العدد 4382 - الجمعة 05 سبتمبر 2014م الموافق 11 ذي القعدة 1435هـ

«شيء من غزة»... أولى أمسيات مجموعة ديوان الشعرية

ليس من الغريب أن تجد في البحرين في كل زاوية من كل قرية هنا أو هناك مجموعة أدبية تتعاطى الشعر وتحب الثقافة وتحتفي بالإبداع، فالبحرين ولادة وقراها مثخنة بالشعراء، ويكفي أن تمر في أي مناسبة من المناسبات الخاصة أو العامة لتجد حجم الشعراء ومن يتعاطون الإيقاع يصدحون بقصائدهم وينثرون الحروف عذبة طرية ويتشاطرون المعنى في أخذ ورد ولا تمر الأيام حتى تجدهم قد تلاشوا وانتهوا ربما لطبيعة خاصة تكمن في عدم التوثيق والاهتمام بإبداعهم كمشاريع أدبية، ثم بعد فترة تجدهم يعيدون الابتداء من حيث انتهوا، لما قرّ في أذهانهم من جمال تلك التجارب وحفاوة تلك اللقاءات على بساطتها وتلقائيتها وأثرها على إبداعاتهم، ولعل هذا ما حدا بمجموعة الملتقى الإبداعي في السنابس الذي تأسس وشرع في مجموعة من الأمسيات الثقافية والإبداعية في فترة ما، أن يعيد لنفسه الألق من جديد في شكل مجموعة جديدة تحت عنوان «مجموعة ديوان الأدبية» والتي دشنت أولى لقاءاتها وأعلنت عن نفسها هذه المرة من خلال برنامج ثقافي أسبوعي ابتدأته بأمسية حضر فيها النقد والشعر ليصدح بالهم الفلسطيني بعنون «شيء من غزة».

فقد نظمت مجموعة ديوان الأدبية أولى أمسياتها بعنوان «شيء من غزة» وذلك مساء يوم الأربعاء ليلة الخميس الموافق 2014/8/27. بمشاركة نخبة من الشعراء هم ياسر آل غريب من القطيف، والشاعر حسن المعيبد من الأحساء، والشاعر أحمد الستراوي، والشاعر رضا دوريش من البحرين.

في البداية أشارت مجموعة ديوان إلى رؤيتها الإبداعية وتطلعاتها وبرنامجها الأدبي الذي يأتي امتداداً لملتقيات أدبية سابقة في منطقة السنابس وتطلعات شعرائها، مؤكدة بأنها ستمتد في شكل أمسيات شعرية ونقدية وأدبية تعقد مساء كل خميس بواقع أربعة لقاءات متواصلة في كل شهر، ثم بعد ذلك تعاقب الشعراء في تقديم نصوصهم التي انطلقت من غزة متضامنة معها فيما تعيشه من مأساة وعزة ونصر إلى نصوص ذاتية، وقد تخلل الأمسية مداخلات نقدية لا تخلو من المماحكات والمؤانسة بين الشعراء والناقد، وكان ما أمتع الجمهور طراوة المداخلات ونداوة النصوص.

وشهدت الأمسية حضور وفد من ملتقى ابن المقرب الأدبي من (القطيف) وبالإضافة إلى جمهور من الشعراء والمهتمين، وقد اتسمت الأمسية بأجواء حميمية وسط تفاعل الجمهور مع القصائد المتنوعة التي قدمها الشعراء.

بعد الأمسية كان لملتقى ديوان جولة استطلع خلالها آراء وانطباعات الحضور الذي كان متفاعلاً مع ما ألقي من قصائد ونقد...

حضور غزة ببهائها

وقد أبدا الشاعر عيسى العصفور انطباعه عن الأمسية بقوله «بدا «ديوان» في عنفوانه، أنيقاً، لائقاً بالشعر، أريحياً، وودوداً... قيل في ديوان «أحلى الكلام» حضرت غزة، وكل فلسطين، وحضرت خرائط المعيبد، وشاعرية درويش، وفكرة الغريب، واقتناصات الستراوي، حيث طربنا... وما شوقاً إلى البيض نطربُ ولا لعباً... منا وذي الشيب يلعبُ.. ونتمنى من «ديوان» المزيد من التحضير والتنظيم والتواصل بما يجعل النتاج ريادياً جديراً بالشعر».

الشعر بستان الألوان

أما الشاعر سيد هاشم الموسوي فقد أبدى إعجابه بتنوع الأمسية متسائلاً هل هي أمسية ديوان أم أمسية بستان فيه ورود متعددة الألوان، وكل وردة لها عبق وأريج يختلف عن صاحبتها، ورود آن لها أن تمتع الناظرين بجمالها وأن لا تختبئ خلف الأسوار.

وأضاف الموسوي «ديوان»... فرصة ذهبية للشعراء ولجمهور الشعر تساهم في ري الشجرة الشعرية التي ستظلنا بظلالها في رمضاء الحياة، وتطعمنا من ثمارها في يوم ذي مسغبة لكي تخضر البيداء ونسمع خرير سلسبيل الإبداع من الحناجر التي أصرّت على أن تكون صدي صوت المظلومين والمعذبين وكانت غزة خطوتها الأولى.

ديوان ملفى للفنون

أما الشاعر أحمد الستراوي فقد علق على الأمسية بقوله: لم يأتِ مشروع «ديوان» من فراغ وإنما انطلق من حاجة ملحّة وهاجس أرّق الشعراء وأصحاب الفن لوجود ملفى يحتضنهم ويحتضن تجاربهم الواعدة وليس الشعر وحده المسيطر كما يفهم البعض من مسمى المشروع وإنما هذا المسمى يتجاوز الشعر كجنس أدبي إلى فنون أخرى كالمسرح والنقد والرواية وغير ذلك.

وأضاف الستراوي أن الانطباع الأولي للفعالية أنها نجحت بامتياز وذلك يرجع لعدة عوامل أهمها الشغف من الجمهور لحضور أمسية شعرية خارج إطار المسابقات التي اعتاد عليها وثانياً أن الشعراء كانوا من مدارس متعددة وهو ما أثرى الفعالية بتقبلها لدى الجمهور، وقد كان لحضور أعضاء ملتقى ابن المقرب من المملكة العربية السعودية أثره الطيب لدى القائمين والمشاركين والجمهور ويتضح ذلك من خلال كلمة الشاعر الكبير السيد هاشم الشخص بعد الأمسية بأن مملكة البحرين ولاّدة بالتجارب الناضجة وختم تمنياتي للقائمين على «ديوان» بالمزيد من التقدم والعطاء.

نصوص طرية

أما الشاعر عباس عيسى من داركليب فقد أشار إلى أن اللقاء الأدبي (ديوان) كان شيقاً تجاذبت فيه إيحاءات الشعراء مع ما يلامس وجدان الجمهور دافعين خيالهم إلى الإحساس بقضايا الأمة الكبرى؛ لتنتصر لعزتها وكرامتها، وتدفع معتنقيها إلى الدفاع عن المظلومين والمحرومين في بقاع الأرض. كما أتحفنا الشعراء بطراوة نصوصهم، وغزارة أفكارهم، وروعة صورهم وقد أعادوا ببراعتهم قراءة بعض المفاهيم الوطنية قراءة جديدة، الأمر الذي يعطي للشعر قيمته الفنية المعاصرة، وأضاف عيسى أما عن تجارب الشعراء الذاتية ، فلربما يحق لنا أن نسمي درويش بشاعر وطن رقيق، والمعيبد بشاعر إنسانية حساسة، والغريب بشاعر تأملي، والستراوي بشاعر ذاتي ساحر، حقاً كانت قصائدهم تزخر بالصور الجمالية والفنية.

وختم عيسى نتمنى من المنظمين إذاعة هذا الصيت الأدبي والاستمرار عليه إبداعاً وتطويراً؛ ليكون شرفة من شرفات الاهتمام الأدبي في المنطقة، التي تدفعهم نحو مناصرة المظلومين.

موعد مع الألق

أما الشاعر زكي السالم فقد قدم تحية لـ «ديوان» بقوله كُنا على موعد مع الألق مع التجلي مع الإبداع وعذوبة اللحن وسحر الإيقاع ورقة الكلمة وسلاسة المعنى ووضوح الرؤية وإشراق الرؤى... كانت ليلة الخميس الماضية تختلف اركسترائياً عن كل الليالي فقد استطاع ملتقى (ديوان) أن يتوّج باكورة نشاطه الأدبي بأمسية شعرية لأربعة تجسد الفن والسمو بأبهى صورهما فيهم... فهمس رضا درويش وكبرياء ياسر غريب ووقع مفردة حسن المعيبد وتجليات أحمد الستراوي كلها كانت حاضرة بتلك الليلة...

وأضاف السالم كنتُ ضمن وفد ملتقى ابن المقرب الأدبي بالدمام والذي ضم السيد الوقور هاشم الشخص والمبدع المتألق باسم العيثان والمتميز طالب التركي بتصوري أن مجموعة ديوان بدأت من حيث انتهى الطامحون وأشرقت شمسها ساعة حاجة أدبية ماسة لأمثالها، فإلى مزيد من التألق والتميز.

العدد 4382 - الجمعة 05 سبتمبر 2014م الموافق 11 ذي القعدة 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً