العدد 2593 - الأحد 11 أكتوبر 2009م الموافق 22 شوال 1430هـ

عبوات «طالبان» المصنعة يدويا تعيق تحرك الدبابات الأميركية في أفغانستان

يستعد رتل طويل من الدبابات الأميركية فجرا إلى مغادرة الموقع المتقدم في سبين بولداك جنوب أفغانستان في مهمة خطيرة جدا، لكن العدو الذي سيقابله ليس الذي يعتقدون.

وأوكلت إلى الآليات المدرعة المتخصصة في إزالة الألغام والتي عززت تصفيحها لمقاومة الانفجارات، مهمة فتح الطريق أمام الدبابات الخفيفة من طراز «سترايكرز» التي تتجهز بها الوحدة.

ويتوقع أن تتسبب تلك الآليات في بطء حركة الرتل لكن يستحيل الاستغناء عنها لأن العبوات اليدوية الصنع، سلاح مقاتلي «طالبان» المفضل، هي التي تتسبب في أكبر عدد من القتلى في صفوف الأميركيين. وحذر السرجنت جون جنكينز، من كتيبة المشاة «تشارلي 2-1» من أن الرحلة «ستستغرق 12 ساعة».

وكلفت الوحدة بمهمة استطلاع في مناطق نائية جنوب أفغانستان تجهلها قوات الحلف الأطلسي وتقع على طول الحدود مع باكستان، حيث تنتشر فقط قوات خفر الحدود. ويبقى الهدف سريا لأسباب أمنية.

وفي الساعة التاسعة لم يتحرك القسم الثاني من القافلة بعد: وغرقت إحدى آلات نزع الألغام التي تتقدم الرتل في الرمال قرب القاعدة.

وبعد أربع ساعات من الانتظار تحركت آليات سترايكرز أخيرا. ويتكدس داخل الآليات المدججة بالسلاح والتي تسير على ثماني عجلات في فضاء ضيق يطغى عليه الغبار، جنود يضعون في جيوبهم مضغطة لوقف النزيف تحسبا لإصابة أحد أعضائهم في انفجار.

وتتوقف القافلة في محطة أولى وسط صحراء من الرمل والحجارة صفراء اللون توجد فيها بعض المنازل المبنية بالطوب، بسبب مشاكل تقنية تعرضت لها آلية لوجستية بينما في إحدى آليات سترايكرز ينفذ صبر الجنود. ويفتح الجنود الشبان خلال عملية الإصلاح، الغلاف البلاستيكي الذي يلف وجبتهم الغذائية المتكونة من سندويش بلحم البقر وشوكولاته وزبدة الفستق.

وتتوقف القافلة مجددا في الساعة 17,00 بسبب عطل اعترى آلية أخرى من طراز «بافالو» التي تزن 25 طنا والمجهزة بذراع آلية لانتشال العبوات اليدوية الصنع.

ويقول السرجنت جنكينز إن «هذه الآليات لم تصنع حقا لهذه الأرض أنها تلائم العراق أكثر» حيث كان الرجال الأربعة آلاف في لواء سترايكرز يستعدون إلى الرحيل عندما تبلغوا أنهم سينتشرون هذا الصيف في ولاية قندهار المضطربة التي تعتبر من معاقل «طالبان».

وتتوقف القافلة مع غروب الشمس في تشكيلة دائرية دفاعية في مساحة صحراوية شاسعة. ويفتح جنود «جي آيس» أسرتهم الميدانية ويضعون أسلحتهم وسترتهم الواقية من الرصاص ويتمددون في فراشهم وسط برد شديد.

وفي اليوم التالي يجب العودة أدراجهم.

ولا أثر لمقاتلين أو ألغام يتوقع أن تواجههم لاحقا على الطريق. فقد كانت المشاكل اللوجستية هي التي أحبطت العملية، ما يثير غضب جنود المشاة الذين كانوا يترقبون المواجهة مع العدو.

وأقر اللفتنانت كولونيل وليام كلارك الذي يأمر 700 رجل منتشرين في سبين بولداك أن «الميدان أصعب بكثير مما كنا نتوقع» مؤكدا أن «كل آلياتنا سترايكرز سارت جيدا لكن تجهيزات المهندسين أعدت بالخصوص للسير على طرق حقيقية».

وهمس السرجنت جون بيلاجاك «لا يمكنني حتى تصور ما سيكون الحال عليه خلال موسم الأمطار.

العدد 2593 - الأحد 11 أكتوبر 2009م الموافق 22 شوال 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً