التزاماً بتوجيهات صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة للوزراء بالتواصل مع المواطنين والتعرف على مشكلاتهم وشكواهم والاستماع إلى مقترحاتهم بشكل مباشر قام وزير الصحة صادق عبدالكريم الشهابي والوفد المرافق له اليوم الثلثاء (19 أغسطس / آب 2014) بزيارة إلى محافظة العاصمة التقى خلالها نائب محافظ محافظة العاصمة حسن عبدالله المدني، وأهالي المحافظة، واطلع عن كثب على احتياجاتهم ومتطلباتهم فيما يخص الخدمات الصحية بكافة أنواعها، بالإضافة إلى الإجابة على مختلف تساؤلاتهم حول القضايا الصحية الملحة.
وكان في استقبال الوزير لدى وصوله إلى مجلس المحافظة نائب محافظ محافظة العاصمة حسن عبدالله المدني وعدد من المسئولين بالمحافظة وجمع من أعضاء مجلس النواب وأعضاء مجلس بلدي العاصمة إلى جانب لفيف من أهالي وأعيان ووجهاء المحافظة، الذين أشادوا بالتطور الملحوظ في خدمات وزارة الصحة، عارضين على الوزير ملاحظاتهم ومتطلباتهم حول تلك الخدمات وسبل تطويرها، سعياً من المحافظة نحو تعزيز مبدأ المسؤولية المجتمعية المنوطة بها وتوعية ساكنيها وقاطنيها وخلق قنوات التواصل بين المواطنين والمسؤولين مع مختلف الجهات الخدمية.
وفي مستهل اللقاء، أكد نائب محافظ محافظة العاصمة حسن عبدالله المدني أن تحسين مستوى الخدمات الصحية وتطويرها والنهوض بالمشاريع الصحية التنموية هو موضع اهتمام المحافظة ككل، لافتاً إلى أن الارتقاء بالقطاع الصحي في العاصمة سيحقق إضافة نوعية باعتبارها واجهة المملكة، منوهاً إلى أن توفير الخدمات الطبية والعلاجية على أرض المنامة يأتي ضمن توجيهات القيادة.
وتابع: "يعتبر القطاع الصحي من أبرز احتياجات المواطنين والمقيمين لارتباطه بحياتهم سواء بحاضرها أو مستقبلها وبالتالي فإن إدخال وتنفيذ تحسينات على قطاع الصحة بالعاصمة مع توافر دراسة تشخيصية على وضع نظام الرعاية الصحية بالعاصمة من شأنه أن يتجاوز ذلك التحديات التي قد تواجه هذا النظام".
وعن أبرز التحديات التي تواجه العاصمة قال نائب محافظ العاصمة: "تُعد إقامة بنية تحتية قوية تعنى بالرعاية الصحية، وتنفيذ الزيادة في الطلب على الخدمات الصحية مع الأخذ في الاعتبارات الديموغرافية والنمو السكاني، بالإضافة إلى توفير المهنيين الصحيين، وهي أمر ضروري لضمان مستقبل صحي ومستدام يحقق تطلعات المواطنين والمقيمين في محافظة العاصمة على حدٍ سواء".
وأشاد في ختام حديثة بالجهود التي توليها وزارة الصحة في سبيل علاج المرضى وفق أعلى معايير الجودة من خلال تقديمها الرعاية الصحية الأولية والثانوية بشكل تعاوني وتشاركي مع مختلف الوزارات الحكومية والخاصة من منطلق حرصها في تقديم وتطوير مختلف الخدمات الصحية بفعالية تلبي احتياجات المرضى ضمن أدوار ومسؤوليات عهدها جميع الوزراء الذين تعاقبوا منذ نشأة وزارة الصحة وصولاً حتى تولية صادق عبدالكريم الشهابي حقيبتها الذي يرجع إليه الفضل في تطوير قنوات التواصل مع المجتمع المحلي حرصاً منه على تحسين العمليات التنظيمية في مختلف قطاعات الرعاية الصحية بالمملكة.
من جانبه، ألقى الوزير كلمة قال فيها : " إن التطور الصحي للمملكة يأتي محصلة جهود حقيقية تبذلها الحكومة الرشيدة على مدى سنوات عديدة، وليست هذه الخدمات سوى رافداً من الروافد الجمة التي تقدمها المملكة في العهد الزاهر لسيدي صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وبتوجيهات سديدة ومتابعة كريمة من لدن سيدي صاحب السمو الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة ودعم من سيدي صاحب السمو الأمير سلمان بن حمد آل خليفة. فالتوسع الكبير والنقلة النوعية التي تشهدها وزارة الصحة تتبلور في أفضلية تقديم الخدمات الصحية والطبية المتطورة بعد إضافة الكثير من البرامج والمتطلبات العصرية والخدماتية المتطورة".
وأضاف الوزير الشهابي: "الجميع يعلم بأهمية محافظة العاصمة حيث تُعد أولى المحافظات الخمس بمملكة البحرين وممالا شك فيه تشهد العاصمة نشاطاً مختلفاً عن باقي المحافظات طوال العام نظراً لأهمية المرافق التي تقع ضمن موقعها الجغرافي.
وتابع: "نحن اليوم نجتمع معكم اليوم امتثالاً لقرار مجلس الوزراء الموقر بشأن التواصل مع المواطنين والتعرف على شكواهم ومشاكلهم ومقترحاتهم بشكل مباشر. مضيفاً الوزير: ومن هذا المنبر أرحب بكم جميعا يا أهالي محافظة العاصمة، وأود أن أقول لكم نحن نقف بينكم من أجل الاستماع لكم والأخذ بمقترحاتكم التي من شأنها تسعى لقديم خدمات صحية أفضل".
كما وقدم وزير الصحة صادق عبدالكريم الشهابي نبذة إلى أهالي محافظة العاصمة حول الخدمات الصحية التي تقدمها وزارة الصحة.
وفيما يتعلق بخدمات الرعاية الثانوية استعرض الوزير أهم المعلومات حول مجمّع السلمانية الطبي الذي يلبي جميع احتياجات المواطنين والمقيمين للرعاية الصحية الثانوية من تشخيص وعلاج وتأهيل، وفق أرقى الأساليب الممكنة، وأكثرها كفاءة وفعالية ووفق أرقى مستويات الخدمة ضمن حدود الموارد المتاحة، إضافة إلى ذلك فإن مجمع السلمانية الطبي يشكل مركزاً تعليمياً وبحثياً للمختصين في مجال الصحة.
وأفاد الوزير بأن مجمع السلمانية الطبي لديه القدرة على استيعاب حوالي 1200 سرير، ويستقبل يوميا مترددين يبلغ متوسط عددهم 1000 إلى 1500، ويعمل أكثر من 6500 موظف وموظفا بالمجمع، وتوجد في المجمع 17 دائرة طبية لتشخيص وعلاج المرضى، وخدمات صحية مساندة تُدار من خلال فرق صحية وإدارية على مدار الساعة.
لافتاً إلى النظام الصحي بالسلمانية يواجه تحدي كبير كباقي مستشفيات دول العالم بسبب زيادة الطلب الكبير للحصول على التشخيص والعلاج من خلال المرافق المتعددة، ويُقدر عدد من يتردد عليه أكثر من مليون ونصف مريض سنوياً.
وأضاف: "من خطط الوزارة التي تعمل وستعمل على تنفيذها قريباً في مجمع السلمانية الطبي هو إنشاء مواقف متعددة الطوابق للسيارات، وإنشاء مبنى للعيادات الخارجية، وإضافة جديدة مع توسعة قسم الطوارئ".
كما تطرق الوزير إلى مستشفى الطب النفسي الذي يقدم خدماته على مدار الساعة للمواطنين والمقيمين، بجميع التخصصات الفرعية للطب النفسي، وبشكل مجاني، وهذا ما يميز مملكة البحرين في توفير الخدمات متعددة التخصص، وهي الطب النفسي العام، والطب النفسي للأطفال والمراهقة، والطب النفسي في المجتمع، والزيارات المنزلية، والطب النفسي للإعاقة الذهنية، والطب النفسي التأهيلي، إضافة إلى عيادة للقلق النفسي. ويبلغ مجموع الأسرة المتوفرة في المستشفى 230 سريرا.
بعد ذلك قدم نبذة حول خدمات الرعاية الصحية الأولية، حيث أشار إلى وجود 6 مراكز صحية في المحافظة وهي مركز النعيم الصحي ومركز ابن سيناء الصحي ومركز الحورة الصحي ومركز الشيخ صباح الصحي ومركز البلاد القديم الصحي ومركز الرازي الصحي، مشيراً سعادته إلى أن مركز النعيم الصحي يعمل على مدار الأسبوع حتى منتصف الليل.
وتوفر المراكز الصحية الخدمات الطبية والتمريضية، وخـــدمات صحة الفــــــم والأسنان، ورعايـــة الأمومـــة والطفولة، والخدمات الطبية المساعـدة (الصيدلية، الأشعـــة، المختبر، السجلات الصحية)، وكذلك التثقيف الصحي، وخدمات فحص خدم المنازل وتسجيل طلبات المواليد والوفيات. ماعدا خدمات العلاج الطبيعي.هذا بالإضافة إلى توفر خدمات الوحدات المتنقلة للمسنين والتي تقدم الخدمات الصحية للمسنين في منازلهم.
وأضاف الوزير: "إضافة إلى ذلك تُقدم خدمات الصحة العامة في المنطقة وتشمل خدمات مراقبة الأغذية، وخدمات التفتيش الصحي من خلال الحملات التفتيشية المجدولة طوال العام، وخدمات رش المبيدات الحشرية، إضافة إلى حملات التطعيم الجانبية.
كما وأكد الوزير على أن صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة يتابع بشكل دائم كافة المشاريع والخدمات الصحية التي تقدمها الوزارة. مشيراً إلى أن من أهم المشاريع التي تعتزم الوزارة تنفيذها خلال العامين 2015م و2016م في محافظة العاصمة تتمثل في توسعة مركز النعيم الصحي. و إنشاء قسم أشعة في مركز ابن سيناء الصحي. وتوسعة مركز الرازي الصحي.
كما استعرض سعادته مشاريع توسعية بمجمع السلمانية الطبي وتشمل توسعة قسم الطوارىء وإنشاء مبنى متعدد الطوابق وإنشاء محطة لتقوية الكهرباء بالمجمع.
بعدها استعرض سعادته أهم المبادرات التطويرية وشملت افتتاح عيادات تخصصية تشمل عيادات السكري والأمراض المزمنة والكشف المبكر وتطبق نظام التصنيف الذكي لتقديم الخدمة المناسبة في الوقت المناسب.إضافة إلى مشروع توفير السرة بمجمع السلمانية الطبي والتصنيف بالطوارىء. ومشروع التفنيش الذكي والملصق الأخضر لمراقبة المطاعم وتقليل التسممات الغذائية.
كما أشار إلى أهم التحديات التي تواجه الخدمات الصحية وأهمها ارتفاع نسبة المسنين والنمو السكاني وارتفاع تكلفة الدواء والأجهزة الطبية وهي تحديات تشترك فيها مملكة البحرين مع باقي دول العالم.
وفي ختام استعراضه توجه صادق عبدالكريم الشهابي بجزيل الشكر والتقدير إلى رئيس الوزراء صاحب السمو الأمير خليفة بن سلمان ال خليفة ، وللحضور الكريم وللمسئولين والقائمين في وزارة الصحة الذين يعملون بجد واجتهاد من أجل اكتماله وتسليمه للبدء بالعمل واستقبال المرضى، وذلك بفضل اهتمامهم بالعمل المناط بهم واستكمال جميع ما يُطلب منهم في الوقت المحدد، واحترامهم للعمل والمسئولية المسندة لهم في سبيل راحة المرضى وتقديم أفضل الخدمات الصحية لهم، والشكر موصول إلى جميع من عمل على دعمنا ومساندتنا نحو الارتقاء بالخدمات الصحية في مملكة البحرين.
كما تقدم الوزير بجزيل الشكر لجميع العاملين بقطاع الرعاية الصحية الأولية لما يبذلونه من جهود مخلصة لتقديم كافة الخدمات الوقائية والعلاجية والتأهيلية.
بعد ذلك استمع الوزير إلى ملاحظات المتحدثين من أهالي المحافظة ومشكلاتهم، مؤكداً سعادته للحضور أن جميع الملاحظات والمشكلات التي تواجه أهالي العاصمة ستكون موضع اهتمام ومتابعة وستعمل الوزارة مع المسئولين والمعنين بالعمل على إيجاد الحلول المناسبة التي تساهم في التخفيف من معاناتهم، كما أكد سعادته أن الوزارة سعيدة بكل المقترحات التي تقدم بها أهالي محافظة العاصمة وستعمل على دراستها وبحثها والنظر في إمكانية تنفيذها بهدف تحقيق رضا جميع المستفيدين من خدمات وزارة الصحة في محافظة العاصمة.
وحول أهم ما تطرق إليه الأهالي من احتياجات، أكد الوزير الشهابي أن وزارة الصحة الالتزام بتنفيذ المشاريع التي تم الإعلان عنها والمدرجة ضمن خطة الوزارة.
وقد أشاد المواطنون بقرار الحكومة لتوحيد أسعار الدواء في القطاع الخاص وثمنوا هذه الخطوة الرائدة.
وأكدوا على أهمية مراقبة القطاع الخاص وخصوا فيما يتعلق بالأخطاء الطبية والتحقيق فيها.
بعدها قامت الوكيل المساعد للرعاية الأولية والصحة العامة مريم الجلاهمة بتقديم عرض حول مرض الايبولا وطرق انتشاره والاجراءات التي اتخذتها الحكومة لمنع وصول المرض للملكة، ووضع خطة وطنية متطابقة مع توصيات منظمة الصحة العالمية.مؤكدة خلو المملكة منه.
من الجدير بالذكر أن الوفد المرافق لوزير الصحة تكون من الوكيل المساعد للرعاية الأولية والصحة العامة مريم الجلاهمة، والوكيل المساعد لشئون المستشفيات وليد المانع، والقائم بأعمال مدير إدارة المراكز الصحية نوال الذوادي، ونائب رئيس الأطباء للشئون التشخيصية بمجمع السلمانية الطبي رجاء اليوسف، ومدير إدارة العلاقات العامة والدولية أنيسة الحويحي.