ضمن خطط وزارة الصحة لمكافحة السرطان وتماشياً مع شهر التوعية العالمي بسرطان الثدي (أكتوبر) نظم قسم الأشعة بمجمع السلمانية الطبي أمس الأربعاء (15 أكتوبر/ تشرين الأول 2014) حفلة بهذه المناسبة، حيث قام موظفو القسم بارتداء اللون الوردي وتعليق شرائط وردية هادفين لزيادة الوعي في المجتمع، وتم تهنئة موظفات القسم العاملات في مجال تصوير الثدي من طبيبات وفنيين ومنسقي مواعيد في بادرة طيبة من المختصين بتصوير الثدي في القسم.
وفي بداية الحفل، تقدمت وكيل وزارة الصحة عائشة مبارك بوعنق بجزيل الشكر والتقدير إلى المسئولين وجميع الموظفين في قسم الأشعة على جهودهم المبذولة في مجال مسح سرطان الثدي مما يُسهم في علاج المرض في حالة اكتشافه مبكراً، مؤكدة دعمها لقسم الأشعة بما يصب في مصلحة المرضى والارتقاء بالخدمات الصحية المقدمة. وقدمت الدكتورة بوعنق توصيات لقسم الأشعة أهمها إجراء دراسة مفصلة عن المسح الإشعاعي لسرطان الثدي والذي يحتاج إلى جهد كبير وتعاون عدة جهات لتنفيذ هذه الدراسة، كما أوصت بإشراك المجتمع في السنوات القادمة وخصوصاً النساء لنشر وزيادة التوعية بينهن بشكل أوضح وأوسع.
من جانبها، رحبت رئيس قسم الأشعة سوزان عباس بوكيل وزارة الصحة عائشة بوعنق على تشريفها الحفل، وأشادت بالدعم المستمر للقسم من قبل سعادتها والإدارة العليا بالوزارة في ظل سياسة الحكومة بتوفير أفضل الخدمات الصحية للمواطنين، كما تقدمت بالشكر إلى شركة فيلبس على دعمها السخي لإقامة هذه الفعالية، وكذلك إلى جمعية (Think Pink) التي ساهمت بالكتيبات التوعوية والتثقيفية حول سرطان الثدي، والتي تم توزيعها على المترددين على مجمع السلمانية الطبي.
واستعرضت سوزان إنجازات القسم خلال العام الماضي حول مسح سرطان الثدي، لافتةً إلى أنه تم إجراء 4700 فحص مختلف للثدي في وزارة الصحة، منها مسح الثدي والماموغرام والفحص التلفزيوني والمغناطيسي وكذلك إضافة طرق حديثة لتحديد موقع الورم قبل الاستئصال، كما أشادت بعمل القسم بروح الفريق المتكامل وحثتهم على بذل المزيد من الجهد للارتقاء بعمل القسم الذي يصب في مصلحة المرضى.
ومن جانب آخر قالت أخصائية تشخيص أمراض الثدي الدكتورة مروة المسلماني إن القسم يقوم بإعداد التقارير الخاصة بأشعة الثدي الماموغرام لنحو 200 - 250 مريضة شهرياً يتم تصويرهن في وزارة الصحة ويتم الاتصال هاتفياً بالمريضات المشتبه في وجود تغيرات في أثدائهن للتأكد من ذلك خلال نفس الأسبوع وفي حالة اكتشاف تغيرات مشتبه بها يتم أخذ عينة من نسيج الثدي خلال نفس الزيارة وتحويلهن لعيادة الجراحة بصورة مستعجلة، و بذلك تكون خدمات تشخيص الثدي في مجمع السلمانية تضاهي تلك المقدمة في المراكز المعتمدة عالمياً من ناحية الجودة و السرعة.
كما أكدت أخصائية الأشعة التشخيصية والتداخلية للثدي الدكتورة لمياء مصطفي إبراهيم، أن التشخيص المبكر لسرطان الثدي هام لأنه يمّكن العلاج والشفاء التام، موضحةً أن أهـم طرق التشخيص المبكر هي أشعة الماموجرام التي تتوافر حالياً في بعض المراكز الصحية، وفي مجمّع السلمانية الطبي، وإن الكشف الدوري بالماموجرام هو الطريقة المعتمدة الثابتة في دول العالم لقدرته على تشخيص الآفات الصغيرة أو التكلسات الدقيقة المشتبه بأنها خبيثة قبل ظهور المرض اكلينيكياً.
وقد تمكّنت لمياء بتطبيق طريقة جديدة ودقيقة لأخذ وخزة من تكلسات دقيقة مشتبه فيها من ثدي مواطنة بحرينية بعد تحديد موقعها على الماموجرام، وقد تم اكتشاف إصابة المريضة أثناء حملة وزارة الصحّة للكشف المبكر لأورام الثدي وقد تم عمل الوخزة في عيادة الأشعة تحت التخدير الموضعي من خلال فتحة صغيرة في الجلد، وبدون خياطة أو تشويه، وهـذه طريقة جديدة في مجمّع السلمانية الطبي للحصول علي العينّات اللازمة من التكلسات الدقيقة المشتبه فيها لإتاحة التحليل المعمّلي الدقيق دون الحاجة إلى الجراحة.
وتعتبر هذا التقنية مهمة للتشخيص المبّكر لسرطان الثدي، لأنها أكثر دقّة في تشخيص الأورام الصغيرة جداً وغير المحسوسة وسيكون لها الأثر الكبير في تغيير المسار التشخيصي وخطة العلاج للمرضى والأثر الأعظم في الاكتشاف المبّكر لسرطان الثدي.
وقد نجحت لمياء أيضاً في إجراء أول عملية تحديد للأنسجة المشتبه إصابتهـا بسرطان الثدي، باستخدام كليب متناهـي في الصِغر ومصنوع من مادة التيتانيوم الخاملة. وهـي من أحدث التقنيات، والأولى من نوعهـا في السلمانية، وتساعد علي تمييز الأنسجة المصابة بالثدي التي لا يتجاوز حجمهـا بعض المليمترات، ممّا يسّهـل تحديد الأنسجة المصابة بدقة واستئصالها جراحياً وتحليلهـا معملياً. ويتم وضع الكليب بعد أخذ الوخزة باستخدام أشعة الموجات فوق الصوتية وتحت تأثير نفس التخدير الموضعي.
وأكدّت لمياء إبراهيم أن السنوات الماضية شهدت تطوراً ملحوظاً في اهتمام وزارة الصحّة البحرينية بصحّة المرأة عموماً، والاكتشاف المبّكر عن سرطان الثدي خصوصاً، المتمثل في الحملة القومية للكشف المبّكر عن سرطان الثدي الذي يعتبر أهـم سرطان يصيب النساء وتبلغ نسبة احتمالات الإصابة واحده من كلّ سبّع سيدات، وينصح السيدات في البحرين بعمل الماموجرام مرّة سنويا فوق سن الأربعين .
تقنية الطائفية
ومن التقنيات الجديدة التفرقة الطائفية التي فقأت العيون في هذه الوزارة