا أعرف المنتخب الحالي

منتخبنا مُقبل على مشاركتين، كأس الخليج في نوفمبر/تشرين الثاني وكأس آسيا في يناير/كانون الثاني 2015، برأيك، إلى أين سيصل منتخبنا في المنافسة على البطولتين؟

- بصراحة لا أملك فكرة كاملة عن المنتخب حالياً ولا عن كل الأسماء الموجودة فيه ولذلك لا يُمكن أن أحكم على شيء، فآخر متابعاتي للمنتخب وحضوري كان في خليجي 21 بالبحرين، ولكن بكل تأكيد أتمنى للأحمر التوفيق والوصول لمراحل متقدمة في المنافسة، وإن شاء الله يفرح الجمهور البحريني بتحقيق أي بطولة قادمة.

هل كنت مؤيداً لفكرة التعاقد مع مدرب صغير في السن (الانجليزي أنتوني هيدسون) ولم يسبق له تدريب أي منتخب؟

- لا أعتقد أن العمر له أهمية في هذا الأمر، وهنالك مدربون صغار في السن ويملكون تكتيكاً وفكراً كروياً مميزاً، فنحن يجب أن ننظر إلى ما يُقدمه الشخص لا إلى عمره، وأهم شيء أن اللاعبين يرتاحون له، فمتى ما ارتاحوا له وخصوصاً من الجانب النفسي فإنهم سيقدمون أفضل مالديهم، وأنا أتمنى له التوفيق مع الأحمر.

معنى كلامك إن اللاعب البحريني يجب الاهتمام بالأمور النفسية بالنسبة له في المقام الأول؟

- أهم شيء للاعب البحريني هو الجانب النفسي، فهو ليس مُحترفا، ومتى ما ارتاح نفسياً فسيكون في قمة عطائه، وكلنا نتذكر كيف أن سعد رمضان ومحمد الشملان هما من حببانا في كرة القدم عندما كنا نلعب في مدينة عيسى، وكنا ننتهي من التدريب الساعة 8 ونبقى في النادي إلى 11 تقريباً، نلتقي و(ندردش) في كل شيء، وهم يهتموا بنا كثيراً ويصلون إلى بيوتنا عندما نتغيب عن التدريبات، ولذلك حققنا نتائج متميزة على رغم ان إمكاناتنا أقل من البقية ووصلنا إلى نهائي كأس الملك وخسرنا من الأهلي.

البناء مهم

لو كنت مسئولاً عن المنتخب في الفترة الحالية، فيما ستفكر؟ في البناء والتركيز على اللاعبين الصاعدين أم المنافسة؟

- إذا كنت تُريد فريقاً أو منتخباً قوياً فلابد أن تعتمد على اللاعبين الصاعدين وتعدهم بالطريقة الصحيحة كي يبرز منهم عدة نجوم مستقبلاً، وكما أعرف ان منتخبنا الأولمبي حقق لقب بطولة الخليج قبل عام، وهو ما يعني ان لدينا لاعبين متميزين وبالتالي فإن الاهتمام بهم سيجعل لدينا منتخباً قوياً، ولكن لابد من الاستفادة أيضاً من لاعبي الخبرة دون الاعتماد عليهم بشكل كُلي.