قالت صحيفة الحياة اليوم الأحد (8 مارس/ آذار 2015) إن البيت الأبيض أعلن استقالة مستشار الرئيس باراك أوباما لشئون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والخليج فيليب غوردن، ، وتعيين المستشار الحالي لشئون الخليج روبرت مالي بدلاً منه. كما أبلغت مصادر موثوقة «الحياة» أن المبعوث الخاص لدى سورية دانيال روبنستاين في طريقه لترك منصبه الذي قد يبقى شاغراً بسبب عدم اختيار خلف له.
ووصفت مستشارة الأمن القومي سوزان رايس تعيين مالي، الذي سيُباشر مهماته في 6 أبريل المقبل، بأنه «أفضل خلف لغوردن، الذي تولّى المنصب عام 2013، مشيدة بـ «خبرته الطويلة في شئون الشرق الأوسط، التي اكتسبها من خلال عمله مع مجموعة الأزمات الدولية وتوليه مناصب مهمة في إدارة الرئيس السابق بيل كلينتون. كما ساهم منذ فبراير ٢٠١٤ في وضع سياستنا حول إيران والعراق وسورية والخليج».
ويُعدّ مالي من مخضرمي السياسة الأميركية في ملفات الشرق الأوسط، ويملك شبكة علاقات إقليمية واسعة على مستوى القيادات والتنظيمات السياسية، بينها حركة المقاومة الإسلامية «حماس»، وكان التقى قبل دخوله البيت الأبيض بعض رموزها، وشجع على الحوار معها في السنوات الماضية.
وقال المستشار السياسي في المجلس السوري- الأميركي بسام بربندي، إن مالي يتمّيز عن بقية أعضاء فريق الإدارة الأميركية بمعرفته سورية جيداً لأنه زارها مرات قبل اندلاع الثورة عام ٢٠١١، ويعرف تفاصيل آلية صنع القرار وأبرز مسئولي النظام. وأضاف بربندي، وهو دبلوماسي سوري سابق، أن «مالي نسّق طوال العام الماضي من خلال منصبه في البيت الأبيض إستراتيجية الإدارة الخاصة بجوانب الملف السوري كلها، وبينها الشق العسكري وسبل دعم المعارضة المعتدلة ومحاربة تنظيم داعش».
وأشار بربندي إلى أن مالي «مهتم بدعم ائتلاف المعارضة، وإيجاد آليات دعم عمل الحكومة المؤقتة في المناطق المحررة خصوصاً. وهو التقى غالبية رموز المعارضة، ويعرف نقاط قوتها وضعفها». ولفت إلى أن «مالي يرتبط بعلاقة جيدة مع وزير الخارجية جون كيري، قد تضعه في موقع مؤثر وقوي لزيادة التنسيق بين دوائر الإدارة من أجل تعزيز صنع قرارات حول سورية والمنطقة عموماً وتنفيذها. كما سيستفيد في مهمته من مشاركته في محادثات البرنامج النووي لإيران، وحضوره جولتها الأخيرة في جنيف هذا الشهر».
على صعيد آخر (أ ف ب)، أعلن مدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إي) جون برينان، في رسالة وجهها إلى الموظفين ونشرتها الصحف، إعادة تنظيم واسعة للوكالة «بهدف تعزيز انفتاحها واستخدامها تكنولوجيات المعلوماتية».
وبين التدابير المعلنة إنشاء مراكز «المهمة الكبرى»، على غرار مركز مكافحة الإرهاب الموجود في الوكالة منذ سنوات، والتي سيديرها نواب لمدير الوكالة في مناطق جغرافية مختلفة (الشرق الأوسط، أفريقيا...). ولكن لم يعلن عددها أو دورها تحديداً. وأبقت التدابير على القيادات التاريخية للاستخبارات والعمليات، مع إضافة قيادة التحديث الرقمي المكلّفة «تسريع دمج القدرات الرقمية» للوكالة.
وستواجه «سي آي إي»، وفق برينان «تغييرين أساسيين» في بيئتها، أولهما زيادة حجم المشكلات التي تواجهها السلطة السياسية، وتعقيدها وتنوعها وتوسعها»، والثاني هو «الوتيرة والوقع غير المسبوقين للتغيّر التكنولوجي».
وكان برينان الذي يتولّى إدارة «سي آي إي» منذ مارس 2013 بعدما عمل فيها سابقاً، أبدى مرات خيبته من بطء القيادة في الوكالة. ولمّحت صحف إلى صعوبات تواجهها «سي آي إي» في تعزيز الاستخبارات في سورية، حيث تقصف طائرات أميركية المتشددين.
وينتقد مسئولون تقليل الوكالة حجم حركات «الربيع العربي»، وعدم توقّعها هجوم تنظيم «داعش» في العراق وسورية.