العدد 4598 - الخميس 09 أبريل 2015م الموافق 19 جمادى الآخرة 1436هـ

بعد انتشار الجراثيم في كل مكان... أوروبا تسعى لجعل أغذيتها أكثر أمناً

يمكن أن تكمن في البيض وفي الطيور أو الأطعمة الجاهزة، إنها الجراثيم الخطيرة على الصحة والتي تتسبب في مرض مئات الآلاف من الأوروبيين سنويا.

ليس هناك بلد آمن من الأمراض التي تنقلها الجراثيم، بما في ذلك ألمانيا نفسها، وهي الحقيقة التي تأكدت بشكل مأساوي عند اندلاع بكتيريا ايشريشيا كولا على سبيل المثال العام 2011، وذلك على الرغم من تزايد الرقابة والتقدم في أنظمة الإنذار المتوفرة بالفعل في أوروبا.

هناك جهود متزايدة تبذل في دول أوروبا من أجل تحسين الأمن الغذائي ولكن هذه الجهود لا تكفي رغم كثرتها حسب خبراء منظمة الصحة العالمية.

هذه هي الحقيقة التي يسعى مؤتمر الصحة العالمي لإلقاء الضوء عليها وهو المؤتمر الذي ينعقد تحت شعار: «أمن الأغذية من المزرعة إلى الطبق».

يتوقف أمن الأغذية على الكثير من العوامل التي تزداد تعقيدا، فالطعام الذي نضعه أمامنا على الطبق لا يكون آمنا إلا عندما تلتزم كل من الجهة المصنعة والمحولة والمستهلك على السواء بقواعد نظافة أو تعقيم معينة وعندما تراقب الجهات المعنية والسلطات الرسمية بشكل دقيق تنفيذ هذه المعايير.

وكلما تحسنت أنظمة الرقابة والإنذار كلما تمكنت منظمة الصحة العالمية من رصد أفضل لعدد الأمراض الناتجة عن الأغذية.

تمتلك أوروبا قواعد نظافة وتعقيم صارمة ونظاما تحذيريا سريعا ضد الأغذية التي تمثل خطرا.

غير أن مثل هذه الأنظمة لم تظهر حتى الآن سوى «قمة الجبل الجليدي» فقط للمشكلة حسبما رأت المسئولة المعنية بأمن الأغذية لدى المكتب الأوروبي لمنظمة الصحة العالمية في أوروبا هيلده كروزه.

وحسب كروزه فإنه كلما ارتفع عدد حالات التلوث الغذائي في بلد ما كلما كان ذلك دليلا أيضا على وجود رقابة أكثر دقة وليس بالضرورة دليلا على تزايد الأمراض «فليس لدينا بيانات تظهر ما إذا كان هناك تزايد أو تراجع في هذه الأمراض على مستوى العالم... ولكننا نعتقد بأن المخاطر في تزايد». أضافت كروزه: «نعيش في عالم يتسم بالعولمة... فالمستهلك الحديث يريد أن يحصل على جميع الأغذية من جميع أنحاء العالم على مدار العام... غير أن الحجم الهائل للأغذية على مستوى العالم بما في ذلك تجارة الحيوانات، بالإضافة إلى السفر بين دوله يسهل الطريق أمام الجراثيم الممرضة للانتشار في جميع أرجاء الكرة الأرضية». وبتزايد متوسط الأعمار في بلد مثل ألمانيا يزداد تعرض سكان العالم لخطر الجراثيم في حين يؤدي تزايد الفقر والطقس المتطرف في مناطق أخرى بالعالم إلى تزايد خطر انتقال الجراثيم.

ورغم أن دول أوروبا تتبادل الجراثيم المعدية فيما بينها إلا أن الكثير من آليات الرقابة بدأت تؤثر إيجابيا.

ورغم ذلك فإن المراقبين المعنيين رصدوا في العام 2013 وحده أكثر من 310 ألاف حالة عدوى بكتيرية بين دول منطقة الاقتصاد الأوروبي بالجراثيم التي تنتقل عبر الأغذية، انتهت منها 322 حالة بالوفاة.

عن ذلك تقول كروزه: «مشاكل النظافة والتعقيم موجودة في كل مكان بالعالم بما في ذلك أكثر بلدان العالم تقدما».

وأوضح خبير منظمة الصحة العالمية أوليفر شمول، أن درجة جودة المياه ونقائه ليست متساوية في معظم الدول المتقدمة «. فقد رصدت المنظمة معدل عشر حالات إصابة بالإسهال المفضي للموت يوميا في دول ذات دخل منخفض أو متوسط في المنطقة الأوروبية بسبب عدم جودة المياه وأنظمة الصرف الصحي في هذه الدول وبسبب عدم اتباع قواعد النظافة والتعقيم».

العدد 4598 - الخميس 09 أبريل 2015م الموافق 19 جمادى الآخرة 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً