العدد 4381 - الخميس 04 سبتمبر 2014م الموافق 10 ذي القعدة 1435هـ

القاعدة تفتح جبهة جديدة في جنوب آسيا والهند في حال تاهب

وضعت الهند أمس الخميس عددا من ولاياتها في حالة تأهب بعد اعلان تنظيم القاعدة انشاء فرع جديد للحركة الاسلامية المتطرفة في جنوب لقارة الاسيوية سعيا إلى كسب مزيد من القوة.

وفي حين يوسع تنظيم "داعش" المتطرف نفوذه في سوريا والعراق، اكد زعيم تنظيم القاعدة ايمن الظواهري في شريط فيديو بث الاربعاء انه يريد اقامة الخلافة في بورما وبنغلادش وبعض مناطق الهند حيث يعيش عدد كبير من المسلمين المعروفين باعتدالهم.

وصرح مصدر في اجهزة الاستخبارات الهندية لفرانس برس "اننا نأخذ الموضع على محمل الجد جدا، لا يمكن تجاهل مثل هذه التهديدات".

واضاف "طلبنا من (بعض) الولايات ولا سيما غوجارات وماديا وبرادش واوتار برادش وبهار اعلان حالة التأهب".

من جهتها، اعربت الولايات المتحدة التي تتباهى دائما بانها "قضت على القيادة المركزية للقاعدة" في باكستان وافغانستان عن "قلقها"، لكنها مع ذلك لا ترى في الاعلان عن ذلك "اشارة إلى امكانيات جديدة للقاعدة"، بحسب المتحدثة باسم الخارجية ماري هارف.

ويقول تنظيم القاعدة الذي ينشط في افغانستان وباكستان، منذ وقت طويل انه يتمتع بنفوذ لدى المقاتلين الاسلاميين الذين يقاتلون من اجل استعادة الخلافة على الاراضي التي يعتبرها اراض للمسلمين.

لكن منذ مقتل زعيمه أسامة بن لادن في ايار/مايو 2011، تلاشى المشروع وطغت عليه اولا نشاطات فروعه في افريقيا وجزيرة العرب ثم اعلن منافسه تنظيم "داعش" في نهاية حزيران/يونيو قيام الخلافة على الاراضي التي تسيطر عليها على جانبي الحدود في العراق وسوريا.

وقال اجيت كومار سينغ من معهد "ادارة النزاعات" البحثي في نيودلهي "انها مجرد دعاية تدل على اليأس الذي تملك بعد ان باتت داعش تمثل الخطر العالمي الحقيقي (...) انها معركة نفوذ بين القاعدة داعش".

وبين الولايات التي ذكرها الظواهري في الفيديو ولاية كشمير الهندية الوحيدة التي يشكل المسلمون غالبية سكانها والتي تشهد حركة انفصالية رغم ان هذه الحركة تنفي اي صلة لها او دور للقاعدة في كشمير.

وقال اياد اكبر المتحدث باسم الزعيم الانفصالي سيد علي جيلاني لوكالة فرانس برس "ليس لديهم اي نفوذ هنا. الخلاف في كشمير سياسي محلي ولا علاقة للقاعدة به".

وفر ملايين المسلمين من الهند إلى المنطقة التي اصبحت اليوم باكستان في 1947 حين قسم الاستعمار البريطاني الدولتين عند الاستقلال. ولا يزال التوتر قائما بين البلدين.

وتعرض المسلمون في الهند ايضا لاعمال عنف قام بها متطرفون هندوس. وقتل مئات المسلمين في مواجهات وقعت في ولاية غوجارات عام 2002 حين كان رئيس الوزراء الحالي نارندرا مودي رئيسا لحكومة الولاية.

وببنما لا يزال تنظيم القاعدة يعتبر خطرا على الغرب، لم يتمكن من تكرار هجمات كبيرة مثل تلك التي نفذها في 11 ايلول/سبتمبر 2001 في نيويورك وواشنطن واوقعت ثلاثة الاف قتيل.

لكن مع انشاء "قاعدة الجهاد في شبه الجزيرة الهندية" يحاول الظواهري من خلال الفيديو الذي جاء باللغتين العربية والاوردو مخاطبة قاعدته في باكستان، واعادة تسليط الأضواء عليه.

ودعا الظواهري في الشريط الامة إلى "التوحيد" وقيام فرع جديد للقاعدة هو "جماعة قاعدة الجهاد في شبه القارة الهندية سعيا لرفع علم الجهاد وعودة الحكم الاسلامي وتحكيم شريعته في ربوع شبه القارة الهندية".

واكد الظواهري ان "هذا الكيان لم ينشأ اليوم ولكنه ثمرة جهد مبارك منذ أكثر من سنتين لتجميع المجاهدين في شبه القارة الهندية في كيان واحد يكون مع الأصل، جماعة قاعدة الجهاد من جنود الإمارة الإسلامية وأميرها" الملا محمد عمر.

لكن الخبراء يؤكدون انه ليس هناك معلومات عن انضمام شباب هنود الى صفوف التنظيم.

واضاف الظواهري ان "هذا الكيان المبارك بإذن الله قام ليتحد مع إخوانه المجاهدين والمسلمين في كل الدنيا وليحطم الحدود المصطنعة التي أقامها المحتل الإنكليزي ليفرق بين المسلمين في شبه القارة الهندية".

وقال الخبير في شئون التنظيم الجهادي رحيم الله يوسف ضائي لوكالة فرانس برس "حتى الان ليس لدينا علم بوجود خلايا للقاعدة او اعضاء للتنظيم في الهند".

واضاف "انها خطوة تنم عن يأس. بدلا من التركيز على الشرق الاوسط والدول العربية يراهنون على منطقة لا وجود لهم فيها".

وفي بورما المنطقة الاخرى التي اشار اليها الظواهري يشكل المسلمون اقلية ولم تشهد البلاد هجمات نفذها اسلاميون.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً