أكدت دراسة علمية أقيمت في جامعة الخليج العربي فاعلية برنامج معرفي انفعالي في خفض المشكلات الاجتماعية والانفعالية لذوات صعوبات التعلم في المرحلة الثانوية، مما يساهم في تحسن مستواهم التعليمي.
وكشفت الباحثة سارة مبارك المويزري من خلال دراستها التي قدمت كجزء من متطلبات الحصول على رسالة الماجستير من برنامج صعوبات التعلم بجامعة الخليج العربي، انه ثبت بعد إجراء الدراسة على عينة مكونة من 23 طالبة من طالبات المرحلة الثانوية في دولة الكويت وزعن إلى مجموعتين تجريبية و ضابطة نجاح الدراسة في علاج المشكلات الاجتماعية والنفسية للطالبات التي أجريت عليهن الدراسة التجريبية مما ساهم في تحسن مستوى أدائهن التعليمي.
وقالت الباحثة سارة المويزري إن الدراسة اعتمدت على العلاج المعرفي السلوكي لآرون بيك وهو عبارة عن مساعدة الشَّخص على التقليل من التفكير السلبي؛ فبدلاً من الشعور باليأس والاكتئاب، يُصبح أفضلَ في التعامل مع الأمور، وحتى إنَّه يبدأ في الشعور بالمتعة في التعامل مع المواقف التي يواجهها.
وتابعت حيث يقوم الشَّخص، في هذا النوع من العلاج، بتعيين الأهداف مع المعالج، ويقوم بتنفيذ المهام بين جلسات العلاج. ولفتت الباحثة إلى أن بحوثاً عديدة أُجريَت على العلاج المعرفي السلوكي؛ فظهر أنَّه فعالٌ في مجموعة متنوِّعة من المشاكل النفسية كالاكتئاب، والقلق، نوبات الهلع، وأنواع الرُّهاب.
وبينت من جانب آخر انها اعتمدت في البرنامج العلاجي على نظرية العلاج العقلاني الانفعالي لالبرت اليس والتي تتركز في ثلاث نقاط: الأولى يبين المرشد للمسترشد أنه غير منطقي، ثم يوضح له العلاقة بين أفكاره غير المنطقية وتعاسته واضطرابه. وفي الخطوة الثالثة يبين له أيضا أن استمرار اضطرابه نتيجة لاستمراره في التفكير غير المنطقي. اما الخطوة الرابعة فيساعد المرشد المسترشد من خلالها على تغيير الأفكار التي لديه .
وعليه يتجاوز المسترشد التعامل مع الأفكار المحدودة ويتناول الأفكار العامة ويتبنى فلسفة للحياة أكثر عقلانية حتى لا يكون ضحية لتلك الأفكار مرة أخرى.
إلى ذلك، أوصت الدراسة بوضع اختصاصي صعوبات تعلم في جميع المراحل الدراسية في وزارة التربية والتعليم، والاستفادة من الطلبة المبتعثين من قبل الوزارة من خلال توظيف قدراتهم في هذا المجال. كما اوصت بتفعيل آليات العلاج المعرفي الانفعالي وضمن الخطط العلاجية لدى الباحثين النفسيين والاجتماعيين لمواجهة المشاكل التي يعاني منها الطلبة في المدارس. وتدريب الباحثين النفسيين والاجتماعيين والمعلمين على العلاج العرفي والانفعالي، وكيفية تطبيقه. واخيراً الاهتمام بذوي صعوبات التعليم في المرحلة الثانوية، نظراً لقلة الدراسات والبحوث العربية التي اهتمت بهم.
اشرف على الدراسة أستاذ صعوبات التعلم عادل العدل ، بالاشتراك مع أستاذ المناهج وطرق التدريس المشارك بجامعة الخليج العربي سعيد اليماني ، وتكونت لجنة الامتحان من أستاذ علم النفس في كلية الآداب بجامعة البحرين توفيق عبدالمنعم ، والأستاذ المساعد في برنامج صعوبات التعلم بجامعة الخليج العربي منصور صياح.