أقام مركز عبدالرحمن كانو الثقافي ضمن برنامج أنشطته للموسم الثقافي محاضرة بعنوان "قضايا تربوية معاصرة" لمدير إدارة مراجعة المدارس الحكومية بالهيئة الوطنية للمؤهلات وضمان جودة التعليم والتدرب خالد الباكر ، وقدم للمحاضرة انتصار البناء، وحضرها نخبة من الأدباء والكتاب والمثقفين في المملكة وأعضاء مجلس إدارة مركز عبدالرحمن كانوا الثقافي.
وقال الباكر ، انه في السابق كانت لدى المجتمعات قيم ومعتقدات ومبادئ فكان يتم توجيه الطالب من خلال دراسة مجالات معينة لضمان عمل المجتمع في السياق واحد بدون تغيير، ثم جاءت الأصوات المتجددة لتقول أن المدرسة هي مكان للتمكين الاجتماعي، ومساعدة الطالب للتعبير عن نفسه لينهض بالمجتمع الذي يعيش فيه بناءاً على قدراته وأفكاره وتوجهاته، واكتشاف مواهبه وميوله وإتمام دراسته في المجال الذي يريده، بعدها ظهرت توجهات تقول ان المدرسة هي خليط بين الاثنين حيث لا يمكن ترك الناس يتعلمون ويدرسون حسب ميولهم بشكل مطلق دون النظر الى تلبية احتياجات البلد.
وحول أهمية التغيير قال الباكر أنه في السابق كان الكتاب التعليمي يصلح للتدريس لمدة 30 عام، واليوم الكتاب التعليمي يصمد لمدة عام أو أكثر بقليل ، وذلك نتيجة الزخم الهائل في المعلومات وتجددها والاكتشافات العلمية ، فبدأت النظم المركزية في اختبار التخصصات تتآكل وتتلاشى لأنها أصبحت غير صالحة للهدف الموجود في العالم ولا تواكب التطورات العلمية الحديثة .
واكد انه يجب وضع الخطط لمواكبة التطورات السريعة الحاصلة في العالم وذلك لقراءة ومعرفة احتياجات سوق العمل بشكل متواصل وتوجيه الطلبة للانخراط فيها ، كما ظهر مؤخراً الاقتصاد المعرفي والذي يعني أن الناس أو الطلبة ليسوا أعدادا فقط ، بل ثروة يجب تنمية قدراتها وتأهيلها لتساهم في تنمية المجتمعات وتطوريها لتواكب التغييرات التي تطرأ بشكل مستمر في العام .
وتحدث خالد الباكر خلال المحاضرة ، حول المنهج وكيفية اعتماده ومعاييره وهي الاختيارية والتحديد والتركيز والتراتيبية والتراكمية، مسلطاً الضوء على أبرز التحديات التي تواجه المنهج، ومثال ذلك التدخين حيث يدرس للطلبة مضار التدخين على الصحة ليخرج الطالب بعد الحصة ليرى المدرس يدخن، ونفس المشكلة تحدث مع الوجبات السريعة ومضارها وتأثرها على صحة الإنسان وكافتيريا المدرسة تبيعها للطلبة، وهنا نحن نعطي قيمة ونقيضها للطلبة، ويخرج للحياة ويتصرف على أن هذه الممارسات ليست خطا لأنه تعلمها في المدرسة، لذلك يجب أن يكون هناك منطقا وراء المناهج التي تدرس وأن يتم اختيار المواقف التي تركز عليها وان تكون ايجابية في صالح المنظومات القيمية الموجودة في المجتمع أو المخرجات التي تتطلع لأن تصل إليها، مما يستوجب أن تكون المواضيع محدد ومختارة بشكل صحيح، موضحا ان المشكلة التي تواجهنا هي أن المنهج لا يواكب القضايا الجديدة والمعاصرة التي نعاني منها.
وأشار خالد الباكر إلى التغيرات الموجودة حاليا في الساحة، حول القيمة الجديدة أو المفهوم الجديد لسمات الطالب في القرن الواحد والعشرين وهو أن يتميز ويتمكن من فهم المواطنة والثقافة التكنولوجية ، والتواصل والعمل الجماعي ، والإبداع في حل المشكلات ، ومهارات التعلم مدى الحياة ، والتفكير الناقد ، وصنع القرار ، وهي سمات التي تعمل بها أبرز الدول المتقدمة تربويا أو اقتصاديا ، وهدفها ايجاد مواطن يستطيع الإبداع والتواصل مع الغير ويقود في حالة الأزمات ويضع الحلول، أى أن يكون شخص مواطن لديه مسئولية شخصية عن نفسه وعن المجمع الذي يعيش فيه .
السابق !!!
قال : في السابق كان الكتاب التعليمي يصلح لمدة 30 عاما , و اليوم يصمد لعام أو أكثر بقليل ، لكن لم يتغيّر شيء هنا ، بالكتب ستدخل موسوعة غينيس !!!
لماذا كتب وزارة التربية و التعليم منذ القرن الماضي ، ما يزيد على 16 سنة !!؟؟