العدد 4442 - الثلثاء 04 نوفمبر 2014م الموافق 11 محرم 1436هـ

رحيل جورج جرداق عاشق الإمام

توفي الكاتب جورج جرداق عن عمر يناهز 83 عاماً، وهو الذي اشتُهِر بكتابات عن الإمام علي بن أبي طالب.

ولد جورج سجعان جرداق عام 1931، من والد يعمل مهندس بناء، "في بقعة سكانها عرب حقيقيون، يتحدرون من أسر عربية عريقة، أما البيئة البيتية فكانت من جماعة الفكر والعلم والأدب والشعر، وتأثري الشديد كان بـ "أخوي فؤاد".

قدم جرداق برنامج "على طريقتي" عبر أثير إذاعة "صوت لبنان".

كان جورج الصغير يهرب من المدرسة، بحثا عن عين ماء من عيون السهل الشرقي تلك التي سمي المرج باسمها "مرج عيون"، فينتقي صخرة تحت شجرة تظلله، ليحفظ شعر المتنبي، وفقه اللغة العربية في مجمع البحرين للشيخ ناصيف اليازجي. وعندما اشتكت المدرسة من فراره الدائم، حاول ذووه معاقبته، فتدخل شقيقه فؤاد معللا: "إن ما يفعله جورج يفيده أكثر من المدرسة". وتشجيعا له أهداه "نهج البلاغة" للامام علي بن أبي طالب، قائلا: "إقرأه واحفظه".

بعد انتهاء دراسته التكميلية في مدارس جديدة مرجعيون، انتقل جورج جرداق إلى بيروت، ليلتحق بـ "الكلية البطريركية" عام 1949. منذ ذلك الحين، سكن بيروت وسكنته، من دون أن ينفي ذلك حنينه إلى الجذور وتواصله مع الأهل والأصحاب في "الجديدة". يرد خصوبة فكره وذاكرته إلى اختياره الكلية البطريركية الذائعة الصيت بتخريج أقدر الطلاب في اللغة العربية وآدابها. "كانت مهمة جدا بحاضرها وقديمها، فالشيخ إبراهيم اليازجي، أكبر علماء العربية على الإطلاق، كان أحد أساتذتها في القرن التاسع عشر، ومن تلامذته خليل مطران شاعر القطرين. درست على يد الأديب المعروف رئيف خوري، وعلامة عصره فؤاد أفرام البستاني مؤسس الجامعة اللبنانية، وكان أستاذ اللغة والأدب الفرنسي الشاعر ميشال فريد غريب الذي كتب شعره بالفرنسية".

في هذه الأجواء، كان من البديهي أن يؤلف جرداق كتابا في سن مبكرة. في الثامنة عشرة من عمره، كتب باكورته "فاغنر والمرأة" عن الموسيقي والفيلسوف الألماني عام 1950. نظرا إلى أهمية الكتاب، قرر الدكتور طه حسين عميد الأدب العربي إدراجه ضمن لائحة الكتب التي يجب على طلاب الدكتوراه في الأدب قراءتها بإمعان، كذلك أصر أحد المستشرقين الألمان على مقابلة جرداق وأخذ إذنه في ترجمة كتابه إلى اللغة الألمانية.

في عام 1953 بعد تخرجه من الكلية البطريركية، انتقل جورج جرداق إلى التأليف والكتابة في الصحف اللبنانية والعربية من جهة، وإلى تدريس الأدب العربي والفلسفة العربية في عدد من كليات بيروت من جهة أخرى. استهل عمله الصحافي في مجلة "الحرية"، ويقول عنها: "كنت أكتبها من الغلاف إلى الغلاف، وكنت أحرر مقالات وأوقعها بأسماء صارت لاحقا معروفة لدى أصحاب الصحف، حتى إن أحدهم طلب مني أن أعمل عنده، فرفضت".

عمل أيضا في مجلة "الجمهور الجديد" وانتقل إلى "دار الصياد" عام 1965، وعمل في مجلة "الشبكة" وفي صحيفة "الأنوار"، ولا يزال أحد أركان الكتابة في منشورات "الصياد".

وضع موسوعة كاملة عن الإمام علي بن أبي طالب، سمّاها "الإمام علي صوت العدالة الإنسانية"، وتقع في خمسة أجزاء بعنوان "علي وحقوق الإنسان"، "بين علي والثورة الفرنسية"، "علي وسقراط"، "علي وعصره"، "علي والقومية العربية"، ثم أتبعها بملحق كبير بعنوان "روائع نهج البلاغة".

وتقام مراسم الجنازة، الأولى بعد ظهر الجمعة، في كاتدرائية مار نقولا للروم الأرثوذكس في الأشرفية، على أن ينقل جثمانه إلى مسقطه في جديدة مرجعيون حيث يوارى الثرى في مدافن العائلة.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 15 | 2:15 م

      عباس الخفاجي

      اللهم ارزقه رحمتك وغفرانك بحق محمد وآل بيت محمد

    • زائر 12 | 12:30 م

      الربيعي

      انا لله وانا اليه راجعون .. ربي احشره مع الصالحين . .
      فهو كاتب عن علي عليه أفضل الصلاة والسلام فاحشره مع مقام الكاتبين عن مولاي أبو الحسنين .. الله يرحمه .. ويرحم جميع المؤمنين والمؤمنات

    • زائر 11 | 10:28 ص

      حشرك الله

      مع من تحب سيحشرك ربك الرحيم

    • زائر 10 | 9:53 ص

      من يعرفك ياعلي ولم يحب ...

      من عرفك فقد أحبك يا علي ومن لم يعرفك ياعلي بحث عنك في قلوب المحبين
      ومن عرفك فلم يحبك هذا النصب نهجه أو ولد من أم وكانت دار الرعاية والده

    • زائر 9 | 9:50 ص

      السلام عليك يا إمامي

      ما عرفك احد حق المعرفة الا ذاب فيك عشقا

    • زائر 8 | 9:19 ص

      عاشق علي

      فقد العالم العربي بك نجم مشعا بالعلم والنور والعدالة
      قد كانت عادل وصريح عندما كان الاخريين يختبئون وراء احقادهم وطائيفتهم
      رحمة اللة اوسع لك من الحياة

    • زائر 7 | 8:48 ص

      اللهم احشره مع من أحب

      أكثر إسلاما من بعض من يدعي الإسلام وينصبون العداء لمحمد وآله

    • زائر 6 | 8:45 ص

      إنا لله وإنا إليه راجعون

      نسأل الله تعالى له الرحمة والمغفرة إنه هو الغفور الرحيم.

    • زائر 5 | 8:41 ص

      جنةُ السلام مثواك

      رحمه الله وأحسن مثواه،،، اللهم أحسن جواره واسقه من نهر الكوثر شربةً لا يظمأ بعدها أبداً...
      اللهم اشهد بأنه شهد للحق وعشق الحق أكثر من بعض المحسوبين على الإسلام والمسلمين...

    • زائر 4 | 8:37 ص

      شكراً جورج

      قدمت للعالم موسوعة من العشق في الإمام_علي وأبصرّت ما لم يبصره ملايين المسملين!

    • زائر 13 زائر 4 | 12:56 م

      اترك عنك المزايدات

      لو كان عاشقه لكان من اتباعه، وهذا لا يمنعنا من شكره على قدمه

    • زائر 3 | 8:36 ص

      محب علي

      اللهم احشره مع الامام علي ع

    • زائر 2 | 8:26 ص

      الله يرحمه

      عليا أميري ونعم أمير

    • زائر 1 | 8:09 ص

      رحمك الله وحشرك مع من تعشق

      بسم الله الرحمن الرحيم (إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون )
      قبل لا حد يشط ونط يتمعن في الآية

اقرأ ايضاً