العدد 4359 - الأربعاء 13 أغسطس 2014م الموافق 17 شوال 1435هـ

المالكي يتنازل عن منصب رئاسة الوزراء لصالح العبادي

تخلى رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي اليوم الخميس (14 أغسطس/ آب 2014) عن تمسكه بالاستمرار في المنصب لفترة ثالثة وأيد تعيين حيدر العبادي خلفا له في اجراء ينزع فتيل ازمة سياسية في البلاد ويفتح الباب أمام تشكيل حكومة ذات قاعدة عريضة تتصدى لتهديد مسلحين متشددين يهددون وحدة العراق.

جاء إعلان المالكي عبر التلفزيون الحكومي بعد توتر استمر أياما عقب إعلان الرئيس العراقي فؤاد معصوم تكليف العبادي بتشكيل الحكومة الجديدة في إجراء اثار غضب المالكي ودفعه للجوء للمحكمة الاتحادية العليا لنقض القرار الذي لقي تأييدا داخليا كبيرا وايضا من الولايات المتحدة وايران.

وكان المالكي الذي اثارت سياساته نفور السنة قائما بأعمال رئيس الوزراء منذ انتخابات غير حاسمة في ابريل نيسان.

وفي نفس الوقت قال محافظ الانبار وهي محافظة تمثل معقلا سنيا في العراق اليوم إنه تلقى وعدا بدعم أمريكي في معركة ضد مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية مما يعيد تحالفا ساعد في احباط تهديد سني متشدد سابق من تنظيم القاعدة.

وقال أحمد خلف الدليمي إن طلبه الذي قدم في اجتماعات مع دبلوماسيين أمريكيين وضابط عسكري كبير تضمن دعما جويا ضد المقاتلين الذين شددوا قبضتهم على مساحات واسعة في محافظته الصحراوية وفي شمال غرب العراق.

وقال الدليمي إن الأمريكيين وعدوا بتقديم المساعدة. ولم يصدر تعليق فوري من المسؤولين الأمريكيين في يوم قال فيه الرئيس باراك اوباما ان القوات التي ارسلت للاعداد لاحتمال القيام باجلاء لاجئين من على مسافة ابعد في الشمال تتراجع عن المهمة إذ أن الضربات الجوية الأمريكية وعمليات اسقاط المساعدات جوا كسرت "حصار جبل سنجار".

وقال المحافظ الدليمي في مقابلة عبر الهاتف "هدفنا الرئيسي هو الاسناد الجوي.. التكنولوجيا التي يمتلكونها ستوفر لنا معلومات استخبارية ومراقبة للصحراء وأمورا أخرى نحن بحاجة إليها.

"لم يحدد تاريخا لذلك ولكن قريبا جدا سيكون هنالك وجود للأمريكان في الصحراء الغربية."

وسيطر تنظيم الدولة الاسلامية على مدينة الموصل الشمالية في يونيو حزيران وتقدم سريعا إلى حدود منطقة كردستان شبه المستقلة مما أثار قلق بغداد ودفع الولايات المتحدة قبل أيام إلى تنفيذ ضربات جوية في العراق لأول مرة منذ سحب القوات الأمريكية في 2011 .

والتدخل الأمريكي في محافظة الأنبار مسألة أكثر حساسية.

وكانت المنطقة ذات الكثافة السكانية المنخفضة والتي تمثل جانبا كبيرا من حدود العراق مع سوريا معادية للأمريكيين بشدة أثناء الاحتلال الأمريكي. واعتبر زعماء العشائر والسكان العاديون تولي قيادة مدعومة من الولايات المتحدة وتسيطر عليها الأغلبية الشيعية خلفا لصدام حسين السني تهديدا لهم وحملوا السلاح. وتدفق مقاتلو القاعدة للانضمام اليهم.

وشنت الولايات المتحدة أكبر هجوم إبان احتلالها للعراق ضد تشكيلة من المقاتلين الإسلاميين في مدينة الفلوجة في محافظة الأنبار حيث واجه جنودها واحدة من أشرس المعارك منذ حرب فيتنام.

وتمكن الجيش الأمريكي في نهاية الأمر من اقناع بعض أشد خصومه السنة بالانقلاب على القاعدة التي تعد أقل تشددا من تنظيم الدولة الإسلامية.

وحققت الاستراتيحية فترة من الهدوء. لكن السياسة الطائفية لرئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي أدت إلى نفور كثير من السنة.

واستغل تنظيم الدولة الإسلامية سيطرته على اجزاء كبيرة من سوريا والتوترات الطائفية في العراق للسيطرة على مدن سنية رئيسية مثل الفلوجة والرمادي عاصمة الأنبار في مطلع هذا العام.

وعدونا أخيرا

وليس من الواضح مدى الدعم الذي سيحصل عليه الدليمي محليا في التعاون مع الامريكيين. وانتقد البعض في المنطقة الدليمي الذي انتخب العام الماضي بسبب عمله مع المالكي بدرجة اقرب مما ينبغي بدلا من الدفاع عن مصالح السنة.

وكلف الرئيس العراقي فؤاد معصوم رئيس وزراء جديدا هو حيدر العبادي الذي يعد شيعيا معتدلا لديه فرصة جيدة لتحسين العلاقات مع السنة الذين كانوا يسيطرون على البلاد طيلة العقود التي حكم خلالها صدام حسين بيد من حديد.

وكانت ميليشيا الصحوة التي مولتها الولايات المتحدة وشكلت من العشائر السنية في البلاد قوة مؤثرة في قتال القاعدة منذ عام 2007 . وأدى قرار أمريكي بتسليم المسؤولية عن الصحوة الى الحكومة التي يسيطر عليها الشيعة في 2009 إلى نفورهم ودفع بعضهم الى الانضمام لتنظيم الدولة الاسلامية.

ويواجه العبادي مهمة حساسة لمحاولة تشكيل حكومة جديدة في دولة تتزايد فيها التوترات الطائفية وتمثل التفجيرات وعمليات الخطف والاعدام جزءا من الحياة اليومية.

وقالت الشرطة ومسعفون ان قنبلة مثبتة في حافلة انفجرت في وسط بغداد اليوم الخميس مما ادى الى مقتل ثلاثة اشخاص واصابة ستة.

وعادت اراقة الدماء الى مستويات 2006-2007 ذروة الحرب الاهلية الطائفية.

ويواجه العبادي ايضا تحديا آخر لمحاولة كبح ميليشيا شيعية متهمة بخطف سنة وقتلهم. وعليه ايضا اقناع الأقلية السنية التي كانت لها الهيمنة في وقت ما أنهم سيحصلون على حصة أكبر من السلطة.

وكان الدليمي قلقا بصورة خاصة من تصميم المتشددين السنة على السيطرة على سد حديثة في الانبار بعدما سيطروا في الآونة الأخيرة على أكبر سد في العراق وحقل نفط خامس ومزيد من البلدات والمناطق التي يزرع بها محصول القمح الحيوي في الشمال.

وقال الدليمي "الموقف في سد حديثة مسيطر عليه من قبل القوات المسلحة وأبناء العشائر ولكن المشكلة بطول النفس والضغط."

واستطرد قائلا "عقدت عدة اجتماعات بالفترة الأخيرة مع السفارة الأمريكية وقائد القوات الوسطى بهذا الشأن ونأمل ان يكون هناك مركز تنسيق مشترك وعمليات في الأنبار قريبا جدا وقد وعدونا خيرا."

والى جانب قوة الدفع الكبيرة التي حققها تنظيم الدولة الاسلامية في الشمال وسيطرته على مناطق واسعة في الغرب يهدد التنظيم أيضا بالزحف على بغداد.

تسليح الأكراد

وقال مسؤولو مخابرات عراقيون لرويترز إن الجماعة التي تريد إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط تستخدم الأنفاق التي حفرها صدام حسين في التسعينات لنقل مقاتليها والأسلحة والذخيرة والإمدادات إلى بلدات تقع إلى الجنوب من بغداد مباشرة.

وعلى عكس تنظيم القاعدة بزعامة اسامة بن لادن الذي وضع عينه على تدمير الغرب فتنظيم الدولة الاسلامية له أهداف تتعلق بالأراضي ويرمي الى اقامة خلافة اسلامية ويستشيط غضبا من اتفاقية سايكس بيكو لعام 1916 بين بريطانيا وفرنسا التي قسمت الامبراطورية العثمانية ورسمت الحدود الحالية بين الدول العربية.

وأتاحت التضاريس الوعرة للمتشددين نوعا من الحماية من الجيش وقوات الأمن. وسيكون الاستيلاء على بغداد صعبا بسبب وجود قوات خاصة وآلاف من افراد الميليشيات الشيعية الذين أبطأوا تقدم الدولة الاسلامية في أماكن أخرى.

لكن الحصول على موطئ قدم على مقربة من العاصمة قد يسهل للتنظيم تنفيذ تفجيرات انتحارية ويزيد التوترات الطائفية ويزعزع استقرار العراق.

وقالت مصادر أمنية ومسؤول محلي إن مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية احتشدوا اليوم قرب بلدة قرة تبة العراقية الواقعة على بعد 120 كيلومترا إلى الشمال من بغداد في محاولة فيما يبدو لتوسيع جبهة القتال مع قوات البشمركة الكردية.

ويشير تحرك مقاتلي الدولة الإسلامية حول بلدة قرة تبة إلى أنهم اكتسبوا مزيدا من الثقة ويسعون للسيطرة على المزيد من الأراضي القريبة من العاصمة بعدما توقفوا في تلك المنطقة.

وقال أحد المصادر الأمنية "تحشد الدولة الإسلامية مقاتليها بالقرب من قرة تبة ويبدو أنهم سيوسعون جبهة قتالهم مع المقاتلين الأكراد."

وليست قوة النيران الفائقة التي استولى عليها مقاتلو الدولة الاسلامية من جنود الجيش العراقي الفارين هي المصدر الوحيد لتفوقهم على اعدائهم. فالتنظيم لديه ايضا مجموعة من الاسلحة الاقتصادية ايضا منها سد الموصل الكبير وخمسة حقول نفط ومحاصيل قمح ونقد من البنوك التي استولوا عليها.

وقال شهود ان مقاتلي الدولة الاسلامية سرقوا اليوم الخميس بنكا في بلدة جلولاء التي استولوا عليها حديثا شمال شرقي بغداد.

وفي حين يسعى التنظيم للسيطرة على مزيد من الاراضي يستخدم مقاتلوه الخوف والترويع لاحكام قبضتهم على بلدات ومدن يسيطرون عليها ويفرضون تفسيرهم المتشدد للاسلام.

وبعدما دفع تنظيم الدولة الاسلامية مقاتلي البشمركة الكردية الى التراجع هذا الشهر انضمت فرنسا الى الولايات المتحدة في توريد ما تقول إنه "أسلحة متطورة" إلى البشمركة وسيقطع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي عطلاتهم الصيفية لبحث الازمة يوم الجمعة.

الطبيبات واليزيديين

وفي الموصل ثاني أكبر مركز حضري في العراق فجر المتشددون مساجد ومزارات شيعية او هدموها ودمروا تماثيل لشعراء اعتبروهم غير اسلاميين وأرغموا النساء على ارتداء الحجاب.

وقالت طبيبات في الموصل اليوم الخميس انهن واجهن غضب الدولة الاسلامية.

وقالت طبيية "احدهم يضرب أي فتاة (طبيبة او ممرضة او زائرة) على رأسها كتحذير لها خاصة بعد الفترة التي اعطوها لبدء ارتداء الحجاب."

وأضافت "انهم يروعوننا ويهددوننا بالقتل ويدمرون منازلنا. بسبب هذه المعاملة السيئة قررت أن اجلس في بيتي وألا أذهب للمستشفى لكنني ما زلت خائفة إذ لا أعرف ما سيفعلونه."

وقالت مصادر أمنية وشهود في محافظة ديالى شمال شرقي بغداد ان مقاتلي الدولة الاسلامية قتلوا بالرصاص اربعة من رجال الشرطة في منطقة عامة وهم رجال كانوا ضمن قائمة اغتيالات تضم 150 شخصا.

وأضافوا انهم صادروا ايضا 20 منزلا كان يسكنها افراد أمن في وقت ما وكتبوا على الجدران "ممتلكات الدولة الاسلامية".

وبالاضافة الى تسليح البشمركة وكذلك قصف مواقع المتشددين مثلما تفعل واشنطن تحاول القوى الغربية مساعدة وكالات الاغاثة في اسقاط امدادات وتوفير الملجأ لعشرات الالاف من الناس وكثير منهم ينتمون لطوائف غير سنية وقد فروا من هجمات الدولة الاسلامية.

وقال البيت الابيض ان الولايات المتحدة وحلفاءها ينظرون في اقامة جسور جوية وانشاء ممرات برية آمنة لانقاذ الناس وبينهم كثيرون من طائفة اليزيديين الذين تقطعت بهم السبل على مرتفعات قاحلة لجبل سنجار قرب الحدود السورية.

لكن فريق تقييم امريكيا أرسل الى جبل سنجار يوم الاربعاء وجد ان الوضع افضل مما كان متوقعا وقالت وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) إن ارسال بعثة اجلاء صار امرا اقل احتمالا.

وقال البنتاجون إن الفريق الأمريكي وجد مدنيين اقل من المتوقع وكانت ظروفهم افضل مما كان معتقدا في السابق وارجعوا السبب الى اسقاط المساعدات الانسانية والضربات الجوية الامريكية على اهداف تابعة لتنظيم الدولة الاسلامية وقدرة اليزيديين على مغادرة الجبل خلال الليالي القليلة الماضية.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 20 | 8:43 م

      هذا المالكي الي عرفناه

      قمه في الوطنيه
      ..

    • زائر 18 | 5:53 م

      يذكرني باللي يصير أهني

      ....

      المالكي يعلمكم درس في الشهامة

    • زائر 17 | 5:42 م

      الرجال

      رغم الهفوات لكنه اثبت انه رجل دوله ..

    • زائر 14 | 5:30 م

      روحة بلا رجعة

      اللحين أنتون ما تقولون لينا ويش اللى تغير في العراق من حكم الهالكي ... إعدامات سرقات اغتصاب حقد كره تعذيب ... فرق بين الأخوة في العراق نهب وسرق الملاين والناس لا ماء نظيف ولا كهرباء ولا صرف صحى ولا أشغال ولا رواتب بطالة جرائم وووووو. والإخوان اللي يقول بطل واللا يقول كبير يا هالكي علي ويش كبير اسألوا أهل العراق عن احوالهم ومعيشتهم أنتوا في ديرتكم متنعمين واهم هناك يتمنون الموت مليون مرة علي ويش بطل خلوا عنكم هالهرار الزايد الحمد لله اللي فكهم منه.

    • زائر 13 | 5:06 م

      رجال المالكي

      كبير يالمالكي وقفت في وجه الارهاب

    • زائر 19 زائر 13 | 7:49 م

      كبير يا ابو إسراء

      كم انت كبير ياريت الباقي يتعلمون انت صاحب اكبر قائمة وتتنازل ؟؟؟!!! حبيبي انت يا ابو اسراء

    • زائر 11 | 5:01 م

      عمري المالكي كبرت بعيني ازيد

      عمري الي يحب تراب وطنه

    • زائر 10 | 4:46 م

      قهر

      بيه عاد الحين الربع اهني بموتون قهررر .

    • زائر 5 | 4:14 م

      كلمة

      المالكي رجل لم تغره الدنيا وزينتها ولم يغره جرذان يمنونه بالذهب والالماس فهو صاحب مبدأ لا يحيد عنه فشكراً لك

    • زائر 4 | 4:05 م

      لازم تتنازل

      ذبحت الشعب العراقي وفقرته وجوعته بذريعة الأمن والأرهاب ونزفت ميزانية العراق لمدة ثمان سنوات ولا يوجد أمن ولا قضيت عليه بل عقدت صفقات طائرات وصواريخ بمليارات الدولارات وكان الشعب العراقي أولى بها للتعليم والصحه والعلاج وأنت وكتلتك تتعالجون في أوربا وتستلمون أعلى الرواتب وجعلتون المناصب حكراً عليكم سحقاً لكم

    • زائر 3 | 4:02 م

      الصفار

      المالكي رجل العراق يجب تسليم وزارة الدفاع الي المالكي حتي يقضي على الدواعش المجرمين

    • زائر 2 | 4:02 م

      كبير انت يالمالكي

      كم انت كبير يالمالكي. . يالبطل ونعم الرجل الغيور. .المخلص الى العراق كل العراق سنة وشيعة وكرد. .لا تفرق بين اي مكون منهم. . لك كل الشكر يالمالكي. .يا قاهر الدواعش التكفيريين

    • زائر 1 | 4:02 م

      المالكي شحوال

      المالكي شحوال

اقرأ ايضاً