تدور معارك عنيفة في محيط مدينة عين العرب (كوباني) السورية الحدودية مع تركيا التي يحاول تنظيم "داعش" اقتحامها، وسط دفاع شرس من مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان اليوم الجمعة (3 أكتوبر / تشرين الأول 2014).
وكانت صحافية في وكالة فرانس برس افادت من منطقة تركية حدودية تبعد بضعة كيلومترات عن كوباني المحاصرة من مقاتلي التنظيم المتطرف، عن تصاعد دخان اسود كثيف صباحا فوق المدينة، وسط سماع اطلاق قذائف هاون بوتيرة منتظمة.
واوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان "وحدات حماية الشعب دمرت هذا الصباح آليتين تابعتين لتنظيم "داعش" على بعد اقل من كيلومترين جنوب شرق كوباني".
وتسببت اصابة الآليتين بمقتل سبعة عناصر من تنظيم "داعش"، بحسب المرصد.
واشار إلى ان "دخانا اسود كثيفا تصاعد من جهة كوباني بعد الهجوم على الآليتين العسكريتين"، موضحا ان المرصد الذي يعتمد على شبكة واسعة من لمندوبين والصحافيين، احصى سقوط 25 قذيفة هاون على الاثر اطلقها مقاتلو التنظيم على المدينة.
ويشن تنظيم "داعش" منذ 16 ايلول/سبتمبر هجوما على مناطق في محيط كوباني متجها إلى المدينة الاستراتيجية التي ستمكنه، في حال سيطر عليها، من التحكم بشريط حدودي طويل وواسع مع تركيا. وتمكن التنظيم خلال هذه الفترة من الاستيلاء على حوالى سبعين قرية في المنطقة.
واقترب مقاتلوه كثيرا من كوباني، الى حد اصبحوا على بعد حوالى كيلومترين او ثلاثة من الجهة الغربية، ومئات الامتار من الجهة الشرقية.
وقال عبد الرحمن ان "المعارك تواصلت طيلة الليل وهذا الصباح"، مشيرا إلى ان "الاكراد يحاولون صد الهجوم".
وقال كافير سيفن، وهو كردي من تركيا، لوكالة فرانس برس وهو يراقب عمليات القصف من مركز مرشد بينار الحدودي، "اننا نشاهد بحزن اعمال القتل
التي يقوم بها تنظيم "داعش". اشقاؤنا في وضع صعب جدا، الامر في غاية العنف".
وقال برهان اتماكا، وهو يراقب المعارك، "انها مجزرة ترتكب تحت انظار العالم باسره، العالم يقف صامتا فيما الاكراد يقتلون".
وخلت مدينة كوباني من سكانها بشكل شبه كامل، مع نزوح "حوالى ثمانين إلى تسعين في المئة من سكانها وسكان القرى المجاورة خوفا من هجوم وشيك"، بحسب المرصد. وعبر حوالى 160 الف شخص الحدود في اتجاه تركيا منذ بدء المعارك في المنطقة.
واشار المرصد إلى استمرار "وجود بضعة آلاف من المدنيين في المدينة" التي كانت تعد قبل الحرب 70 الف نسمة واستقبلت عددا مماثلا من النازحين الهاربين من مناطق سورية اخرى.
ويسيطر تنظيم "داعش" على مناطق واسعة في شمال وشرق سوريا، وفي شمال وغرب العراق المجاور.