العدد 4351 - الثلثاء 05 أغسطس 2014م الموافق 09 شوال 1435هـ

القوات الكردية تشتبك مع تنظيم داعش قرب عاصمة كردستان

قال مسؤول كردي كبير لرويترز اليوم الأربعاء (6 أغسطس / آب 2014) إن القوات الكردية هاجمت مقاتلي تنظيم داعش قرب أربيل عاصمة إقليم كردستان في شمال العراق اليوم الأربعاء في تغيير في التكتيكات تدعمه الحكومة العراقية المركزية في محاولة لكسر انطلاقة التنظيم الاسلامي المتشدد.

جاء الهجوم على مسافة 40 كيلومترا جنوب غربي اربيل بعدما ألحق مسلحو داعش هزيمة مذلة بالأكراد يوم الأحد عندما حققوا تقدما خاطفا في ثلاث بلدات مما دفع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لاصدار أوامره للقوات الجوية العراقية لدعم القوات الكردية للمرة الأولى.

وقال أمين عام وزارة البشمركة (القوات الكردية) جبار ياور إنهم غيروا خططهم من الدفاع إلى الهجوم وإنهم يشتبكون الآن مع مقاتلي التنظيم في بلدة مخمور.

ويجعل موقع الاشتباكات تنظيم داعش أقرب لإقليم كردستان شبه المستقل من أي وقت مضى منذ اجتاح التنظيم شمال العراق دون مقاومة تذكر في يونيو حزيران.

وبعد ذلك التقدم السريع فر آلاف الجنود العراقيين الذين دربتهم الولايات المتحدة. وتدخلت القوات الكردية -التي تتباهى غالبا بمعاركها ضد قوات صدام حسين- كما فعلت الميليشيات الشيعية التي دربتها إيران.

لكن انتصار تنظيم داعش على البشمركة التي يعني اسمها "من يواجهون الموت" اثار التساؤلات حول سمعتها كمحاربين مرهوبي الجانب.

وقال ياور إن التعاون العسكري مع بغداد استؤنف في محاولة لمواجهة المسلحين السنة الذين حققوا تقدما سريعا في الشمال في مطلع الأسبوع. كانت العلاقات توترت بين القيادة الكردية وحكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي التي يقودها الشيعة بسبب النفط والميزانية والسيطرة على بعض المناطق.

لكن الهجوم الخاطف الذي شنه المسلحون السنة -الذين سيطروا على بلدات أخرى وحقل نفط خامس ووصلوا إلى أكبر سد في العراق- في مطلع الأسبوع دفع الأكراد إلى تجاوز الخلافات والتعاون مع الحكومة المركزية.

وقال ياور عبر الهاتف إن وزارة البشمركة بعثت رسالة إلى وزارة الدفاع العراقية تطالبها بعقد اجتماع عاجل بشأن التعاون العسكري. وأضاف أنه أعيد تفعيل اللجان المشتركة.

ويمثل تنظيم داعش -الذي أعلن قيام خلافة إسلامية في مناطق شاسعة خاضعة لسيطرته في العراق وسوريا ويهدد بالزحف إلى بغداد- أكبر تهديد على أمن العراق منذ الغزو الأمريكي الذي أسقط صدام حسين في 2003.

ويسيطر أيضا مقاتلو داعش ومسلحون وعشائر حليفة للتنظيم على بعض المناطق في غرب العراق.

وأدى الجمود السياسي والتوترات الطائفية التي تغذي مستويات عنف لم تحدث منذ ذروة الاقتتال الطائفي في الفترة من 2006 إلى 2007 إلى تقويض الجهود الرامية إلى مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية.

وأصبحت التفجيرات وعمليات الخطف والاعدام جزءا من الحياة اليومية لكثير من العراقيين مرة أخرى.

وقال مسئول في الشرطة إن قنبلة كانت مزروعة على جانب طريق انفجرت اليوم الأربعاء مما أدى الى مقتل ثلاثة شيعة تطوعوا لقتال الدولة الاسلامية على طريق بين مدينتي سامراء والموصل.

ويقول منتقدون إن المالكي زعيم شمولي همش برنامجه الطائفي السنة وجعلهم يجدون قضية مشتركة مع داعش على الرغم من رفضهم لتفسير التنظيم المتشدد للإسلام.

ورفض المالكي دعوات من الأكراد والسنة وبعض الشيعة وحتى من إيران للتخلي عن السلطة وافساح المجال لشخصية أقل استقطابا.

وظل على تحديه اليوم الأربعاء في كلمته الأسبوعية عبر التلفزيون وحذر من أن أي محاولة غير دستورية لتشكيل حكومة جديدة ستفتح أبواب الجحيم في البلاد.

ورفض المالكي أي تدخل خارجي في الأمر في إشارة إلى طهران فيما يبدو بعدما قال مسؤولون إيرانيون إنهم يعتقدون أن المالكي لم يعد بإمكانه الحفاظ على وحدة العراق.

وقال المسئولون الإيرانيون إن بلادهم تدعم الآن دعوات المرجع الشيعي الأعلى في العراق آية الله علي السيستاني للمالكي بالرحيل وتبحث عن زعيم بديل لمحاربة المتشددين السنة.

ودعت الولايات المتحدة التي كانت تدعم المالكي منذ جاء إلى السلطة في 2006 الساسة العراقيين إلى تشكيل حكومة تضم كافة الأطياف يمكنها توحيد العراقيين ومواجهة الدولة الإسلامية.

ووضع تنظيم داعش -الذي يعتقد أن الأغلبية الشيعية في العراق كفار يستحقون القتل- استمرار العراق كدولة موحدة في خطر.

واستولى التنظيم على ثلاث بلدات أخرى وحقل نفط خامس ووصل إلى أكبر سد في العراق أثناء هجوم في مطلع الأسبوع.

وقد يؤدي استيلاء التنظيم على بلدة سنجار موطن الأقلية اليزيدية في العراق إلى أزمة إنسانية.

ويتعرض اليزيديون وهم أكراد يتبعون ديانة قديمة مستمدة من الزرادشتية لخطر القتل إذ يرى تنظيم داعش أنهم من عبدة الشيطان.

وقال ياور إن 50 ألفا من أقلية اليزيدية الذين فروا من الهجوم يختبئون على جبل قرب بلدة سنجار ويتعرضون لخطر الموت جوعا إذا لم يتم إنقاذهم خلال 24 ساعة.

وأضاف أن هناك حاجة ملحة لإجراء دولي لإنقاذهم إذ أن كثيرين من كبار السن والنساء الحوامل والأطفال لاقوا حتفهم بالفعل.

وأوضح ياور أنه ليس بمقدورهم وقف هجوم مقاتلي داعش على السكان في جبل سنجار نظرا لوجود طريق ممهد واحد إلى الجبل بإمكانهم استخدامه. وأضاف أن التنظيم يحاول الوصول إلى هذا الطريق.

ولا توجد دلائل على أن احياء التعاون العسكري بين حكومة إقليم كردستان وحكومة بغداد قد حد من الأخطار التي يفرضها تنظيم الدولة الإسلامية.

وقال التلفزيون الحكومي إن القوات الكردية مدعومة بسلاح الجو العراقي شنت هجوما مباغتا على مدينة الموصل الخاضعة لسيطرة الدولة الإسلامية.

وأضاف التلفزيون أن عشرات المسلحين التابعين لتنظيم الدولة الإسلامية لاذوا بالفرار.

وقال شهود لرويترز إنه لم يقع هجوم كبير بينما حدث كر وفر على الجانبين وتبادل لإطلاق قذائف المورتر خلال الأيام القليلة الماضية مما أدى إلى تضرر المناطق السكنية.

وقال مصدر بمنظمة غير ربحية عبر الهاتف إن سكان مدينة بعشيقة التي تضم بعض الكنائس والمساجد ومعبدا لليزيدية فروا من المدينة.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 11:40 ص

      كفو عليهم

      داعش مستمره حتى تحرير العراق وايران .. جيش المليون تبخر وجيش الصدر اختفى واميركا تتفرج من بعيد وايران تترقب دورها ..

    • زائر 2 زائر 1 | 1:39 م

      احلام يقظة

      تنظيم داعش متخلف لا يمكن له الاستمرار، وهو استغل ضعف الجيش العراقي واسلوبه الاجرامي في ذبح الابرياء لترويع الناس، فلاحظ داعش لم يتمكن التنظيم من التقدم في سوريا ،
      رغم بساطة الطيران العراقي الا انه قضى على الكثير من الدواعش.
      ولو تدخل الطيران الايراني لايام بل ربما ليوم واحدلما بقي من داعش حتى الغبار

اقرأ ايضاً