العدد 4439 - السبت 01 نوفمبر 2014م الموافق 08 محرم 1436هـ

"الخطأ في نجومنا" لـ "غرين" دعماً لحملة تنوُّع الأدب

الوسط (فضاءات) - جعفر الجمري 

تحديث: 12 مايو 2017

تستعرض الكاتبة والصحافية في "الغارديان" البريطانية أليسون فلوود، في عدد الجمعة الماضية (31 أكتوبر/تشرين الأول 2014)، حملة تصدّى لها صاحب كتاب "الخطأ في نجومنا" مؤلف الخيال الأميركي والمدوِّن، جون غرين، تسعى إلى التنويع في الكتب عموماً، وكتب الأطفال خصوصاً، وهو تنويع يتلمّس أول ما يتلمّس أهمية وضرورة فهم الآخر. تركيزه على أن القراء يمكنهم أن يكونوا أبطالاً لكثير من القصص. لكل منا قصته في هذه الحياة. كثير منا أيضاً يجد نفسه في الكثير من الأعمال التي هو بطلها في صورة أو أخرى. ربما لم تُتح له الفرصة كي يكون جزءاً من أعمال لأبطال أخذوا مكانتهم في الذاكرة والحضور؛ ليس في المشهد الإبداعي والأدبي العالمي؛ بل في ما وراء القيمة التي تقدّمها تلك الشخصية/ البطل/ الأبطال في الأعمال تلك.

الدعوة على اتصال بحالات في المجتمعات تلك لم تعد تعاني الإقصاء والتهميش؛ بل ثمة قانون يجرّم كل شكل من اشكال التمييز ضد أصحاب تلك الحالات، من بين أولئك: المثليون، و (...)، السود، ذوي الاحتياجات الخاصة، الآسيويون، اللاتين، وغيرهم. تتوجه تلك الكتابة؛ أو المشروع لتحطيم الفواصل والحواجز بين تكوينات وحالات المجتمعات تلك.

في الولايات المتحدة الأميركية تبرز مثل تلك الدعوات بالانفتاح على الكتابات المتنوعة التي تمس الاحتياجات، وتخاطب التنويعات تلك. الأطفال في صدارة الاهتمام بتلك المشاريع التي تجد لها امتداداً وصدى اليوم في عديد من الولايات في الداخل الأميركي؛ وليس هناك فحسب، فالمشروع نفسه يجد حضوره وصداه في أمكنة أخرى من العالم، على سبيل المثال المملكة المتحدة.

"الخطأ في نجومنا" عنوان كتاب غرين، جاء استلهاماً من خبرة أدركها، وكان على ارتباط بها من خلال العمل مع أطفال مصابين بأمراض تهدّد حياتهم، وكان ذلك حافزاً له للقيام بحملة في التوجّه من - خلال الكتابة - إلى أكبر قدر من التنويعات البشرية التي يضمها المجتمع الأميركي. محاولة إيصال الأفكار والقصص التي تتم معالجتها بالمفاهيم والقيم التي يُراد لها أن تكون راسخة، ومتحرّكة في الوقت نفسه. متحركة بمعنى قدرتها على التحول تبعاً للزمن، وتبعاً لتجدِّد المفاهيم أيضاً.

"بحاجةٍ إلى معرفة أنهم أيضاً يمكن أن يكونوا أبطال قصة"، وفقاً لمؤلف "الخطأ في نجومنا"، الأكثر مبيعاً، والذي صدر في العام 2012؛ إذ ألقى بثقله وراء حمْلة لزيادة التنوُّع في كتب الأطفال. التنوع بمعنى المعالجات التي توجّه إليهم من دون تمييز.

"أعتقد أننا بحاجة إلى كتب متنوِّعة؛ لأننا بحاجة إلى أن نعكس واقع مجتمعاتنا. وهذا الواقع هو واحد ومتنوع للغاية في الوقت نفسه".

وقال غرين في شريط فيديو تم إنتاجه للحملة التي انطلقت تحت شعار "نحتاج كتباً متنوعة": "في حين أنه من المهم أن ترى نفسك في قصص - وأعتقد أن كثيراً من الناس لا يرون أنفسهم في ما يكفي من قصص - هو أيضاً مهم جداً لرؤية الآخر ... وعندما لا نرى حياة الآخرين في القصص، فإنه من الصعب أن نتخيل التعقيد الذي هم عليه، وأعتقد أن ذلك يساهم في الفهم الأساسي الاستيعاب الآخر".

استشهد غرين باثنين من كتبه المفضلة عندما كان مراهقاً: لـ "زورا نيل هيرستون" في "أعينهم كانت ترى الله"، وتوني موريسون في "أغنية سليمان": "بالنسبة لي، فإن التنوُّع في أدب الأطفال والشباب والبالغين، يعني الحصول على فرصة لقراءة القصص عن جميع الناس بأنواعهم، وجميع تلك القصص التي تحمل نوعاً من الفرصة المتساوية للعثور على جمهور واسع". وأضاف "الفشل في عكس التنوُّع في مجتمعاتنا؛ سواء من حيث المؤلفين الذين يجدون جمهوراً عريضاً، وكذلك من حيث القصص التي تجد جمهوراً واسعاً، يسئ لجميع القرَّاء؛ وخصوصاً للمهمّشين منهم. إنهم بحاجة إلى معرفة أنهم أيضاً يمكن أن يكونوا أبطال قصة من القصص".

وبتنظيم فريق يضم مجموعة من المؤلفين والناشرين في الولايات المتحدة الأميركية؛ أعلن معرض الكتاب هيئة لـ "نجوم كتب الطفل" الذين كانوا جميعاً من الذكور المتّشحين بالبياض، في حملة انطلقت على وسائل التواصل الاجتماعي، مع شعار "رفع أصواتنا حدَّ الهدير بحيث لا يمكن تجاهلها". وقام المنظمون بحملة لإيصال رسالتهم إلى جمهور أوسع، محقّقين في حملة لجمع التبرعات أكثر من نصف هدفها بالوصول إلى 100 ألف دولار في غضون أسبوع واحد فقط.

غرين أضاف صوته إلى أصوات جوْقة من المؤيّدين بمن فيهم أولئك الذين في المملكة المتحدة، مثل باتريك نيس، الذي قال: "عندما كنت طفلاً مثْلياً، لم يكن لديّ كتاب واحد، أنبأني ذلك بأنني لم أكن وحيداً. أبداً. ليس إذا لم يكن بوسعي عمل شيء حيال ذلك الأمر". ومالوري بلاكمان، الذي دعا عبر حسابه على "تويتر" إلى "المزيد من كُتب خيال الأطفال، تتوجّه إلى ذوي الإعاقة، المثليين و (...)، الملونين، المسافرين، مختلِفي الثقافات، والأديان في تحولها وانتقالاتها".

ووجدت دراسة أجريت في مارس/آذار 2014، بأن 93 كتاباً فقط من بين 3200 كتاب للأطفال نشرت في الولايات المتحدة في العام 2013، كانت حول السود، و69 حول الآسيويين، و57 حول اللاتين.

ويخطط المنظمون إلى استخدام الأموال التي يتم جمعها لـ "تغيير صورة أدب الأطفال" من خلال سلسلة من المناهج، بجلب الكتب المتنوعة والمؤلفين إلى المدارس المحرومة، في توجُّه لإطلاق "مهرجان التنوُّع" الذي يُعنى بالأطفال، وسيكون الافتتاح في العام 2016.

يذكر، أن جون مايكل غرين، أميركي ولد في الرابع والعشرين من أغسطس/آب 1977. مؤلف لخيال الشباب والكبار، ومدوّن على "يوتيوب"، كما أنه يمارس التعليم. فاز بجائزة البرينتز العام 2006 عن روايته الأولى، ووصل إلى المركز الأول في قائمة "نيويورك تايمز" لأفضل الكتب مبيعاً.

ترعرع غرين في أورلاندو بولاية فلوريدا؛ قبل انخراطه في مدرسة "إنديان سبرينغ"، وهي مدرسة نهارية خارج حدود برمنغهام بـ "ألباما". تخرّج من كلية كنون في العام 2000؛ إذ تخصص في الدراسات الإنجليزيّة والدينيّة. عمل كمرشد روحي مدرسي بعد تخرّجه لمدة خمسة أشهر في مشفىً للأطفال. التحق بجامعة شيكاغو، وفي الوقت نفسه، ألهمته خبرته في العمل مع أطفال مصابين بأمراض تهدّد حياتهم لكتابة "الخطأ في نجومنا". على رغم أنه لم يكن يحضر فعلياً في الجامعة، عاش غرين لعدة سنوات في شيكاغو؛ إذ عمل لصحيفة مراجعة الكتب، وقائمة الكتب كمساعد محرر النشر والإنتاج أثناء كتابة "البحث عن ألاسكا". وهناك راجع المئات من الكتب؛ وخصوصاً أدب الخيال والتوائم المتلاصقين. وقام أيضاً بنقد عديد من الكتب لمراجعة كتب "نيويورك تايمز" وكتبَ للإذاعة الوطنية العامة في برنامج "كل الأشياء معتبرة" و "بيز" و "محطة اذاعة شيكاغو العامة".





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 1:54 ص

      إذن المثلية صارت حالة!

      يا أعزائي ثمنوا كلامكم و كلماتكم! لا يمكن نقل الكلام هكذا فإن في ذلك تأييد ودعم له. بكرة قولوا بعد أن داعش وقطعهم للرؤوس "حالة" نفسية؛ يعني لا تعدموا الدواعش بل عالجوهم.

اقرأ ايضاً