في اليوم العالمي للعمل الإنساني، تحتفي الأمم المتحدة بأبطال العمل الإنساني الذين يُهرعون بشجاعة لمساعدة المحتاجين. وتتذكر تضحياتهم وتلتفت إلى ملايين البشر الذين يعولون على العاملين في المجال الإنساني لتأمين أسباب البقاء لهم.
في التقرير التالي، مقتطفات من رسالة الأمين العام بهذه المناسبة وأضواء على جلسة مجلس الأمن التي عقدت تحت عنوان"حماية المدنيين في الصراعات المسلحة" في محاولة للتأكيد على ضرورة حماية العاملين في المجال الإنساني الذين يوفرون المساعدات الماسة إلى المتضررين في أنحاء العالم.
الهجمات على العاملين في المجال الإنساني الذين يساعدون المحتاجين في جميع أنحاء العالم تعتبر أمرا مشينا.
هذا ما قاله الأمين العام بان كي مون في رسالته بمناسبة اليوم العالمي للعمل الإنساني الذي تحييه الأمم المتحدة في 19 من آب/أغسطس من كل عام، والذي يصادف أيضا ذكرى التفجير الإرهابي الذي استهدف فندق القناة في العاصمة العراقية بغداد،- مقر الأمم المتحدة في البلاد- عام 2003.
وقد أودى ذلك الهجوم بحياة 22 شخصا من بينهم مبعوث الأمم المتحدة في البلاد في ذلك الوقت، سيرجيو فييرا دي ميلو، والشابة الصحفية ريهام الفرا من قسم اللغة العربية بإذاعة الأمم المتحدة.
وفي رسالته بهذه المناسبة دعا الأمين العام إلى تكريم الذين سقطوا، من خلال حماية أولئك الذين ينوبون عنهم في تأدية الواجب ومساندة عمليات الإغاثة الإنسانية في جميع أنحاء العالم:
"بمناسبة اليوم العالمي للعمل الإنساني، نجدد التزامنا بجهود الإغاثة المنقذة للحياة - ونحن نستذكر جميع أولئك الذين لقوا حتفهم في خدمة هذه القضية النبيلة. في العام الماضي، تعرض العاملون في المجال الإنساني للخطف والإصابات الخطيرة والموت أكثر من أي وقت مضى. إن هذا لوضع مشين. وخلال الأسابيع الماضية لقي عشرات العاملين في المجال الإنساني، بمن فيهم أفراد أسرة الأمم المتحدة، مصرعهم في جنوب السودان وغزة."
وفي هذه المناسبة عقد مجلس الأمن الدولي جلسة مواضيعية حول "حماية المدنيين في الصراعات المسلحة" استهلها نائب الأمين العام، يان إلياسون، بالإشارة إلى عدد الضحايا الكبير للعاملين في المجال الإنساني الذين خطفوا أو قتلوا أو أصيبوا بجروح خطيرة خلال العام الماضي.
وفيما يعملون في أكثر الأماكن خطورة، قال إلياسون, يتعرض العاملون في المجال الإنساني إلى مخاطر كبيرة لمساعدة المحتاجين:
"مائة وخمسة وخمسون شخصا قد قتلوا، وأصيب 171 آخرون و اختطف 134، ما يمثل زيادة بنسبة 66 في المائة بالمقارنة مع العام الماضي 2012. حتى الآن في عام 2014، قتل 79 عاملا في المجال الإنساني، وأصيب 33 وخطف 50 وفقا للأرقام الأولية المتاحة في هذه المرحلة."
وقال إلياسون إن غالبية الحوادث التي وقعت في السنوات الأخيرة كانت في أفغانستان وباكستان والصومال والسودان وجنوب السودان وسوريا، مضيفا أنه خلال الأسابيع الأخيرة فقط، قتل العديد من العاملين في المجال الإنساني في جنوب السودان وقطاع غزة، ومحذرا في هذا السياق من خطر تقبل فكرة هذه الخسائر تحت شعار "التكلفة اللازمة للعمل في بيئات محفوفة بالمخاطر".
هذا ما شدد عليه أيضا رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر، بيتر مورير، الذي كان يتحدث أمام الجلسة عبر دائرة تلفزيونية مغلقة من جنيف، داعيا إلى الانخراط مع المجتمعات المحلية لتتقبل الأنشطة الإنسانية وتساعد في تنفيذها، وقال:
"الأمن يرتبط ارتباطا وثيقا بالقبول. من دون هذين الأمرين، يجد العاملون في المجال الإنساني من الصعب للغاية الوصول بأمان إلى المحتاجين وتقديم المساعدات النزيهة والحماية. القبول يعتمد على قدرة المنظمات الإنسانية على الانخراط مع المجتمعات المحلية وغيرها. هذا يعني التحدث مع الجهات الفاعلة المسلحة غير الحكومية حول القانون الإنساني والمبادئ الإنسانية والحصول على ضمانات أمنية كافية وواضحة لا لبس فيها."
وأوضح بيتر مورير أن اللجنة الدولية تسعى من خلال الشبكات واسعة النطاق على جميع المستويات ومن خلال الحوار المستمر مع جميع الأطراف المعنية إلى ضمان بيئة عمل آمنة لموظفيها، قائلا هذه هي استراتيجيتنا الرئيسية التي تسميها اللجنة "استراتيجية الحد من الخطر" وننفذها من خلال التعامل مع جهات الاتصال المحلية التي تسيطر على مستوى التهديد الذي تتعرض له عملياتها.
وأشار مورير إلى أنه يجب أن تفهم هذه الكيانات أهداف اللجنة الدولية، والغرض الإنساني الحصري لنشاطاتها، مشيرا في نفس الإطار إلى أهمية الفصل بين الأنشطة العسكرية والسياسية والأنشطة الإنسانية.