العدد 4414 - الثلثاء 07 أكتوبر 2014م الموافق 13 ذي الحجة 1435هـ

بايدن يوضح السياسة الخارجية الأميركية في العالم السريع التغير

واشنطن – وزارة الخارجية الأميركية 

تحديث: 12 مايو 2017

قال نائب الرئيس بايدن في حديث له يوم الخميس (2 أكتوبر/ تشرين الأول 2014) في كلية كنيدي للحكم بجامعة هارفارد في مدنية بوسطن "إن العالم قد تغير، وإن سرعة التغير الهائلة وحجمه، والترابط بين التحديات العالمية الرئيسية، كل ذلك يتطلب استجابة ― استجابة مختلفة، استجابة عالمية تضم مزيدًا من اللاعبين، مزيدًا من اللاعبين الأكثر تنوعًا عن ذي قبل".

وأضاف بايدن مستشهدا بـ"الأزمات الفورية الحاصلة ابتداء من داعش... إلى فيروس إيبولا وصولا إلى أوكرانيا،" فإن النظام الدولي الذي بذلنا جهدا جهيدًا في بنائه بعد الحرب العالمية الثانية ودافعنا عنه على مدى العقود العديدة الماضية، قد أخذ الآن يتشقق وتتفكك أوصاله."

وردًا على ذلك، تقوم الولايات المتحدة بتعزيز تحالفاتها الأساسية، وبناء علاقات مع القوى الناشئة، والدفاع عن أهم القواعد والأحكام الدولية التي تحكم السير على الطريق، وتوسيع نطاقها، وتواجه أسباب التطرف العنيف.

كما تواصل الولايات المتحدة التعاون بشكل وثيق مع حلفائها الأوروبيين بشأن الأمن الإقليمي، ولكن أيضًا حول "كل شيء بدءًا من التجارة إلى مكافحة الإرهاب إلى تغير المناخ"، بما في ذلك السعي من أجل التوصل إلى اتفاق نهائي بشأن التجارة عبر الأطلسي والشراكة في مجال الاستثمار.

وأبرز نائب الرئيس النهج الأميركي تجاه بعض التحديات المحددة التي تواجهها سياسة الولايات المتحدة في ما يلي:

• أوكرانيا: "تعهدت كل دولة من الدول الأعضاء في منظمة حلف شمال الأطلسي البالغ عددها 28 دولة بتقديم مساعدات أمنية لأوكرانيا، بما في ذلك تقديم مبلغ يربو على 115 مليون دولار من الولايات المتحدة. وبينما نقوم بالاستجابة للأزمة في أوكرانيا، فإننا عاقدو العزم على أن حلف شمال الأطلسي نفسه يخرج من الأزمة التي فرضتها علينا روسيا في وضع أقوى."

• شرق آسيا: "تنخرط اليوم أميركا في المزيد من المشاركات العسكرية في زمن السلم في منطقة آسيا والمحيط الهادئ أكثر من ذي قبل" حيث سيكون 60 في المئة من أصولها البحرية والقوة الجوية متمركزة في منطقة المحيط الهادئ بحلول العام 2020. وهي بصدد تعزيز قدرتها على ردع الطموحات النووية لكوريا الشمالية، توسيع نطاق الشراكة الأميركية-الفيتنامية، وتتبع "الفرصة التاريخية" السانحة لبناء علاقة جديدة مع بورما.

• الشرق الأوسط: "التحالفات هنا أيضًا حاسمة الأهمية. وإننا نعمل جنبا إلى جنب مع تحالف من الشركاء العرب وبلدان من جميع أنحاء العالم من أجل مواجهة داعش."

• أفريقيا: تعكف الولايات المتحدة على تنظيم الاستجابة الدولية لأكبر انتشار وتفشي لفيروس إيبولا في التاريخ، ونشر أكثر من 3 آلاف جندي أميركي في غرب أفريقيا لدعم الاستجابات المدنية الإقليمية."

• نصف الكرة الغربي: باعتبار أن أميركا الشمالية "قد أصبحت اليوم مركزا للطاقة"، فإن القارة في طريقها لأن تكون مكتفية ذاتيا في التزود بالطاقة ومستقلة عن الاعتماد على الطاقة المستوردة بحلول العام 2020. ولا تزال العلاقات التجارية تعتبر حاسمة الأهمية حيث إن 40 في المئة من صادرات الولايات المتحدة تبقى في نصف الكرة الغربي. وعلى صعيد الأمن الإقليمي، فإن الولايات المتحدة ستحافظ على وتوسع نطاق التعاون مع الشركاء الرئيسيين مثل كولومبيا والمكسيك ودول أميركا الوسطى.

وقال بايدن إنه حتى تتسنى إدارة علاقاتها مع القوى الناشئة بمزيد من الفعالية في القرن الحادي والعشرين، ستسعى الولايات المتحدة جاهدة "لتحقيق إمكانات صداقة أميركا مع شركائها في الديمقراطيات الناشئة مثل البرازيل والرئيسة ديلما، والرئيس المكسيكي بانيا نيتو، ورئيس الوزراء الهندي مودي، الذي قام للتو بزيارة تاريخية للولايات المتحدة هذا الأسبوع.”

واستطرد يقول: “إن العالم الذي توجد فيه الدول البازغة وأصحاب المصلحة والأطراف المعنية المسؤولة التي تعمل من أجل تعزيز الأمن المشترك، لم يتحقق له الازدهار بعد، ولكن رؤية ذلك يتحقق أصبح في متناول أيدينا. وهذا هو السبب في أننا احتضنا مجموعة الدول العشرين باعتبار أنها تشكل نموذجا للتعاون الاقتصادي. وهذا هو السبب في أنه من المهم أيضا أن نقوم بدعم المؤسسات الدولية مثل صندوق النقد الدولي دعما كاملا، وتمويلها وإصلاحها وتحديثها كي يتسنى لها خدمة جميع الدول على نحو أفضل."

الصين

خص بايدن بالذكر العلاقة الأميركية-الصينية بوصفها "الجزء الأهم" في تحسين علاقات الولايات المتحدة مع القوى البازغة. "وحتى في الوقت الذي نسلم فيه بأننا غالبًا سنكون في وضع التنافس، فإننا نسعى في سبيل تعميق التعاون مع الصين، وليس الصراع."

وذكّر نائب الرئيس جمهور مستمعيه بأن الرئيس أوباما يعتزم القيام بزيارة الصين في وقت لاحق من هذا العام، وأن الاجتماع الذي عقده أوباما مؤخرا مع الرئيس الصيني شي في كاليفورنيا أسفر عن التوصل إلى اتفاق تاريخي بشأن الحد من انبعاث مواد الهيدروفلوروكربون.

وكرر بايدن التأكيد أيضا على التزام الولايات المتحدة بالحفاظ على حرية الملاحة في بحر الصين الجنوبي وأضاف قائلا: "إننا لن نتوقف أبدًا عن الدفاع عن المبادئ التي نؤمن بها وهي مبادئ عالمية: ألا وهي الحريات الديمقراطية وحقوق الإنسان."

وأوضح نائب الرئيس أن إعادة التوازن الأميركي نحو منطقة آسيا والمحيط الهادئ تعتمد أيضا على استكمال اتفاق "الشراكة" عبر المحيط الهادئ.

وتابع يقول إنها حالما تُستكمل، سوف تشمل المعاهدات التجارية عبر المحيط الأطلسي والمحيط الهادئ حوالي ثلثي التجارة العالمية في العالم، ويمكن أن تحدد شكل.. الاقتصاد العالمي."

وعلى صعيد السلم والأمن الدوليين، قال بايدن إنه يجب على الولايات المتحدة وشركائها "الدفاع عن القواعد الدولية للسير على الطريق وتوسيع نطاقها والتعامل مع التهديدات غير المتماثلة الآخذة في الظهور. وهذا يعني التمسك "بالأعراف الدولية المستمرة منذ زمن طويل مثل منع الانتشار النووي والحفاظ على سلامة وتكامل أراضي كل دولة،" من خلال اتخاذ إجراءات مثل تلك التي تم اتخاذها لإزالة مخزونات الأسلحة الكيميائية في سوريا، والدفاع عن سيادة أوكرانيا.

مكافحة التطرف العنيف

وقال بايدن إن تنظيم داعش يشكل أحدث مثال على تصاعد التطرف العنيف الذي يعود إلى ما قبل عهد حكومة الرئيس أوباما ومن المرجح أن يستمر إلى ما بعد ذلك. وأوضح "أن استراتيجيتنا الشاملة الرامية لإضعاف داعش والحد من قدراته وفي نهاية المطاف القضاء عليه تجسد الدروس التي تعلمناها خلال حقبة ما بعد هحجمات 9/11 حول كيفية استخدام قوتنا بحكمة. … إنها تركز على بناء تحالف مع مساهمات ملموسة من دول المنطقة.

وقال إن "مسؤولية حل مشاكل المجتمعات تقع في نهاية المطاف على عاتق تلك المجتمعات نفسها، وهذا هو السبب في أننا نبذل الكثير من الوقت والجهد في دعم المعارضة السورية والجهود العراقية الرامية لإعادة إرساء الديمقراطية والدفاع عن أراضيهم."

وأشار نائب الرئيس إلى أن الولايات المتحدة تدرك أنه لا يمكن حل المشاكل مثل مشكلة داعش بمفردها، وأنها تعلم أن القوة العسكرية وحدها لن تحل الوضع. ولكن الولايات المتحدة تستطيع وهي بالفعل "تسعى إلى تمكين قوى الاعتدال والتعددية والنمو الاقتصادي الشامل. كما يمكننا العمل مع شركائنا في سبيل نزع صفة الشرعية عن داعش وأيديولوجيتهم المنحرفة في العالم الإسلامي."

 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً