يلتقي وزير الخارجية الاميركي جون كيري نظيره الروسي سيرغي لافروف اليوم الأحد (14 ديسمبر / كانون الأول 2014) في روما للبحث في الازمة الاوكرانية بينما تشعر موسكو بالغضب من احتمال فرض عقوبات اميركية جديدة عليها وامكانية تسليم مساعدات عسكرية قاتلة الى كييف.
ويأتي الاجتماع بين وزيري الخارجية الأحد في اجواء من التوتر الشديد بين واشنطن وموسكو التي هددت السبت باتخاذ اجراءات انتقامية ضد الولايات المتحدة رداً على تبني الكونغرس الاميركي قانونا يسمح بتسليم اسلحة فتاكة إلى اوكرانيا وفرض عقوبات جديدة على موسكو.
وصوت المشرعون الاميركيون بالاجماع الجمعة على النص الذي يحمل عنوان "قانون دعم الحرية في اوكرانيا" ويسمح ايضا بفرض عقوبات جديدة على روسيا التي تأثر اقتصادها بشدة.
الا ان القرار لا يزال بحاجة إلى موافقة البيت الابيض.
وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف في تصريحات نقلتها وكالة الانباء الروسية انترفاكس "لا شك اننا لن ندع ذلك يمر بلا رد" على عقوبات جديدة.
ودان "القرارات غير المقبولة" و"المشاعر المعادية لروسيا" التي اثرت على التصويت الذي وصفه النواب الاوكرانيون "بالتاريخي".
ويشكل تصويت الكونغرس خطوة اولى رمزية جدا لاوكرانيا التي تسعى من دون جدوى منذ اشهر إلى اقناع حلفائها ببيعها اسلحة لجنودها الذين يعانون من نقص التجهيزات في مواجهة المتمردين المدعومين عسكريا من قبل روسيا كما يقول الغربيون وكييف.
لكن هذا التصويت لا يعني ان اوباما سيسلم بالتأكيد هذه الاسلحة الى القوات الاوكرانية. وحتى الآن فضل الرئيس الاميركي تسليم اوكرانيا معدات "غير قاتلة" مثل رادارات ومناظير للرؤية الليلية وسترات واقية من الرصاص.
واكد مسؤولون في الخارجية الاميركية انه لا توجد خطط لتسليم اسلحة قاتلة لاوكرانيا.
توجه كيري بعد وصوله إلى روما بعد ظهر الأحد إلى فندق فاخر حيث يقيم قبل ان يجري محادثات مع لافروف في مسكن السفير الاميركي في روما.
واكد مسئولون اميركيون ان الوزيرين سيناقشان عددا من القضايا من بينها النزاعين في اوكرانيا وسوريا.
وبالنسبة لاوكرانيا سيركز كيري على "كيفية نزع التوتر في الوضع على الارض"، بحسب ما افاد مسئول بارز في الخارجية الاميركية للصحافيين المرافقين لكيري على متن الطائرة.
وكان المسؤول يشير إلى اتفاق وقف اطلاق النار الذي تم التوصل اليه في عاصمة بيلاروسيا في ايلول/سبتمبر الماضي والذي لم يتم تطبيقه بشكل كامل بعد.
وفي مجموعة من اللقاءات التي ستحمله كذلك إلى باريس ولندن، يعتزم كيري مناقشة كيفية "الابقاء على الموقف الموحد" مع حلفاء واشنطن الاوروبيين ومواصلة "استراتيجية الضغوط التي نستخدمها، بحسب المسؤول.
واعلن الثلثاء عن هدنة في شرق اوكرانيا حيث اسفر النزاع عن سقوط اكثر من 4634 قتيلا حسب الامم المتحدة، اي اكثر من 300 قتيل اضافي خلال ثلاثة اسابيع.
وياتي تهديد فرض عقوبات جديدة على روسيا مع تداعي اقتصادها تحت عبء العقوبات السابقة التي فرضتها الدول الغربية عليها وانهيار اسعار النفط.
واشاد اعضاء في برلمان كييف بالقرار الاميركي ووصفوه بانه "قرار تاريخي".
وتطبق الهدنة بشكل عام في شرق اوكرانيا منذ الثلاثاء، وانعكس ذلك في انخفاض القتال بشكل كبير رغم الانتهاكات المتكررة.
والاحد اعلن الجيش الاوكراني عن تعرض مواقعه ل14 هجوما خلال الساعات ال24 الماضية بما في ذلك هجمات بصواريخ غراد وهاون واسلحة مضادة للدبابات، الا انها لم تسفر عن وقوع قتلى او جرحى.
وتشعر اوكرانيا بالقلق منذ اشهر من شن الانفصاليين المدعومين من روسيا هجوما على ميناء ماريبول لتامين ممر بري بين الحدود الروسية وشبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا اليها في اذار/مارس الماضي. واعلنت اوكرانيا الجمعة عن تعزيز جيشها العام المقبل بتجنيد 40 الف جندي اضافي ومضاعفة ميزانيتها العسكرية.
واقتصاديا اعرب المسؤول الثاني في صندوق النقد الدولي ديفيد ليبتون السبت عن "اعجابه" بخطط اوكرانيا للاصلاح.
وصوت البرلمان الاوكراني الخميس بالموافقة على برنامج الحكومة الذي يشمل اقتطاعات تقشفية كبيرة فرضها الدائنون الدوليون.
ومنح صندوق النقد الدولي كييف هذا العام مساعدة مالية بقيمة 17 مليار دولار لمدة عامين كجزء من حزمة انقاذ عالمية حددها الغرب بقيمة 27 مليون دولار.