نوون شيا، المُنظِّر الأيديولوجي للخمير الحمر الذي يوصف بالوقح والاستفزازي والمتغطرس وحكم عليه أمس الأول الخميس (7 أغسطس 2014) بالسجن مدى الحياة بعد إدانته بجرائم ضد الإنسانية، يُعَدُّ من أكبر مهندسي فظائع نظام تسبب في مقتل نحو مليوني شخص في كمبوديا بين 1975 و1979.

ويمثل الرجل الذي كان الذراع اليمنى «للأخ الأول» الزعيم بول بوت الذي توفي في 1998 بلا محاكمة، منذ 2011 أمام محكمة بنوم بنه برعاية الأمم المتحدة بتهمة ارتكاب إبادة وجرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب.

وكان نوون شيا (88 عاماً) اعترف أثناء محاكمته بنوع من «المسئولية الأخلاقية» وأعرب عن «ندمه العميق» لكنه في الوقت نفسه طلب إخلاء سبيله، ما جعل «ندمه» غير مفهوم لدى الضحايا.

وقال: «لم آمر بارتكاب أي جريمة (...) أنا بريء من تلك التهم»، مُحمِّلاً «الخونة» والفيتناميين الذين غزو كمبوديا وطردوا الخمير الحمر من الحكم في 1979، المسئولية.

- وُلد نوون شيا واسمه الحقيقي لونغ بونرووه، في 7 يوليو العام 1926، لعائلة صينية - خميرية كانت تقيم في إقليم باتامبانغ شمال غرب كمبوديا.

- درس الحقوق في بانكوك خلال أربعينات القرن الماضي، ثم عمل في وزارة الخارجية التايلندية وانضم إلى الحزب الشيوعي التايلندي.

- عاد إلى بلاده كمبوديا، وساهم في تنظيم الحزب الشيوعي في كامبوتشيا (كمبوديا حالياً) غداة الاستقلال في 1954، وفي تعزيز أنظمة الحزب الذي عرف أكثر باسم الخمير الحمر، ثم فر من العاصمة، بنوم بنه في 1970 بعد انقلاب الجنرال لون نول الموالي للأميركيين.

- عمل مساعداً للقيادة العسكرية للخمير الحمر من 1970 إلى 1975، الذين تميز نظامهم بانتهاكات كبيرة لحقوق الإنسان، وكان أيضاً مفوضهم السياسي الأكبر المكلف اعتباراً من توليهم السلطة في 1975، مطاردة «أعداء الثورة».

- يعتبر من الشخصيات الأكثر تكتماً في قيادة الحزب الشيوعي الكمبودي، وتبيّن من الوثائق التي تركها النظام بعد سقوطه أنه «قلب نظام التصفية»، وفق سولومون كاين مؤلف قاموس الخمير الحمر.

- في العام 1978، اجتاحت القوات الفيتنامية كمبوديا لوقف انتهاك الخمير الحمر للحدود الفيتنامية ووقف الإبادة الجماعية، وأسقطت نظامهم، وفي العام 1998 انشق عن الخمير الحمر بعد سقوط آخر معقل لهم، وانضم إلى الحكومة.

- بقي حراً طليقاً يعيش مع زوجته في منطقة بايلين (شمال غرب) في منزل صغير من الخشب قرب الحدود التايلندية.

- في العام 2007، تم اعتقاله بعد إدلائه باعترافات لم يكررها أمام كاميرا صحافي كمبودي، بشأن الإعدامات التي قام بها نظام الخمير الحمر. وقال: «دمرناهم، لأننا لو تركناهم يعيشون لكان خط الحزب قد انحرف، كانوا أعداء الشعب».