العدد 4403 - الجمعة 26 سبتمبر 2014م الموافق 02 ذي الحجة 1435هـ

باحثة أميركية: سواحل البحرين تتميز بمعجزة وجود "المالح" و"العذب" لينتج أفضل أنواع اللؤلؤ في العالم

أكدت الباحثة الأكاديمية الأمريكية المتخصصة في دراسات الشرق الأوسط والعالم العربي ميريام كوك "أن سواحل البحرين التي تتميز بمعجزة وجود الماء المالح منها والعذب معا دون اختلاط ما يشكل "برزخا" ينتج (أفضل أنواع اللؤلؤ) في العالم, مستشهدة بالآية القرآنية "مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان".

وكانت الباحثة تتحدث لطلاب صينيون من جامعة الدراسات الاجنبية ببكين عن آخر كتاب أصدرته تحت عنوان "الحداثة القبلية: سمة جديدة لشعوب الخليج العربي، واشارت في ذلك إلى صورة غلاف كتابها التي تظهر أبل عربية مزينة تسير وعلى جانبها ناطحات سحاب خليجية, وكذا بصورة وضعت في آخر الكتاب للوحة فنية خطية معقدة لنص الآية القرآنية المذكورة بطريقة تعكس المعنى التي أرادت إيصاله عبر صفحات كتابها.

ومن خلال المحاضرة تعرف الطلاب الصينيون لأول مرة على الحداثة والتطور والتقاليد العربية الاصيلة في دول الخليج العربي، وحسب وكالة أنباء (شينخوا) الصينية أمس "أن الطلاب الصينيون قد أبدوا اعجابهم خلال المحاضرة التي استعرضت فيها الباحثة وهي أيضا مديرة مركز دراسات الشرق الأوسط التابع لجامعة ديوك الأمريكية, في كتابها على المصطلح العربي الإسلامي (البرزخ) في وصفها لحال الثقافة الحديثة في منطقة الخليج، حيث يتزامن القديم مع الحديث والبدوي مع الحضري والتقليدي مع غير التقليدي دون انصهار أو طغيان".

وقد أسهبت كوك في تفسيرها لكلمة البرزخ العربية وذكرت أنه لا توجد كلمة إنكليزية مرادفة لكلمة البرزخ, قائلة "قد يدخل على يدي مصطلح "البرزخ" الإسلامي إلى قاموس اكسفورد الإنكليزي".

كما تكلمت عن هوس الإبداع في المعمار في دول الخليج حيث تبرز سمات "البرزخ" فيها, فعلى سبيل المثال برج خليفة وبرج العرب ومشروع وردة الصحراء وسوق واقف بعد احيائه جميعها تعكس توليفة تحمل الإسلوب العصري مع بصمة الهوية والتراث كما تحدثت كوك عن النظرة النمطية السائدة حاليا في الغرب أو في الشرق بشأن أن عرب الجزيرة اليوم ما هم إلا شعوب بدائية بلا ثقافة, واعترضت على ذلك بتشديدها على حقيقة وجود ثقافة القبلي الحديث "ثقافة البرزخ".

وحاولت كوك أن تشرح أمام طلبة اللغة العربية والعبرية بجامعة بكين سبب عدم استعمار الغرب لمنطقة الخليج العربي في القرن المنصرم قائلة: "لماذا لم يحتلوا الخليج؟... بسبب ارتفاع درجة الحرارة وانعدام الموارد الطبيعية في ذلك الوقت.", مضيفة بأن التواجد الغربي في هذه المنطقة في عصر ما قبل الطفرة النفطية كان لغرض تأمين سلامة الطريق التجاري الذي تهيمن عليه من الهند إلى انجلترا, وفي نفس الوقت ظل الخليجيون في حاجة ماسة للوجود الغربي في المنطقة حتى أنه بعد انسحابه عرضت بعض دول الخليج الأموال عليه لإبقائه كونه يوفر خدمات أمنية لهم.

وروت كوك قصة وصولها للجزيرة العربية أول مرة منذ أربعين عاما على متن باخرة للشحنات البشرية التي كانت تحمل العبيد من مدينة مومباي الهندية حيث كانت الشخص غير الهندي الوحيد في السفينة. ووصفت حال منطقة الخليج آنذاك وقارنته بالوضع الراهن من خلال صور فوتوغرافية قديمة نادرة وأخرى حديثة للمنطقة.

هذا وقد أشارت إلى ما يختلج المرأة العربية من أحاسيس مختلطة وذلك من خلال مقتطفات شعرية نسائية تعبر عن وجودها, وعرضت مقطع من قصيدة جريئة لإحدى المشاركات في مسابقة ((شاعر المليون)) الخليجية.

وأشاد البرفسور الصيني شويه تشينغ قوه بأعمال وشمائل وقدرات كوك وأسلوبها الفريد واصفا كتابها الجديد الذي صدر في مطلع هذا العام بأنه "عابر للتخصصات وبه شذرات من مختلف النواحي الثقافية" قائلا : "لقد رأينا فن العمارة والتاريخ واللغة والشعر والأدب والثقافة الحديثة للشباب وفن الخط العربي الجميل أيضا".

وأبدى الطلاب الصينيون الحاضرون لهذه الفعالية اعجابهم واستمتاعهم بكل ما يخص العالم العربي.

يذكر أن كوك وهي أستاذة الثقافة والأدب العربي الحديث بجامعة ديوك بولاية كارولاينا الشمالية الأمريكية كتبت عدة مؤلفات حول المرأة والأدب النسائي في العالم العربي.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 11:09 ص

      باحثة أمريكية

      الله يهديها هالباحثة، احنا عندنا حضارة وكنا محط الأنظار من كل العالم ،يعني احنا لازم يجينا غريب ويقول لنا احنا حلوين ؟!

    • زائر 1 | 10:41 ص

      ولد الرفاع

      أول تسمية للبحرين كانت جزيرة اول بالنسبة عن الآية الكريمة(مرج البحرين) .سورة الرحمن. يقصد أن البحرين عبارة عن ارخبيل

اقرأ ايضاً