نجح المنامة في الموسم الماضي من تقديم نفسه واحدا من الفرق القوية التي تركت بصمتها على منافسات دوري الدرجة الأولى من خلال تواجده بين فرق المقدمة ومزاحمته لفريق الرفاع الذي ظفر بدرع المسابقة في نهاية المطاف بفارق نقطة واحدة فقط.
وتوقعت الجماهير المنامية أن تواصل الإدارة تدعيم فريقها بهدف مواصلة العمل الجاد في طريق البقاء ضمن الفرق المتنافسة على الألقاب المحلية، بالإضافة إلى انتظار الفريق لمشاركة خارجية ستكون بالتأكيد تاريخية لأنها المرة الأولى التي يظهر فيها شعار المنامة ممثلا عن الكرة البحرينية في الاستحقاقات الخارجية.
وبدأت الإدارة خطواتها مع نهاية الموسم الماضي من خلال تجديد عقد المدرب التونسي سمير بن شمام وهي الخطوة التي تركت انطباعا جيدا لدى الجماهير المنامية العاشقة فريقها وناديها بأن الإدارة تعمل على استقرار فريقها وهي نقطة إيجابية تحسب لها وخصوصا مع العمل الكبير الذي قام به المدرب برفقة جهازيه المساعدين الإداري والفني وأيضا الدعم الكبير الذي وفرته الإدارة، وما يزيد من خالة الاستقرار في الفريق هو بقاء غالبية نجوم الفريق وفي مقدمتهم البرازيلي تياغو هداف الموسم الماضي.
ولكن، ما حدث بعد ذلك أربك مشوار ومسار الفريق المنامي وخصوصا مع حالة الصمت الذي دخل أروقة النادي طوال فترة تقترب من الشهرين وهي الفترة الفاصلة بين نهاية الموسم الماضي وبداية وانطلاقة فترة الإعداد للموسم الكروي المقبل الذي سينطلق منتصف سبتمبر/أيلول، وزادت التكهنات عن مصير هذا الفريق الذي قدم واحدا من أفضل وأبرز مواسمه في تاريخ الكرة البحرينية وكان بحق يستحق لقب «البطل غير المتوج»؛ نظرا للمستويات الفنية البارزة التي قدمها في غالبية مبارياته بالموسم الماضي، ليتحول عامل الاستقرار في هذا الفريق لكرة من نار ربما تكبر ويزداد لهيبها ووهجها لتحرق ما تبقى من رغبة وطموح لمواصلة المشوار.
الغموض يزداد بابتعاد جامي
الغموض ما زال يسيطر على نادي المنامة وفريقه الكروي وخصوصا مع التغييرات التي طرأت وضربت صفوفه بداية من ابتعاد المدافع البرازيلي لازارو والذي قدم مردودا فنيا جيدا ومقنعا، ولم تتوقف التغييرات عند هذا الحد، إذ أعلن رئيس جهاز كرة القدم الإداري المخضرم عيسى جامي ابتعاده فجأة عن الكرة المنامية لأسباب لخصتها الإدارة في ظروف عائلية، إلا أن ما تخفيه الكواليس وبحسب ما يتم تداوله لدى الكثيرين من أبناء المنامة أن سبب الابتعاد يتعلق بطريقة وآلية العمل الإداري، وجاء إسناد المهمة لأمين سر النادي عبدالله عاشور وهو شخصية ربما تملك الكثير من الجوانب وخصوصا مع خبرته التي اكتسبها في الفترة الماضية كونه واحدا من أبناء ولاعبي النادي، بالإضافة إلى عمله الإداري.
انتقال «الديب» السوري
وجاء ابتعاد وانتقال المدافع السوري أحمد ديب قبل يومين إلى نادي الفتح السعودي ليضرب خط الدفاع «الأزرق» في مقتل وخصوصا مع الثقل الذي يمثله في الفريق والمردود الفني الكبير الذي قدمه في جميع المباريات.
اللافت في الأمر هو أن إدارة المنامة أنها لم تعمد إلى تدعيم خطوط فريقها بصورة كبيرة هذا الموسم عدا التعاقد مع لاعب سترة محمد عيسى والذي يعتبر إضافة جيدة نوعا ما؛ نظرا لإمكاناته الكبيرة وأيضا لحاجة الفريق للاعب في الجانب الأيمن والذي يجيد اللعب فيه.
ونقطة مهمة أخرى جعلت الإدارة المنامية غير قادرة على الإيفاء بالتزاماتها في تدعيم فريقها الكروي وصيف الموسم الماضي وتتمثل في عدم رغبتها بتحميل النادي ديون ربما تتزايد في السنة الأخيرة لهذه الإدارة في دورتها الانتخابية، وهو سبب ربما لم يلتفت إليه الكثيرين وهو عمل يمكن وصفه بالمتقن والدقيق في علم الإدارة.
حبيل الصغير
وبحسب مصادر مقربة من الإدارة المنامية فإن المأزق المالي وغياب السيولة المالية جعلها غير قادرة على توفير أكبر وأهم ما طلبه المدرب شمام وخصوصا على مستوى التعاقدات مع اللاعبين، ويأتي أبرز ما طلبه شمام هو التعاقد مع مدافع يحل بديلا للبرازيلي لازارو، إلى جانب التعاقد مع مهاجم آخر يكون برفقة تياغو ثنائيا قويا في الجانب الهجومي، إلا أن انتقال السوري ديب ربما يغير من استراتيجية التونسي، وربما يزيد من صعوبة الأمر لدى الإدارة المنامية.
وكانت مصادر وأنباء إعلامية في اليومين الماضيين ربطت المنامة بالتعاقد مع اللاعب الدولي السابق محمد حبيل، وهو بالتأكيد سيشكل إضافة قوية للفريق؛ نظرا للخبرة الطويلة التي يتمتع بها في الملاعب سواء بتجاربه الاحترافية أو خوضه الكثير من الاستحقاقات مع منتخبنا الوطني الأول.
العدد 4356 - الأحد 10 أغسطس 2014م الموافق 14 شوال 1435هـ