أكد العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز أن بلاده ستتعامل مع التحديات التي تشهدها المنطقة وأزمة سوق النفط بـ"إرادة صلبة".
وقال الملك عبدالله، في كلمة له ألقاها نيابة عنه ولي العهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز اليوم الثلثاء (6 يناير/ كانون الثاني 2015) خلال افتتاح أعمال السنة الثالثة من الدورة السادسة لمجلس الشورى بمقر المجلس بالرياض، إن "السعودية ستتعامل مع تحديات سوق النفط بإرادة صلبة"، مؤكداً أن "المملكة تعمل على المحافظة على ثرواتها ومقدراتها للأجيال الحالية والمستقبلية".
وأوضح العاهل السعودي ، الذي تنتج بلاده أكثر من 5 ر9 مليون برميل نفط يوميا أنه "لا يخفى عليكم ما يحدث في سوقِ النفط العالميةِ من تطوراتٍ طارئةٍ، سبَّبتهَا عوامل عديدة، يأتي في مقدِّمتهَا ضَعف النموِّ في الاقتصادِ العالمي".
وقال إن "هذهِ التطوراتِ ليستْ جديدةً في سوقِ النفط، وقدْ تعاملتْ معها حكومة بلادِكم في الماضي بإرادةٍ صلبة، وبحكمةٍ وحِنْكة، وسوفَ تتعامل مع المستجدَّاتِ الحاليةِ في سوقِ البترولِ العالميِّ بذاتِ النهج".
وأضاف الملك عبدالله أن "المملكةَ ستبقى مدافعةً عن مصالِحهَا الاقتصاديةِ، ومكانَتِها العالميةِ ضمنَ منْظورٍ وطني، يراعي متطلَّبات رفاهيَةِ المواطن، والتنميةِ المستدامةِ، ومصالحِ أجيالِ الحاضرِ والمستقبل".
وتابع :"ونؤكِّد أن التَطوّرَ الحقيقي هوَ الذي يتمّ وِفْقَ خطى موزونةٍ، تراعِي متطلَّباتِ الإصلاحِ، والقرارات الرشيدة يتمّ اتخاذها بعيداً عنِ العواطف، وتَصبّ في صَميمِ مصلحةِ الوطنِ والمواطنِ".
وقال الملك عبد الله لأعضاء المجلس "مسؤوليَّتكم كبيرةٌ أمامَ المواطنِ فيما يعرض عليكم من موضوعات، وأنا على يقين بأنَّكم أهلٌ لهذهِ المسؤولية".
وأضاف العاهل السعودي أن "بلدكم يعيش في منطقةٍ تشهد العديدَ من الأزماتِ، التي أَفْرزَت تحدياتٍ كبيرة، وبفضلِ اللهِ ثمَّ بتعاونِ مجلسِكم، وتضافرِ جهودِ حكومتكم تمكَنَّا منَ التعاملِ معَ هذهِ الأزماتِ، والاستجابةِ لهذهِ التحديِّات، ممَّا جعلَ بلادَكم واحةَ أمانٍ في محيطٍ مضطرب".
وتابع :"واليومَ يواجه وطنكم تحدياتٍ إقليميةٍ غيرَ مسبوقة نتيجةً لما حلَّ بدولٍ مجاورةٍ أو قريبةٍ من أَزَماتٍ حادَّةٍ عَصَفتْ بواقِعها، ودفَعتها إلى مسْتنقعِ الحروبِ الأهليةِ والصراعاتِ الطائفية، ممَّا يَتطلَّب منَّا اليقظةَ والحذر".
وقال الملك عبدالله :"وأؤكِّد لكم أن قيادَتكم مدركةٌ لهذهِ التحدياتِ وتداعيَاتِها، وبعوْنِ اللهِ وتوفيقه، ستبقَى بلادكم تَتمتَّع بما حبَاهَا الله من نِعَمٍ عديدةٍ وفي مقدِّمتِها نعمة الأمنِ والاستقرار".
وكان رئيس مجلس الشورى الشيخ الدكتور عبدالله آل الشيخ قال في كلمة له إن " المملكة واصلت مساعيها الهادفة إلى تحقيق الأمن والاستقرار في ظل ما تشهده بعض الدول العربية من أحداث وظروف عصيبة أثرت في استقرارها".
وأضاف أن "المملكة لا تألوا جهداً في اتخاذ الإجراءات الكفيلة بوقف نزيف دم الشعب السوري الشقيق ومحاولات إيجاد حل للأزمة السورية".
وأوضح أن "المملكة رحبت باتفاق السلم والشراكة الوطنية الذي وقعته الأطراف السياسية اليمنية" ، آملة أن "يُمكّن هذا الاتفاق اليمن الشقيق من تجاوز أزمته امتداداً لرعاية المملكة للمبادرة الخليجية التي أسهمت في تجنيب اليمن الشقيق ويلات النزاع والفتن".
وقال رئيس مجلس الشورى "بذلت المملكة عبر مبادرة خادم الحرمين الشريفين جهودا كللت بالنجاح لرأب الصدع بين كل من مصر وقطر الشقيقتين سعيا لاجتماع الكلمة ووحدة الصف العربي".
ويأتي إلقاء ولي العهد السعودي الخطاب السنوي أمام مجلس الشورى نيابة عن الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي يرقد حاليا في مستشفى الحرس الوطني بعد أن "أصيب بالتهاب رئوي استدعى وضع أنبوب مساعد على التنفس" منذ يوم الجمعة الماضي.