العدد 4370 - الأحد 24 أغسطس 2014م الموافق 28 شوال 1435هـ

النجار يقرأ بروز 3 قوى جديدة على الخارطة العربية في مشاركته بندوة أصيلة

المنامة – وزارة الثقافة 

تحديث: 12 مايو 2017

قدّم أستاذ علم الاجتماع بجامعة البحرين باقر النّجّار قراءة عامّة لثلاث قوى برزت في المنطقة مؤخّرًا، وتجربة الأنظمة السّياسيّة في التّعامل مع النّسيج الاجتماعيّ المكوّن لها، أثناء مشاركته في ندوة (العرب غدًا: التّوقّعات والمآل) التي اختتم فيها منتدى أصيلة الثّقافيّ الدّوليّ السّادس والثّلاثين برنامج ندواته لهذا الموسم

وأعرب النّجّار في بداية حديثه عن شكره لمنتدى أصيلة الثّقافيّ ولوزير الخارجيّة المغربيّ الأسبق ومؤسّس المنتدى محمّد بن عيسى على الدّعوة لهذا الملتقى الثّقافيّ، مشيدًا بقدرته على الاستمراريّة على مدى ثلاثة عقود، وقدرته كذلك على الإبداع في طرح القضايا والإشكاليّات التي تتّسق مع الأوضاع الرّاهنة طيلة تلك السّنوات.

 

وعن السّيناريوهات والتّوقّعات للخارطة العربيّة، أشار النّجّار إلى أنّ المنطقة العربيّة تخلو من مسألة متعلّقة برسم سيناريوهاتها من قِبَل مراكز بحثيّة على مستوى المنطقة العربيّة، مؤكّدًا أنّ ما هو مطروح وما يُطرَح من قِبل الكثير من الباحثين في المنطقة العربيّة هي تلك السّيناريوهات التي تُرسَم وتُصاغ في مراكز البحث والتّفكير الغربيّة والأميركيّة وحتّى بعض الشّرقيّة. وأوضح أنّ تلك الدّول تحاول نتيجة لغياب السّيناريوهات والأوضاع المتفكّكة في المنطقة العربيّة أن تُخضع سيناريوهاتها لقدر كبير من التّنميط في المنطقة العربيّة.

 

واستعرض الباحث في مشاركته القوى التي بدأت تمارس فاعليّتها في الوطن العربيّ، وبيّن أنّ هنالك قدرٌ من الاستمراريّة في قدرة بعض الجماعات الفاعلة في الفترات السّابقة على المستوى القريب والمتوسّط، لكنّه استدرك بالقول: (في المرحلة الأخيرة لاحظنا بروز قوى اجتماعيّة جديدة تتعلّق بالشّباب، إلى جانب بروز قوى سياسيّة جديدة، هذه القوى قد أخذت بُعدًا دينيًّا في نشاطها وفي طرحها وفي خطابها العامّ إلّا أنّها أصبحت قوى مؤثّرة على الواقع الاجتماعيّ)، مشيرًا إلى البروز القويّ للسّلفيّة بأشكالها المختلفة في المنطقة العربيّة وقدرتها على تنفيذ أجنداتها في بعض المناطق التي تعاني من حالة اضطراب، وصولاً إلى قدرتها على تشكيل هذه الدّولة سواء قُبِلَ بها أو لم يقبل. وذكر أنّ ذلك يشير إلى بروز قوى جديدة قادرة على التّأثير في المسار السّياسيّ والمسار الاجتماعيّ في المنطقة العربيّة. واستتبع ملاحظاته بالقول: (القوى الأخرى أيضًا هي الإثنيّات المختلفة، منها الأمازيغ، القوى المسيحيّة والقوى الشّيعيّة وهي قوى مؤثّرة في المنطقة العربيّة، إلّا أنّ تعاطي كثير من الدّول والأنظمة العربيّة معها هو تعاطٍ – كما أعتقد – غير رشيد، وقد استُخدِمت عادةً الأساليب التّقليديّة في مواجهة هذه القوى عوضًا عن احتوائها).

 

وواصل: (سيبقى العسكر والقبائل مؤثّرين في المجتمع العربيّ على مستوييه وبُعدَيْه القريب والمتوسّط، ويمكن أن نرى القوى المختلفة في نماذج عديدة، منها النّموذج اليمنيّ والنّموذج اللّيبيّ والسّوريّ والعراقيّ واللّبنانيّ، والتي يأخذ فيها الصّراع أشكالاً مختلفة سواء ما بين القوى التّقليديّة أو الجديدة).

 

وأشار الباحث النّجّار إلى أنّ بعض الدّول حاولت أن تمنع هذه القوى من أن تكون فاعلة في السّاحة، سواء بمحاولة استئصالها أو غيرها، إلّا أنّ كلّ الأحداث الأخيرة – النّظام المصريّ على سبيل المثال لم يستطع إخماد قدرة الجماعات الإسلاميّة في المجتمع المصريّ – منحتهم نزوعًا جديدًا لتبنّي العنف في علاقاتهم مع الدّولة، فكلّما نزعت الدّولة إلى استخدام العنف في مواجهة المختلف السّياسيّ معها، نزعت هذه القوى كذلك لتبنّي العنف في صراعها مع الدّولة.

 

وحلّلّ الباحث في مشاركته وضع الدّول العربيّة، مبّينًا فشل الأنظمة في القيام بما نسمّيه بالدّولة الحديثة، وبالتّالي قدرة تلك الدّولة الحديثة على تطوير نفسها وتبنّي آليّات ووسائط جديدة في إدارة الدّولة والمجتمع، وكذلك في التّعامل مع هذا النّسيج الاجتماعيّ بكل اختلافاته وتبايناته، مشيرًا أنّ كلّ تلك الأمور أوصلت الدّولة العربيّة إلى الحالة التي نحن فيها، وقال: (الدّولة العربيّة تعيش حالة من ضعف القدرة التّكيّفيّة مع متغيّرات سياسيّة جديدة ومع تغيّرات دوليّة).





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً