يلقي الرئيس الايراني حسن روحاني كلمة امام الجمعية العامة للامم المتحدة اليوم الخميس (25 سبتمبر/ أيلول 2014) يتوجه فيها الى سائر دول العالم وذلك بعد تقرب قادة اوروبيين منه سعيا لكسب تاييده في الحملة ضد تنظيم الدولة الاسلامية.
وبدا الرئيس الاصلاحي الذي يشارك في الجمعية العامة الثانية له منذ انتخابه في 2013، مثالا للنشاط منذ وصوله الى نيويورك.
ويسلط حضوره الضوء على الاهمية المتنامية التي يبديها الغرب بطهران بينما يسعى التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الى عزل الجهاديين الذي اعدموا رهينتين اميركيين واخر بريطاني.
وبدا روحاني مرتاحا للاهتمام الذي يحظى به فقد اعطى مقابلات ونشر تغريدات عدة على تويتر، كما انه حذر الولايات المتحدة من ان الغارات الجوية لن تدمر وحدها تنظيم الدول الاسلامية، لكنه في الوقت نفسه اشار الى ان الفرص مؤاتية للتوصل الى اتفاق حول البرنامج النووي الايراني.
وسيكون روحاني اول متحدث الخميس في اليوم الثاني من اعمال الجمعية العامة للامم المتحدة. وسيلقي كلمته المرتقبة عند الساعة 09,00 (13,00 تغ).
ومن المرجح ان يتناول روحاني في كلمته التهديد الذي يمثله التنظيم في العراق وسوريا وقلق الغرب من سعي ايران لتطوير سلاح نووي وهو ما تنفيه طهران باستمرار.
وعقد روحاني لقاء تاريخيا مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الاربعاء اعلن هذا الاخير في اعقابه ان ايران يمكن ان تكون "جزءا من الحل" للقضاء على تنظيم الدولة الاسلامية.
وكان هذا اول لقاء بين رئيس وزراء بريطاني ورئيس ايراني منذ الثورة الاسلامية عام 1979 وعقد غداة لقاء هو الثاني بين روحاني والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند.
واشار كاميرون امام الجمعية العامة الى "خلافات كبيرة في وجهات النظر" مع ايران الا انها يجب ان "تعطى فرصة لتظهر انها يمكن ان تكون جزءا من الحل وليس من المشكلة".
من جهته قال هولاند لروحاني "اي دعم" هو ضروري لايجاد حل سياسي في ما يتعلق بلبنان وسوريا والعراق.
وحول البرنامج النووي الايراني، دعا روحاني الاجتماعات التي تعقد في نيويورك على مستوى وزاري الى استغلال "ظرف تاريخي" للتوصل الى اتفاق.
وسيؤدي الاتفاق حول البرنامج الايراني المثير للجدل الى ايجاد "جو جديد" يصب في مصلحة ايران والولايات المتحدة.
كما رحبت ايران بالحكومة العراقية الجديدة التي سعى رئيسها حيدر العبادي الى ان تكون اكثر شمولية من الحكومة السابقة.
وكتب روحاني على تويتر "#اخوة #التزام بناء" الى جانب صورة له مع عبادي في نيويورك.
ويفترض ان يمضي روحاني ابعد في هذا الالتزام عندما سيبقي كلمة امام قادة وضيوف من ديانات عدة في كاتدرائية القديس يوحنا في مانهاتن الجمعة.
الا ان روحاني وربما سعيا منه الا يبدو مرنا اكثر مما يجب، اعتبر ان الوقت لم يحن بعد للقاء الرئيس الاميركي باراك اوباما مع انه تحادث معه هاتفيا في ختام الجمعية العامة للامم المتحدة العام الماضي.
وابدت ايران تقبلا غير معهود للحملة العسكرية ضد الجهاديين في العراق حيث تواجه التنظيم من جانبها، الا انها حليف كبير للنظام السوري الذي تعتبر واشنطن انه فاقد للشرعية.
وقال روحاني في مقابلة مع الاعلامي تشارلي روز بثت مقاطع منها الاربعاء على شبكة "بي بي اس" "ليس من الواضح ما يبحثون عنه".
وقال "سواء كانوا يخضعون لضغوط من الراي العام المحلي او يريدون القيام باستعراض يوظفونه لدى جمهورهم او لديهم هدف حقيقي وملموس في المنطقة، ليس الامر واضحا تماما بالنسبة لنا".
وقال "لكن ما يمكن ان اقوله دون اي التباس هو انه لا يمكن القضاء على اي مجموعة ارهابية وتدميرها من خلال غارات جوية وحدها".
وقال روحاني عند سؤاله حول امكان التوصل الى اتفاق حول البرنامج النووي الايراني، انه يعتقد ان اتفاقا "بات في متناول اليد" قبل مهلة 24 تشرين الثاني/نوفمبر.
وتابع ان ايران عليها الدفاع عن حقها في استخدام الطاقة النووية بشكل سلمي ويجب ان يطمئن الغربيون الى انها لن تحيد عن ذلك.